بدأت السلطات التركية بأعمال إنشاء الطريق السريع الممتد من معبر "الراعي" الحدودي إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي في مراحله الأولى.
وكانت السلطات التركية، قد أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، عن دخول معبر الراعي الخدمة لتسهيل الحركة التجارية إلى الشمال السوري، إلى جانب معبري باب السلامة وجرابلس.
وأوضحت وسائل إعلام تركية، أن السلطات التركية شرعت في تنفيذ المرحلة الأولى من الطريق، الممتدة من البوابة الحدودية إلى مدينة الراعي، مبينة أن الهدف من الطريق تحريك المنطقة اقتصاديا، عبر ربط مدنها بطرق سريعة.
وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية، أن "خريطة الطريق" التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن، تنص على انسحاب وحدات الحماية الكردية من منبج، ما يفسح المجال لأن تصبح الأخيرة بوابة تركيا التجارية على حلب والعراق.
وألمحت "يني شفق" إلى وجود مخطط تركي-روسي لإعادة إعمار مدينة حلب، كاشفة في الوقت ذاته عن وجود مقترح لتحويل منطقة "درع الفرات" إلى منطقة عازلة، تمهيدا إلى تحويلها لمركز تجاري مع استتباب الأمن.
وفي تعليقه على ما ذكرته الصحيفة، قال الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، إن "من بين السيناريوهات التي يتم البحث فيها، تحويل منطقة درع الفرات ومنبج ما بعد انسحاب الوحدات الكردية، إلى منطقة تجارة محايدة".
منصة إعادة إعمار
وأضاف لـ"عربي21"، أن الهدف من ذلك هو "العمل على إيجاد منطقة لتحويلها إلى منصة للشركات التي ستبدأ بمرحلة إعادة الإعمار".
وبسؤاله عن الجهة السيادية التي ستتبع لها هذه المنطقة -في حال تم ذلك- أشار تركماني إلى أن هذا التفصيل ما زال غير واضح للآن، من دون أن يستبعد التوافق على منحها نظاما دستوريا وقانونيا خاصا.
وفي وقت سابق، وبحسب تقرير لوكالة "الأناضول" التركية، فإن مناخا من الأمن يسود مناطق جرابلس والباب وأعزاز (درع الفرات) شمال سوريا، بعد سيطرة القوات التركية وفصائل سورية معارضة مدعومة تُركيا.
وقالت، إن الحياة عادت إلى طبيعتها في تلك المناطق مع عودة سكانها النازحين واللاجئين إلى منازلهم التي هجروها سابقا، بالتعاون مع المجالس المحلية في تلك المناطق التي توفر الاحتياجات الأساسية للسكان عبر إصلاح البنية التحتية كخطوط التيار الكهربائي والمياه والصرف الصحي، لتمكين السكان من مواصلة حياتهم بشكل مريح.
وأشارت "الأناضول" إلى أن المناطق المذكورة تستقبل أعدادا كبيرة من النازحين من مناطق أخرى في سوريا بسبب الأمن الذي توفره، حيث نزح إليها عشرات الآلاف من الهاربين من هجمات النظام بوسط وجنوب البلاد.
ضبابية المستقبل السياسي
لكن المحلل الاقتصادي والمفتش المنشق عن النظام، منذر محمد، اعتبر أن ما يحول دون تنشيط الحركة التجارية في منطقة "درع الفرات"، عدم وضوح المستقبل السياسي المستقبلي للمنطقة.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "المنطقة بالوضع الذي هي عليه لن تحفز المستثمرين أن يشرعوا باستثمارات كبيرة ومهمة، بل ستقتصر الاستثمارات على الصغيرة منها، بسبب ضرورتها اليومية"، كما قال.
وفي آذار/ مارس 2017، أعلنت تركيا عن انتهاء عملية "درع الفرات" بعد استعادة غالبية أرياف حلب الشمالية والشرقية من تنظيم الدولة داعش.
بعد اعتزال أوزيل.. هل باتت التعددية مهددة في ألمانيا؟
صحيفة روسية: هل سينسحب الأسد من حلب ويسلمها لتركيا؟
ما هي سيناريوهات موقف تركيا من أي عملية عسكرية بإدلب؟