أثارت تصريحات المستشار بالديوان الملكي السعودي ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم تركي آل الشيخ عن توزيعة صفقات اللاعبين بين فريق بيراميزا الذي اشتراه مؤخرا وبين نادي الزمالك، الكثير من علامات الاستفهام عن هذا التحالف الذي جري مؤخرا بين رئيس نادي الزمالك وآل الشيخ، بعد حالة العداء بين الطرفين قبل أشهر، ما استدعى دخل جهات سيادية مصرية لوقف انتقادات رئيس الزمالك مرتضي منصور ضد المسئول السعودي.
ووفقا لمتابعي الملف الرياضي بمصر فإن التحالف موجه
بالأساس للنادي الأهلي الذي أصبح على خلاف ساخن مع آل الشيخ، ما دفع بمسؤولي
الأهلي لإعلان لجوئهم إلى القضاء لوقف التجاوزات التي تحدث ضد النادي ورئيسه محمود
الخطيب، وهو ما رد عليه آل الشيخ بسلسلة تغريدات انتقد فيها الخطيب، ثم وجه في أخرى
مستشاره القانوني بالقاهرة لمقاضاة الأهلي ومجلسه والجماهير التي تنتقده.
وبحسب رئيس نادي الزمالك فإن آل الشيخ دفع قيمة
التعاقد مع المدرب السويسري كريستيان جروس ومساعديه والبالغة مليوني يورو، وقيمة
صفقات لاعب الزمالك طارق حامد البالغة 13 مليون جنيه (728 ألف دولار) وتكفل بالتعاقد مع
اللاعب التونسي فرجاني ساسي (700 ألف دولار)، بالإضافة لشراء آل الشيخ عددا من
أبرز لاعبي الزمالك لصالح ناديه الجديد بمبالغ وصلت إلى 213.5 مليون جنيه (12 مليون
دولار)، كانوا كالآتي: علي جبر (45 مليون جنيه) وأحمد الشناوي (53.5 مليون جنيه)،
وعمر جابر (100 مليون جنيه) وأحمد توفيق (15 مليون جنيه).
وبلغت قائمة اللاعبين الذين ضمهم آل الشيخ لناديه
الجديد من الدوري المحلي 19 لاعبا بقيمة 429 مليون جنيه (24 مليون دولار)، بخلاف
قيمة صفقات اللاعبين الأجانب.
اقرأ أيضا: آل الشيخ يثير الجدل بالتلكؤ بمقاضاة رئيس النادي الأهلي
جماهير الأهلي ردت من جانبها على هجوم آل الشيخ
ومحاميه محمد حمودة بأنه سوف يلاحق جماهير الأهلي التي تنتقده، بأغنية ساخرة حملت
عنوان "دلوعة ماما يا تركي".
من جانبه، يؤكد الناقد الرياضي علاء عبد المجيد لـ"عربي21"
أن آل الشيخ أشعل سوق اللاعبين بالدوري المصري، وهو أمر كان مقصودا به في البداية
الأهلي والزمالك باعتبارهما الأكثر قدرة على شراء اللاعبين بالدوري المصري، ثم
تقلصت المواجهة لتشمل النادي الأهلي فقط، خاصة بعد إعلان آل الشيخ عبر صفحته
الرسمية في "فيسبوك" وبعبارات مقتضبة عن توزيعة اللاعبين بينه وبين نادي
الزمالك، مع نشره لصورة جمعته بمرتضى منصور بالسيارة، وهو ما يؤكد فرض سيطرة آل
الشيخ على الزمالك.
ويوضح عبد المجيد أن أحداث الأيام الأخيرة تشير
لتحالف آل الشيخ والزمالك، خاصة أنه أنعش خزينة الزمالك بـ281 مليون جنيه (16
مليون دولار) ما بين شراء لاعبين من الزمالك ودفع قيمة لاعبين ومدربين تعاقد
معهم الزمالك، مع التزام المسؤول السعودي بدعم الفريق في إنشاء استاده العالمي،
ونقل حق الرعاية له من شركة بريزنتيشن لشركة صلة السعودية التي سبق وأن أعلنت
رعايتها للنادي الأهلي، وهو ما يشير إلى أن الحرب في الأساس ثنائية ضد النادي
الأهلي، بهدف خلق منافسين له لمنعه من احتكار البطولات المصرية كما اعتاد في
السابق.
ويستدل عبد المجيد بقرار آل الشيخ منذ أيام بإلغاء
بطولة السوبر المصري السعودي على كأسي خادم الحرمين ورئيس الانقلاب بمصر عبد
الفتاح السيسي، للفائزين ببطولتي الدوري والكأس في الدولتين، وهي البطولة التي كان
الأهلي المصري طرفا أساسيا فيها باعتباره الفائز بالدوري المصري، وهو ما يشير إلى
أن آل الشيخ يريد غلق كل النوافذ التي يمكن أن تؤدي لمكاسب مالية للأهلي خاصة أن
قيمة جوائز البطولة كانت تصل إلى مليون ريال كانت يمكن أن تذهب للأهلي في حال الفوز
بها.
اقرأ أيضا: مرتضى منصور يكيل المديح لتركي آل الشيخ (شاهد)
ويشير الأكاديمي المتخصص بشؤون الرياضة المصرية
الدكتور مخلوف بهاء لـ"عربي21" إلى أن من حق أي نادي بالدوري المصري أو في
أي دوريات أخرى أن يبحث عن ممولين يساعدونه في حصد البطولات، وهو نظام معمول به في
معظم دول العالم، مستدركا بقوله: "لكن ما يحدث بالدوري المصري وضع مختلف، لأن
رفع أسعار اللاعبين بهذا الشكل ليس في صالح الرياضة وإنما يصب ضد ناد بعينه وهو
الأهلي، وهو الإنفاق الذي ارتبط بالخلاف بين آل الشيخ وإدارة الأهلي واتخذ أشكالا
أساءت للجميع".
ويوضح بهاء أن "تدمير النادي الأهلي أمر له
تأثير سلبي على الكرة المصرية باعتبار أن لاعبيه هم الداعم الأكبر للمنتخب المصري،
وفي حال امتلك الأهلي القوة فإن هذه القوة تنتقل للمنتخب والعكس كذلك".
وحذر بهاء من دخول رئيس نادي الزمالك على خط
الأزمة لأن المشكلة انتقلت من كونها رعاية لفريق دون فريق، إلى العمل على تدمير
فريق بعينه وبالتالي فإنه يجب إعلاء المصالح الوطنية على حساب المصالح الخاصة، لأن
الأموال في النهاية لن تصنع ناديا ولن تجني وحدها البطولات وهو ما يجب على المسؤول
السعودي أن يعيه جيدا.
ماذا بعد اختطاف عضو "الرئاسي" الليبي المؤيد لحفتر؟
انتقادات حادة للسيسي بعد تصديقه على قانون "أوبر وكريم"
آل الشيخ يشتري ناديا مصريا.. هل بدأ حربه مع الأهلي والزمالك؟