عبرت تركيا عن إدانتها للهجمات التي تستهدف محافظتي درعا والقنيطرة السوريتين الخاضعتين لاتفاق خفض التوتر، داعية الدول الضامنة لاتفاق أستانة والمجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف الهجمات "اللاإنسانية".
وقال الناطق باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، في بيان الجمعة: "نشعر بحزن وقلق كبيرين إزاء ما يحصل، وندين بشدة هذه الهجمات اللاإنسانية، التي تقوض الجهود المبذولة في أستانا وجنيف للحد من العنف في المنطقة، ويجاد حل سياسي للأزمة".
ويشن النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه، منذ أسبوع عمليات برية وغارات جوية مكثفة على مواقع المعارضة شرقي محافظة درعا، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص، وتشريد آلاف السوريين بعد نزوحهم عن منازلهم.
اقرأ أيضا: 46 قتيلا بينهم أطفال جراء قصف روسي استهدف درعا
وتندرج محافظة درعا ضمن مناطق خفض التوتر، التي توصلت إليها تركيا وإيران وروسيا، في أيار/مايو 2017، في إطار مباحثات أستانة حول سوريا.
غير أن اتفاقا روسيا أمريكيا جرّد درعا من هذه الصفة (خفض التوتر)، بعد شهرين فقط من الاتفاقية الثلاثية، أعقبها قطع الولايات المتحدة مساعداتها للمعارضة.
ويواصل النظام السوري، الأربعاء، قصفه العنيف على مدينة درعا بالبراميل المتفجرة والصواريخ والغارات التي تشنها طائرات حربية روسية وسورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووسعت قوات النظام هجوما كبيرا تشنه على قوات المعارضة في جنوب غرب البلاد ليل الثلاثاء الأربعاء.
ويستهدف رئيس النظام بشار الأسد استعادة السيطرة على منطقة مهمة من الناحية الاستراتيجية على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، معتمدا على القوة الدافعة التي حققتها قواته في أماكن أخرى من سوريا في الصراع المستمر منذ سبعة أعوام.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن القوات الحكومية فتحت جبهة جديدة في الهجوم على الجزء الذي تسيطر عليه قوات المعارضة من مدينة درعا، عاصمة المحافظة، الثلاثاء.
وأبلغ قائد عسكري في التحالف الإقليمي الذي يساند الأسد "رويترز"، بأن الهدف هو الوصول إلى معبر نصيب مع الأردن، وهو شريان اقتصادي تسيطر عليه المعارضة منذ 2015.
ويواصل الأسد الهجوم بدعم روسي على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة التي تسعى إلى تثبيت اتفاق "خفض التصعيد"، الذي توسطت في التوصل إليه مع موسكو في الجنوب الغربي العام الماضي. وكانت واشنطن حذرت الأسد من تبعات خطيرة.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تحذر من تكرار سيناريو الغوطة في جنوب سوريا
لكن لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى القيام بتحرك لوقفه؛ فقد أبلغت واشنطن الجيش السوري الحر بأن عليه ألا يتوقع دعما عسكريا للمساعدة في التصدي للهجوم، وفقا لما ورد في نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة فصائله في المنطقة واطلعت عليها "رويترز".
وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المائة من درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.
آلاف السوريين ينزحون من درعا مع تزايد قصف النظام (صور)
أنباء عن انسحابات للنظام من تل رفعت.. ماذا وراءها؟