غضب أنصار "الشعب الجمهوري" بعد خسارة الانتخابات للمرة الـ9

نشرت صحيفة "صباح" التركية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على حالة الغضب الواسعة التي اجتاحت أنصار حزب الشعب الجمهوري، بعد خسارتهم مؤخرا في الانتخابات الرئاسية.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حزب الشعب الجمهوري خسر في الانتخابات للمرة التاسعة على التوالي تحت قيادة كمال كليتشدار أوغلو، الأمر الذي دفع الكثيرين للمطالبة باستقالته.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان أردوغان عن إجراء الانتخابات بصورة مبكرة، أثار جدلا واسعا داخل أوساط حزب الشعب الجمهوري، وكان السؤال المطروح في أذهان أنصاره "من سيكون مرشح الحزب". وتصدر المشهد حينها اسم محرّم إنجه، الذي كان البعض يدعونه ليصبح رئيسا للحزب.

اقرأ أيضا: حرييت: زعيم المعارضة التركية يصر على التملص من الخسارة

وأضافت الصحيفة أن هذه المسألة زادت من حدة المنافسة بين محرّم إنجه وكمال كليتشدار أوغلو. وقد اعتبر البعض أن تقديم إنجه مرشحا للحزب، هو بمثابة تكتيك سياسي يتبعه كمال كليتشدار أوغلو لإزاحته من المشهد السياسي ومن منافسته على كرسي الرئاسة. ولكن على الرغم من خسارته أمام أردوغان، أكد إنجه أنه لن يعتزل الحياة السياسية، بل أصبح أقوى من ذي قبل بعد حصوله على نسبة أصوات تجاوزت نسبة الأصوات التي نالها حزبه.
 
واعتبرت الصحيفة أن الخاسر الأكبر من هذه المنافسة هم مؤيدو حزب الشعب الجمهوري وأتباعه، لأنه إلى حد الآن لم يتحمل قادة الحزب مسؤولية خسارة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بل تقبلوها دون الوقوف على أسباب ذلك.
 
ونقلت الصحيفة عن الكاتب حشمت بابا أوغلو، أن رئيس حزب الشعب الجمهوري يستغل جهود الناخبين المؤيدين للحزب لتلميع صورته السياسية. كما اعتبر  حشمت بابا أوغلو أن محاولة  كليتشدار أوغلو زيادة الاحتقان الجماهيري بين أنصار حزبه هو مجرد أداة للتلاعب بهم، حيث لم يعلن عن تحمل مسؤولية الهزائم المتتالية، وتسبب في حالة من السخط لدى مؤيدي الحزب بعد الانتخابات.
 
وحيال هذا الشأن، نشر يلماز أوزدمير الكاتب في صحيفة "سوزجو" التركية والمقرب من حزب الشعب الجمهوري، مقالا قبل الانتخابات بعنوان: "لم نذهب لصناديق الاقتراع بعد، لكننا كسبنا الانتخابات". وقد ورد في هذا التقرير أن أنصار أتاتورك والرؤية الوطنية هم الذين انتصروا، وأن دخول حزب السعادة في تحالف مع حزب الشعب الجمهوري يدل على انتصار كبير وحضور قوي على الساحة السياسية التركية.

اقرأ أيضا: لوفيغارو: تحالف المعارضة في تركيا على وشك الانهيار

وأضافت الصحيفة أن ما كتبه يلماز بعد صدور نتائج الانتخابات، يعكس حالة السخط على رئيس حزب الشعب الجمهوري، حيث طلب من رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، أن يتدخل لعزل كمال كليتشدار أوغلو من رئاسة الحزب، أو تضع الدولة يدها على الحزب، وسيكون راضٍ عن ذلك ولن يعترض.
 
ونقلت الصحيفة عن الكاتب محمد بارلاص، قوله إن الغضب الذي ينتاب مؤيدي حزب الشعب الجمهوري بعد كل انتخابات، ربما يعزى إلى فشل الحزب في العمل السياسي الحقيقي. كما أوضح بارلاص أن هذه الحالة التي يمر بها الحزب منذ تسع سنوات، تشبه تماما ما عاشه نفس الحزب بين سنة 1950 و1960، من حيث تصاعد الغضب وانعدام الأفق السياسي.
 
وقد اعتبر الكاتب أن حالة الغضب التي تجتاح أنصار حزب الشعب الجمهوري، تمثل دليلا واضحا على أنهم يشعرون بعجز حزبهم، وعدم قدرته على الفوز مستقبلا في أي انتخابات أو استفتاءات تحت قيادة كليتشدار أوغلو.
 
وأوردت الصحيفة أن الكاتب برهان الدين دوران أكد أن ما يمر به الحزب يشكل انعكاسا طبيعيا لحالة الفشل والخسارات المتتالية. نتيجة لذلك، أصبح أنصار الحزب يشعرون بالملل بسبب بقائهم في صفوف المعارضة لسنوات طويلة، وهذا يسبب حالة من الاستياء. لذلك، يقوم رئيس الحزب بتوجيه هذا الغضب في الشوارع والمنابر الإعلامية، وهذا ما حصل من خلال "مهرجانات الحزب" الأخيرة.
 
كما انتقد دوران أسلوب الخطاب الذي قدمه محرّم إنجه في مهرجان الشعب الجمهوري في إزمير، الذي اعتمد شعارات مثل "الانتقام"، وتحدث عن نظرية المؤامرة، واستخدم أسلوب خطاب معادٍ لشخص أردوغان بدلا من التركيز على السياسة، علما بأن خطاباته في بعض المهرجات كانت حذرة ومدروسة.
 
ونقلت الصحيفة عدة تصريحات لمسؤولين من حزب الشعب الجمهوري التي تسببت في حالة من الضياع لدى مؤيديه. فعلى سبيل المثال، ذكر بولنت تزجان، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، ليلة الانتخابات أن الانتخابات الرئاسية ستتجه إلى جولة ثانية. وقد كذب  نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري على أتباعه، على الرغم من أن النتائج الحقيقية كانت بحوزته، وهي تشير إلى فوز أردوغان من الجولة الأولى.
 
واستدلت الصحيفة بما نشره الصحفي المؤيد للحزب أوغور دوندار من أكاذيب تتعلق بعدد المشاركين في مهرجانات حزب الشعب الجمهوري، حيث ذكر أن عدد المشاركين في مهرجان مالتبه في إسطنبول بلغ خمسة ملايين مواطن، بيد أن الأعداد الحقيقية لم تتجاوز 250 ألف شخص. كما أعلن أوغور دوندار أن عدد المشاركين في مهرجان الحزب في أنقرة يصل إلى ثلاثة ملايين شخص، إلا أن عددهم لم يتجاوز 75 ألفا.

اقرأ أيضا: مرشحا "الشعب الجمهوري" و"السعادة" يهنئان أردوغان