أثارت حملة "كن رجلا ولا تترك نساءك يخرجن بلباس فاضح" التي دشنتها إحدى الصفحات "الفيسبوكية" منذ بداية تموز/ يوليو الجاري جدلا واسعا داخل المجتمع المغربي بين معارض ومؤيد للفكرة، الأمر الذي دفع بنشطاء إلى الرد على الحملة بأخرى تحت شعار "كوني امرأة حرة" للدفاع عن حرية المرأة من "الوصاية" الذكورية، وفق تعبيرهم.
"كن رجلا"
هي حملة انطلقت من صفحة "الحملة الوطنية للمطالبة بالبنك الإسلامي الحقيقي في المغرب" في الأسبوع الأول من يوليو/ تموز الجاري، على "فيسبوك" لتنتشر بشكل واسع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، دعا فيها القائمون عليها الرجال لمنع نسائهن وبناتهن من الخروج للشارع بلباس فاضح.
وكشف أحد القائمين على الصفحة، في تصريح لـ"عربي21"، أن فكرة الحملة نبعت من حملة دشنها نشطاء جزائريون في 2015 لنفس الهدف، مشددا على أنها جاءت لمحاربة "التبرج والعري الشديدين والميوعة المتزايدة التي بتنا نراها اليوم".
وفي رده على من اتهموا الحملة بـ"الوصاية على المرأة"، قال الناشط الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "وهل عندما أمر الحق سبحانه وتعالى المرأة المسلمة بالتستر بالجلباب الواسع والخمار وإخفاء الزينة كان حينئذ يقوم بالوصاية عليها ويختزلها في الثياب والجسد!!؟؟؟"، مضيفا: "عملنا ينحصر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقا لما أمر به خالقنا ووفقا لما قضى به في لباس المرأة. وكما تعلم فالعري والتبرج حرمهما الله تحريما أبديا فلا يعقل ولا يستقيم أن نرى ونشاهد مظاهرهما ثم نسكت .. أليس تغيير المنكر مما تواترت فيه الآيات والأحاديث؟".
تحرير المرأة
وأكد القائم على الصفحة أن الهدف الأسمى من حملة "كن رجلا" هو "محاربة أحد مظاهر العلمنة والتغريب في البلاد الإسلامية والمتجلي أساسا في تحرير المرأة بالمفهوم الغربي المنحرف المتمثل في جعلها حرة تماما تفعل ما تشاء، وتذهب أينما شاءت، وتلبس اللباس الذي تشاء، وتخرج وقتما تشاء، وتتزوج بالشروط التي تشاء، وتعمل وتتوظف بالكيفية التي تشاء، وتربط علاقات مع الأجانب متى تشاء، وتتصرف في جسدها بالكيفية التي تشاء .. وهذا كله دون ضوابط ودون حدود ودون اعتبار لأحكام الدين وشرائعه ..".
وأشار إلى أنه "لو كنا في دولة نصرانية لقبلنا بهذا الطرح لكننا دولة مسلمة لها ثوابت وأصول ولها منهج وفهم وطريق معبدة لا تحتاج إلى تعبيد مبني على مفهومات بشرية ضالة منحرفة"، وفق تعبيره.
أستاذة التربية الإسلامية بإحدى الثانويات المغربية، لطيفة أسير، أيدت بدورها حملة "كن رجلا"، وعلقت على ذلك في صفحتها على "فيسبوك"، بالقول: "هاشتاج #كن_رجلا لابد أن من أطلقه كان #رجلا، ومن يعترض عليه مشكوك في رجولته، لأنه دعوة صريحة للالتزام بضوابط أخلاقية في اللباس، في فصل تتكشف فيه كل العورات بدعوى الحرارة".
وأوضحت الأستاذة أن الحملة "ليست وصاية على أخلاق المجتمع، ولا تدخلا في الحريات الشخصية للأفراد، ولكنها تفعيل محمود لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طبيعي أن تستثقله الفئات التي لا تعرف من الإسلام غير اسمه، ولا يستغرب أن تتحامل عليه المواقع والجرائد المناوئة لشرع الله، لكنها في اعتقادي توظيف جيد لهذه الوسيلة التكنولوجية، ولأن يصلح الله بهذه الحملة رجلا واحدا خير لنا من حمر النعم .. فـ#كن_رجلا (ولعن الشيطان)، واستر لحم بناتك وزوجتك وأخواتك، فقد تبلدت حواس القوم من هذا القرف!".
حملة مضادة
بالمقابل، انتقد نشطاء آخرون حملة "كن رجلا" معتبرين إياها نوعا من "الوصاية" الذكورية على المرأة التي اختزلت فقط في "الجسد واللباس"، مؤكدين أن أصحابها من ذوي "الفكر الظلامي الداعشي"، وردوا عليها بحملة مضادة اختاروا لها شعار "كوني امرأة حرة" دعوا فيها النساء إلى التحرر ولبس ما يحلو لهن.
حركة "مالي" التي تدافع عن الحريات الفردية والتي تصدرت الحملة المضادة، أوضحت في تدوينة لها على حسابها بـ"فيسبوك" أن "المرأة حرة في ارتداء البيكيني أو المايوه، وحرة في الذهاب إلى البحر أو لا، كما أنها حرة في قراراتها واختياراتها"، داعية إلى "محاربة السلطة الأبوية والظلامية".
فيما أطلقت ناشطات وسما آخر تحت شعار "كن رجلا واتركها في حال سبيلها" أكدن من خلاله بأن "لباس المرأة جزء من حريتها"، وطالبن بفتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن نشر "الأفكار الرجعية التي جعلت من لباس المرأة شماعة يعلق عليها البعض ما لحق بالمجتمعات من فساد أخلاقي"، وفق تعبيرهم.
وأكدت الناشطات أن حملة "كن رجلا" أماطت اللثام عن "الكبت والعقلية الذكورية المتفشية في المجتمع رغم المكتسبات التي حققتها الدولة في مجال حقوق المرأة".
مقتل 3 أشخاص وجرح 5 في إطلاق نار ببندقية صيد بالمغرب (شاهد)
غضب عارم بالمغرب من شركة اتصالات ودعوات لمقاطعتها
ما نوع الطعام الذي يفضله ملك المغرب.. طباخه الشخصي يجيب (شاهد)