كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي21"، عن اتفاق مبدئي بين حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لـ"وحدات الحماية الكردية" والنظام السوري، على عودة الأخير لإدارة كامل شؤون محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
وأكدت المصادر أن إزالة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي راياته وصور رموزه من الميادين والساحات العامة خلال الأيام الماضية في محافظة الحسكة، جاء نتيجة التوافقات مع نظام الأسد، التي تقضي بعودة الأخير لإدارة أرجاء المحافظة كافة.
وفي هذا الصدد، أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، أن الترتيبات الأخيرة تجري حاليا "من أجل عودة الإدارة الذاتية الكردية إلى حضن النظام السوري، الذي بالأساس هو الذي شكلها في بداية الثورة السورية من أجل تحييد الإخوة الأكراد عن الثورة وعن العمل الثوري مع العرب".
وقال في حديثه لـ"عربي21"، إن النظام السوري نجح في ذلك من خلال تعاون القيادات السياسة الكردية معه 100% الذين قدموا أكبر خدمة للنظام من خلال اغتيال العشرات من الثوار والساسة الكرد وفي مقدمتهم مشعل التمو ومحمود الي وجوان قطن.
اقرأ أيضا: عشائر سورية تطالب بتدخل تركي في منبج وخروج القوات الكردية
ويرى الأسعد أنه من الطبيعي عودة النظام لإدارة الحسكة، خاصة أن مهمة حزب الاتحاد الديمقراطي انتهت في القضاء على أي بوادر حراك في المحافظة، وبالتالي العودة لحضن النظام جاء ضرورة في ظل التفاهمات التي جرت بين تركيا وأمريكا من أجل أن تكون المناطق والمدن الحدودية خالية من وجود PYD.
وأكد أن تفكيك الإدارة الذاتية الكردية (الصورية) وجناحها العسكري PYD جاء من أجل قطع الطريق أمام الاتفاق التركي الأمريكي الذي تم مؤخرا، حيث إن وتيرة تسليم PYD للمناطق الحدودية التي تحت سيطرته في الحسكة لصالح النظام، تسارعت في الآونة الأخيرة.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن كل ما يحصل هو تحت المظلة الأمريكية، وذلك بعد أن فشل الأكراد بإدارة تلك المناطق إداريا وأمنيا واقتصاديا .
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن تركيا ليست بعيده عن هذا الاتفاق، فوجود تلك المناطق تحت سلطة النظام أفضل لتركيا من وجودها تحت سلطة الأكراد، وبذلك تضمن تركيا عدم قيام كيان كردي في تلك المناطق .
اقرأ أيضا: الوحدات الكردية تحاصر بلدات عربية في الحسكة بحثا عن منشقين
ويرى بشير أن عودة النظام لإدارة الحسكة هو قرار أمريكي وليس كرديا، منوها إلى ميلان البوصلة الأمريكية لدرجة كبيرة في تعاملها مع الوضع السوري، حيث نراه في الجنوب بتخليها عن ثوار الجنوب وسكوتها على التحرك العسكري لصالح النظام، لذلك يبدو أن أمريكا تخلت عن الأكراد نهائيا .
يشار إلى أن كل من النظام السوري ووحدات الحماية الكردية، يتقاسمون السيطرة على محافظة الحسكة، في شمال شرق سوريا إذ يسيطر النظام على مربع أمني بداخل مركز المدينة، إلى جانب احتفاظه بمقار أمنية وعسكرية في مدينة القامشلي والمطار، في حين تسيطر القوات الكردية على ما تبقى من المدينة وريفها.
عشائر سورية تطالب بتدخل تركي في منبج وخروج القوات الكردية
الوحدات الكردية تحاصر بلدات عربية في الحسكة بحثا عن منشقين
مصار لـ"عربي21": انسحاب قريب لقوات الأسد من تل رفعت