نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا، تقول فيه إن دراسة حديثة كبرى توصلت إلى أن زيت السمك والأوميغا 3 لا يفعلان سوى القليل لمساعدة القلب، مشيرة إلى أنه من الأفضل للمستهلك أن ينفق ماله على الخضار.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الباحثين قاموا بدراسة نتائج تجارب شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص في أنحاء مختلفة من العالم، وفشلت تلك النتائج في إظهار أي أدلة على أن المكملات تساعد على التخفيف من خطر الوفاة، لافتا إلى أن ملايين الناس يتناولون أوميغا 3؛ معتقدين أنه يساعد في منع أمراض القلب والوفاة المبكرة.
وتقول الصحيفة إنه من المعروف أن الأحماض الدهنية الموجودة في الأسماك، مثل السلمون والتونا، تفيد الصحة عندما تستهلك بكميات صغيرة مع الأكل، مستدركة بأن الجدل يثار حول تجارة مزدهرة تحيط بالمكمل الغذائي "أوميغا 3"، الذي يزعم أنه يمنع حصول الكثير من الأمراض، من الخرف إلى الاكتئاب إلى أمراض القلب إلى التهاب المفاصل الروماتويدية.
ويلفت التقرير إلى أن الباحثين تفحصوا بالذات أدلة تأثير تلك المكملات على معدلات أمراض القلب والجلطات والوفاة، حيث قال أستاذ علاج القلب والأوعية الدموية في جامعة شفيلد البروفيسور تيم تشيكو: "هذا التحليل للعديد من الدراسات يظهر بوضوح أن مكملات أوميغا 3 لا تقلل من أمراض القلب".
وأضاف تشيكو: "مثل هذه المكملات تأتي بثمن كبير، لذلك نصيحتي لأي شخص يشتريها أملا بأن يقلل من خطر مرض القلب، بإنفاق ماله على الخضار بدلا من ذلك".
وتفيد الصحيفة بأن العلماء من منظمة كوتشرين، وهي منظمة عالمية من الخبراء متخصصة في توفير المعلومات للسياسات الصحية، جمعوا النتائج من 79 تجربة عشوائية، شارك فيها 112059 شخصا، وبحثت تلك الدراسات، التي أجريت في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا، آثار تناول أوميغا 3 وزيت السمك على القلب والشرايين، مشيرة إلى أن تجميع النتائج من عدة محاولات، الذي يسمى"meta-analysis"، أو "التحليل البعدي"، يمكنه إبراز توجهات كانت مخبأة سابقا.
وبحسب التقرير، فإن العلماء اكتشفوا في هذه الدراسة "أدلة عالية التأكيد" بأن أحماض أوميغا 3 ذات السلسلة الطويلة ليس لها "أثر ذي معنى" على خطر الوفاة، بالإضافة إلى أن أثرها على خطر الذبحة الصدرية والجلطات وعدم انتظام عمل القلب "قليل أو غير موجود".
وتستدرك الصحيفة بأن هناك أدلة على أن تلك المكملات قللت من مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة، الذي يعد الشكل الجيد من الكوليسترول، والمعروف بحفظ الشرايين من التلف.
وينقل التقرير عن كبير الباحثين الدكتور لي هوبر من جامعة إيست أنغليا، قوله: "يمكننا أن نثق بالاستنتاجات التي توصلت لها الدراسة، التي هي بخلاف ما هو شائع بأن أحماض أوميغا 3 ذات السلسلة الطويلة تحمي القلب".
وأضاف أنغليا: "هذه المراجعة المنهجية تضمنت معلومات من آلاف الأشخاص على مدى فترات طويلة، وبالرغم من هذه المعلومات كلها إلا أننا لا نرى آثارا وقائية.. وتقدم المراجعة أدلة جيدة على أن تناول مكملات أوميغا 3 ذات السلسلة الطويلة لا يفيد القلب أو يقلل من خطر الجلطة أو الموت لأي سبب".
وتابع أنغليا قائلا: "أكثر الدراسات التي يمكن الوثوق بها أظهرت دائما أن آثار تناول أحماض أوميغا 3 ذات السلسلة الطويلة على صحة القلب والأوعية الدموية قليلة أو معدومة، ومن ناحية أخرى فمع أن الأسماك الغنية بالدهون هي طعام صحي، فإنه ليس من الواضح من العدد القليل من التجارب إن كان تناول تلك الأسماك يحمي قلوبنا".
وتنوه الصحيفة إلى أن النتائج نشرت في مكتبة منظمة كوتشرين، أو قاعدة البيانات التي تحتفظ بها المنظمة، مشيرة إلى قول الدكتور هوبر إن هناك أدلة "معقولة" بأن نوعا من أحماض أوميغا 3 قصيرة السلسلة، والموجودة في الزيوت النباتية، مثل المكسرات، وهو حمض ألفالينولنك (ALA) قد يوفر شيئا من الحماية للقلب.
ولكنه أضاف: "الأثر قليل جدا، حيث (أظهرت الإحصاءات أن) 143 شخصا يحتاجون إلى زيادة استهلاكهم لحمض (ALA) ليقل احتمال الإصابة بالأريثميا (عدم انتظام دقات القلب) لشخص واحد، ويحتاج 1000 شخص لزيادة استهلاكهم للحمض لمنع شخص واحد من الموت بسبب مرض القلب التاجي، أو يحدث له أمر يتعلق بالقلب والأوعية الدموية".
ويورد التقرير نقلا عن خبير التغذية من معهد قوادرام للعلوم البيولوجية الدكتور إيان جونسون، قوله: "النتائج تظهر القليل من الأدلة للفوائد المهمة (لتلك المكملات)، وبناء على الأدلة القوية التي تم التوصل إليها من الدراسات الوبائية السابقة، فإن هذا الاستنتاج يبدو غريبا، لكن يجب أن يتم أخذه على محمل الجد".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول جونسون: "إما أن تكون الآثار الوقائية للأسماك الغنية بالدهون، التي لوحظت في بعض المجتمعات، هي بسبب آليات لا يمكن إعادة إنتاجها، عن طريق تدخلات لفترات قصيرة باستخدام مكملات أوميغا 3 المنقاة، أو ربما تكون أسبابها عوامل بيئية لم يتم التعرف عليها، وهي مرتبطة بشكل ما باستهلاك الأسماك الغنية بالدهون".
التايمز: هذا ما كشفته دراسة حول الاسترخاء في حمام حار