جنرالات إسرائيليون يطالبون بزيادة الضغط على حماس بغزة

واصل كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي الإدلاء بآرائهم حول التطورات الأمنية في قطاع غزة، ومدى نجاح إجراءات الجيش في كبح جماح المسيرات الفلسطينية، وقراءة لمستقبل هذا التوتر ومآلاته مع حماس.

ونقل موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين سلسلة تصريحات لبعض الجنرالات ترجمتها "عربي21".

فقد ذكر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي، الجنرال رونين مانليس، أن "الجيش طور قدراته في السنوات الأخيرة، ويبدو أكثر استعدادا لأي سيناريو قد يقع على الحدود الجنوبية مع غزة، لأن حماس مصابة بالردع بدليل أنها لجأت للطائرات الورقية المحترقة، وليس سواها من الأسلحة، ونحن سنعيد الهدوء لغلاف غزة قريبا".

اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: هذا ما ستفعله إسرائيل لوقف "الطائرات الحارقة"

وأضاف في مقابلة إذاعية مع راديو الجنوب ترجمتها "عربي21" أن "السنوات الأخيرة التي تلت حرب الجرف الصامد في 2014 تبعها هدوء طويل، وقد عمل الجيش بعدها لملاحقة مشروع الأنفاق الخاص بحماس، واستطاع تحقيق إنجازات ذات قيمة، وأنهى بناء 15 كيلومترا من العائق المائي حول حدود القطاع، واليوم يجد الجيش نفسه في حالة جاهزية وصلت ذروتها لأي سيناريو قد يقع مع غزة، لكن ذلك لا يعني أننا نركض خلف الحرب، فإن اضطررنا لتفعيل قوتنا العسكرية فلن نتردد في ذلك، حماس تدرك مدى قوة الجيش الإسرائيلي، وإمكانياته".

وأوضح أن قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم جاء "كجزء من الردود على إطلاق حماس للطائرات الورقية، لدينا سلة أساليب ووسائل عديدة قد نستخدمها في الأيام القادمة، لإعادة الأمن لغلاف غزة، وسنعمل كل شيء لتحقيق ذلك".

الرئيس السابق للدائرة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب،الجنرال عاموس غلعاد، قال إن "معالجة إسرائيل لظاهرة الطائرات الورقية جاء متأخرا، وإن سلوكا عسكريا حادا وقاسيا سيصيب حماس بالردع الحقيقي، وفي حال انتهجنا مثل هذا السلوك، فإن الردع سيتحقق في غزة".

وزعم في حوار مع إذاعة "صوت بارما" ترجمتها "عربي21" أن "العقوبات التي بدأ الجيش بتطبيقها في غزة في الأيام الأخيرة هي فقط بداية لسلسلة أوسع من الخطوات القادمة، الاختبار أمامنا يكمن في أن يعيش المستوطنون في الجنوب بهدوء وأمان، صحيح أن إسرائيل لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع حماس، لكنها قد تضطر للدخول إليها".

اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون يستبعدون نجاح إغلاق معابر غزة بتغيير مواقف حماس

وأوضح أنه "في حال لم تنجح تلك العقوبات، فإني واثق أن الجيش والحكومة سيتخذان خطوات أكثر قسوة في الأيام المقبلة، وهذا قد يؤدي لحصول تدهور أمني، حماس تقرأ في صحفنا عن خلافات بيننا حول مستقبل التعامل معها، لكن في حال اتخذت إسرائيل قرارا واحدا موحدا فإن ذلك سيؤثر عليها أكثر."

وختم بالقول إنه "يجب الفهم أن حماس هي من تقف خلف الطائرات الورقية، وتتصدى لكل القصة الدائرة على الحدود، رغم أننا نرى في قمة جبل الجليد أولادا صغارا هم من يطلقون الطائرات، يجب وقف هذه الظاهرة، ومع أن إغلاق معبر كرم أبو سالم لن يردع حماس عن الاستمرار بها، لكنها قد تؤثر على أوضاع الناس في غزة حيث تسيطر حماس هناك".

أما الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، ونائب رئيس هيئة الأركان، الجنرال عوزي ديان، قال إن "هناك شكوكا كبيرة في مدى نجاح خطوة إغلاق معبر كرم أبو سالم في وقف حماس للطائرات الورقية، مما يتطلب العمل بقوة وبسرعة ضدها، خشية اختراعها لوسائل أكثر فتكا في المرحلة المقبلة".

وأضاف في حوار مع القناة السابعة ترجمتها "عربي21" أنه "يجب التعامل مع ظاهرة الطائرات الورقية كحالة مرضية ميئوس منها، خشية تمدد المرض في باقي أنحاء الجسد، وإلا فإننا سنشهد وصول هذه الحرائق لمناطق جغرافية أبعد من غلاف غزة، وربما يلجأون لإطلاق أدوات تكنولوجية بأشكال مختلفة".

اقرأ أيضا: إسرائيل تشدد حصارها على غزة وتغلق معبر "كرم أبو سالم"

وأوضح أنه "مع أهمية خطوة إغلاق معبر كرم أبو سالم لأنه يضر بحماس من الناحية المالية والاقتصادية، لكني أشك في حل قضية الطائرات الورقية، أجد صعوبة في الفهم أن هذه الخطوة ستقنع حماس بوقف طائراتها، لأننا إذا أردنا ردع حماس فعليا فيجب استهداف قيادتها، وتهديد حياتهم، وعدم اقتصار الضربات الجوية على مواقعها العسكرية".

وأضاف :" ربما يصل الأمر لاتخاذ قرار بعملية عسكرية ضد حماس في غزة، صحيح أن إسرائيل لديها أكثر من جبهة قتالية في الآن نفسه، لكنه لا يعني أننا لا نستطيع التعامل مع غزة". 

وختم بالقول إنه "عند الدخول إلى غزة من الناحية العملياتية فإن ذلك يحتاج دعما من الرأي العام، لأن أي حكومة لا تستطيع القيام بهذه الخطوة دون دعم جماهيري واسع، بحيث يصل الرأي العام الإسرائيلي لقناعة مفادها أنه لم يتبق أمامنا سوى هذه الوسيلة للقضاء على حماس، وليس جولة قتالية أخرى كسابقاتها، ولذلك فإن إغلاق معبر كرم أبو سالم مجرد خطوة واحدة على الطريق".