أصدر معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب ملخصا لليوم الدراسي الذي نظمه الأسبوع الماضي حول "معركة الوعي مع الفلسطينيين..غزة حالة دراسية".
وجاء في الملخص الذي
ترجمته "عربي21" أن "المعركة الدائرة على حدود قطاع غزة منذ ثلاثة
أشهر هي أحد النماذج الصارخة والواضحة على معركة الوعي التي تخوضها إسرائيل في
السنوات الأخيرة، فمسيرات العودة تم تصميمها منذ البداية، وحماس سيطرت على زمام
مبادرتها، وحولتها لمعركة منظمة تحكمت بنتائجها وحيثياتها المعروفة مسبقا".
التأثير الدعائي
وأضاف الملخص أن
"التأثير على معركة الوعي بين الجانبين تركز في أربع زوايا رئيسة: الدولية،
الإقليمية، الفلسطينية، والإسرائيلية، ولذلك تم مناقشة كيفية التأثيرات التي حصلت
من هذه المسيرات من الجوانب الإعلامية والدعائية, وكيفية الانخراط في معركة مضادة
لهذه المواجهة لمحاولة التأثير في ذات الزوايا، بعيدا عن الجهود الكبيرة التي
تبذلها الدولة الإسرائيلية".
وأوضح أن "اليوم
الدراسي عقد بحضور ومشاركة مكتب الناطق العسكري الإسرائيلي الذي قدم استعراضا بأهم
الوسائل التي استخدمها طيلة الأسابيع الاثني عشر الماضية، وعمل بجانبه مختلف أذرع
الأمن الإسرائيلية التي أدركت أن مواجهة المسيرات لا تقتصر فقط على سلاح القناصة،
والقوات المنتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة، وإحباط العمليات المعادية هناك".
وأشار أنه "آن
الوقت لإجراء فحص واختبار لمدى نجاعة معركة الوعي للجانبين في إدارتها، واستهداف
الجمهور المختلف لدى كل جانب، وكيفية مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تقف
في مواجهة إسرائيل في ضوء هذه المعركة، واستشراف السيناريوهات المختلفة".
أحد المتحدثين ران
رفيفي المسئول عن الشؤون الإستراتيجية والبحث والتخطيط في مكتب الناطق العسكري قال
إن "المعطيات الرقمية حول التغطيات الإعلامية للمسيرات الفلسطينية تشير أن
الرواية التي أصدرتها حماس وجدت رواجا في الجمهور الإسرائيلي، وتبين أن هناك فجوات
واسعة بين ما يبثه الإعلام الإسرائيلي التقليدي، سواء القنوات التلفزيونية والصحف
اليومية، وبين ما تشهده شبكات التواصل والإعلام الجديد في كيفية تغطيتهما للأحداث
الفلسطينية في غزة".
شبكات التواصل
الجنرال غابي سيفوني
رئس شعبة الجيش والاستراتيجيا في المعهد قال إن "الرواية السائدة في شبكات
التواصل تكشف طبيعة الوسائل المستخدمة في ترويجها، والانتقال بين حالتي الدفاع
والهجوم".
أما ميخال خيتوالي
الباحث الإسرائيلي فأكد أن "معركة الوعي التي تخوضها الدول والتنظيمات تشهد
انتشارا مكثفا لجملة من المصطلحات والمفردات السائدة لديهما، وتجد طريقها لوسائل
الإعلام".
رون بن يشاي الخبير
العسكري بصحيفة يديعوت احرونوت قال إن "معارك الوعي التي تخوضها حماس تضر
بإسرائيل كثيرا، لأنها تأخذ بعدا متزايدا في الإعلام الدولي، وازداد الاهتمام
بمعارك الوعي لأنها تتفوق في أهميتها على المعارك الأيديولوجية، فالصورة باتت تحتل
المشهد والشاشة أكثر من التنظير الكلامي، وهي كفيلة بأن تروي كل الحكاية للمتلقي
في الخارج".
سمدار بيري المحللة
الإسرائيلية للشؤون العربية قالت إن "إسرائيل معروفة في وسائل الإعلام
العالمية بأنها دولة ذات قوة عسكرية كبيرة، والفلسطينيون يوضعون في قالب
المستضعفين، وبالتالي فإن المشاهدين حول العالم يتعاطفون معهم، أما في العالم
العربي فيبدو ذلك مؤثرا وقاسيا، وفي الشارع الفلسطيني يتحدثون عما يحصل في غزة،
وعن المساعدات الإنسانية المتراجعة، وفي نظر الصحافة العالمية بات الفلسطيني هو
صاحب الانجاز الناجح، هكذا جرت العادة".
وأضافت أن
"الإعلام لا يؤثر على الوعي، لكن هناك مشكلة صعبة في التغطية الميدانية
للمواجهات الدائرة على حدود غزة، فالإسرائيليون ليس لديهم أي قتيل فيها، في حين أن
الفلسطينيين قتلاهم كثر".
إعلام حماس
كوبي ميخائيل رئيس
الشعبة الفلسطينية في المعهد قال إن "حماس تقرأ وتتابع الإعلام الإسرائيلي
جيدا، وتفهم أن إسرائيل غير معنية بمواجهة عسكرية واسعة، وتخشى معركة جديدة كالجرف
الصامد، لذلك تبدو حماس واثقة من أن المسيرات والطائرات الورقية المشتعلة تؤثر في
الوعي الإسرائيلي والمستوى السياسي، وبذلك فهم يحققون نجاحا أمام إسرائيل".
عمانوئيل نحشون الناطق
باسم الخارجية الإسرائيلية قال "إننا مكلفون بتوضيح الموقف الإسرائيلي في
الصحافة العالمية، سواء في ساعات الطوارئ والاستنفار أم في الأوضاع الطبيعية،
ومقدار نجاحنا يكمن في تفكيك وتبديد رواية حماس التي تحاول ترويجها حول العالم،
ونعلم أن لدى حماس أساليب إعلامية ربما تكون أكثر فعالية منا، ولذلك بتنا في وضع
مطالبون فيه بتوضيح روايتنا وتسويقها للعالم، من خلال تغريدة عبر تويتر لا تزيد عن
140 حرفا".
الجنرال أودي ديكال
مدير المعهد قال إن "إسرائيل لديها مشكلة في التوفيق بين مسألتين: طبيعة
الحدث الدائر على حدود غزة، وكيفية إخراج الراوية الإسرائيلية عنه وترويجها، وربما
السبب في هذه المشكلة أن إسرائيل ليس ليدها سياسة واضحة حتى الآن للتعامل مع
المسيرات الفلسطينية".
وأضاف أن "ما
تقوم به إسرائيل اليوم هو رد فعل وليس مبادرة، وآن الوقت لأن تفهم إسرائيل أن
المعركة على الوعي مركزية وفعالة، ولا تقل أهمية عن باقي المعارك، ولذلك يجب
الاستعداد للتحديات القادمة، وبناء روايتها الخاصة بها، ومعرفة ما نبثه، ومتى،
ولمن بالضبط، لأننا أمام عملية مستمرة ومتواصلة قبل المسيرات وبعدها".
إسرائيل تعلن الحرب على نشطاء "BDS" وتمنع دخولهم
زحالقة: إسرائيل تقتل الفلسطينيين على أنغام موتسارت
دعوات إسرائيلية لتصعيد الرد على غزة ووقف التسهيلات