تتابع الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية الإسرائيلية المظاهرات التي شهدتها قبل أسابيع مدن إيرانية، وتبحث إمكانية أن تتوسع وتنتشر، بما قد يؤدي لإسقاط النظام، أو على الأقل تغيير مواقفه وسياسته الخارجية.
وعقد ما يعرف بـ"معهد القدس للشؤون العامة والدولة" الذي يديره د.دوري غولد الوكيل السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، مؤتمرا عاما الأربعاء لـ"بحث الاحتجاجات الإيرانية وإمكانية أن تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني"، وذلك باستضافة عدد من المسؤولين والخبراء ذوي الاطلاع على الملف الإيراني.
وخلال المؤتمر الذي ترجمت "عربي21" مداخلاته، قال وزير الطاقة يوفال شتاينيتس، إن "الضغط الاقتصادي على إيران كفيل بانهيارها خلال عام واحد فقط، وإن الولايات المتحدة مطالبة بتجفيف منابع النظام في طهران كي يتم إجباره على تفكيك برامجه النووية".
وأضاف في مداخلته أن "على إيران أن تفهم أن التصميم الأمريكي في وقف مشروعها النووي جاد وقوي، وإن واشنطن قد تكون مستعدة لممارسة ضغط عسكري، أو تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران في حال عادت لمحاولاتها لإنتاج سلاح نووي، لأنها ترى نفسها ملزمة بتدمير أي منشأة نووية في إيران، بغض النظر عن مكان وجودها، أو أي منظومة دفاع جوي موفرة لحمايتها".
"تنازلات كبيرة"
وأشار شتاينيتس، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أن "التهديد الأمريكي بفرض المزيد من العقوبات على إيران سيؤدي في يوم ما إلى الإضرار المباشر بالاقتصاد الإيراني، وتراجع القدرة على استقرار النظام، وفي أوساط الإيرانيين، وفي هذه الحالة فإن إيران ستجد نفسها مضطرة للاختيار بين استعدادها للعودة لطاولة المفاوضات أم لا".
وأكد أنه "في حال زادت الضغوط الاقتصادية على إيران، فإنها سوف تقدم تنازلات كبيرة، وإن نتائج المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ستلقي بظلالها السلبية على الوضع في إيران".
وأوضح أنه "في حال نجحت هذه المفاوضات، وبدأت بيونغيانغ بتفكيك سلاحها النووي والبنى التحتية التابعة له، فإن إيران لن يكون أمامها أي خيارات سوى المضي قدما خلف الخطوة الكورية، والتنازل للولايات المتحدة".
وختم الوزير الإسرائيلي مداخلته بالقول إنه "في حال فشلت المفاوضات الأمريكية-الكورية، فإن ذلك سيقوي من موقف إيران، وتعتقد أن بإمكانها الاستمرار في إنتاج السلاح النووي، والتسريع في هذه المسيرة".
"خطأ إدارة أوباما"
رئيس المعهد والسفير الإسرائيلي الأسبق في الأمم المتحدة دوي غولد قال من جانبه إن "النظام الإيراني اختار حيازة السلاح النووي بدل الفوائد الاقتصادية، والجمهور الإيراني يدرك ذلك، ولهذا بدأ بالتظاهر".
وأضاف أن "إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أخطأت حين ظنت أن مواقفها تجاه طهران كفيلة بأن تعدل من سياستها، وتجعلها أكثر ليونة، من خلال توقيع الاتفاق النووي، لكن إيران في المقابل زادت من تواجدها وانتشارها في الشرق الأوسط، وتحاول اليوم الوصول إلى الأردن، وحتى تركيا".
أما الوزير الإيراني الأسبق ورئيس مؤسسة "متحدون من أجل الديمقراطية في إيران" جواد خادم، فقال خلال كلمته بالمؤتمر إن "كل العالم يتحدث اليوم عن تغيير النظام الإيراني، لكنه لا يأتي على ذكر اليوم التالي لإسقاطه".
وأضاف المعارض الإيراني أن "الجماهير الإيرانية المتظاهرة لا تريد أن تسمع دعما من إدارة ترامب لها، خشية أن يتم تفسير ذلك من قبل النظام الإيراني، وكأن الولايات المتحدة هي التي تتحكم بالمتظاهرين".
خبراء إسرائيليون: وجود إيران بسوريا تصدّر لقاء نتنياهو-بوتين
سفير إسرائيلي: عيوننا على غزة لكن معركتنا المهمة بسوريا
صحيفة: تحالف جديد بين موسكو والرياض.. وهذه الدوافع