أثار قرار نظام بشار الأسد باستئناف الرحلات الجوية من مطارات الشرق الليبي إلى العاصمة السورية دمشق، عدة تساؤلات وتكهنات عن أهداف هذا الأمر الآن، وعلاقته بدعم قوات اللواء الليبي خليفة حفتر.
وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا بأنها سمحت لشركات الطيران الليبية باستئناف رحلاتها إلى سوريا، مؤكدة أن "الأجواء السورية آمنة وجاهزة لاستقبال الرحلات الجوية القادمة من ليبيا".
في حين، أشار وزير النقل في حكومة الأسد، علي حمود إلى أن "بلاده تعتزم العمل على إعادة تشغيل الخطوط الجوية السورية إلى ليبيا"، بعدما سمحت السلطات السورية للطيران الليبي بدخول دمشق.
ما الهدف؟
ورغم أن الأهداف المعلنة تتلخص في تنشيط العلاقات الاقتصادية بين الطرفين (الشرق الليبي والأسد)، إلا أن هناك تخوفات من استغلال ذلك في توريد السلاح من قبل روسيا الموجودة في الداخل السوري إلى قوات حفتر المسيطرة على الشرق الليبي تحت غطاء "تعاون اقتصادي"، بحسب مراقبين.
وهنا تطرح عدة تساؤلات، من قبيل: ما طبيعة التعاون بين نظام بشار الأسد وبين حفتر؟ وهل سيستغل حفتر فتح الفضاء الجوي بين دمشق والشرق الليبي في الحصول على السلاح الروسي دون معاقبة دولية؟
البحث عن السلاح الروسي
من جهته، أكد وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى تويجر أن "استئناف الطيران الليبي إلى دمشق يخدم سوريا التي تحاول أن تثبت للعالم أن عاصمتها آمنة وأن بإمكانهم العودة للعمل، وليس له أي فائدة لليبيين المدنيين في الوقت الحالي".
اقرأ أيضا: روسيا تجدد تواصلها مع حفتر.. وتكهنات بـ"صفقة جديدة"
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الجيش (قوات حفتر) لن يتردد في استغلال أي وسيلة لجلب الأسلحة لحسم معاركه المنتظرة في الجنوب والغرب، ولاشك أن النظام العسكري الجديد الذي بدأ يتبلور في الشرق الليبي سيجد قواسم مشتركة مع نظام الأسد خاصة وأن كليهما يلقى دعما روسيا"، وفق تقديراته.
هدف اقتصادي وفقط
لكن الكاتب والباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل أكد أن "الهدف هو تنشيط العلاقات الليبية-السورية والتي ستكون كلها اقتصادية وخاصة في المجال الزراعي، لذا من الطبيعي أن تكون هناك رحلات طيران بين دمشق وبنغازي، خاصة أن نظام بشار الأسد هو المعترف بها دوليا حتى الآن".
وحول التخوف من وصول أسلحة روسيا إلى حفتر تحت هذا الغطاء، قال عقيل: "ربما يكون هذا التعاون هو مجاملة ومغازلة من قبل الجيش الليبي (قوات حفتر) للنظام الروسي المتواجد الآن في سوريا أو يكون هدفه مساعدة موسكو في مشروع المساعدات التي تقدمها لسوريا، لكن يظل الهدف الأكبر هو اقتصادي".
واستدرك قائلا لـ"عربي21": "من الصعب أن تكون هذه الرحلات محملة بالسلاح والذخيرة لعدة أسباب من أهمها: وجود مراقبة ومتابعة للفضاء الليبي الجوي من قبل الولايات المتحدة، وكذلك احتياجات سوريا الشديد للأسلحة والذخائر، لكن يمكن تبادل الزيارات بين خبراء من الجيشين السوري والليبي".
مرتزقة وقرار "مشبوه"
عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، إبراهيم صهد وصف هذا القرار بأنه "غريب ومشبوه في نفس الوقت فليس هناك حاجة لتسيير رحلات للشركات الليبية إلى دمشق، فمنذ الثورة في سوريا لم تعد العاصمة السورية وجهة للركاب الليبيين ولا مطارها يصلح لأن يكون نقطة عبور (ترانزيت) لوجهات أخرى".
وأضاف خلال تصريحه لـ"عربي21": "لكن الذي يخشى منه هو استخدام الطائرات لغير الأغراض المدنية المعتادة، وقد يكون غطاء لتجاوز حظر تصدير السلاح المفروض من مجلس الأمن بقيام روسيا باستخدام الطائرات لتهريب السلاح إلى حفتر، وكذلك إمكانية وصول مرتزقة سوريون للقتال مع قوات حفتر"، وفق رأيه.
اقرأ أيضا: ما حقيقة التدخل المصري في درنة بقوات "مرتزقة"؟
وقال الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، إن "كل شيء وارد، لكن نظام الأسد لن يعطي شيئا مجانيا فهو ليس بالنظام السهل، فربما يكون الهدف هو عقد اتفاقات سياسية وعسكرية أو تمرير أسلحة أو أن الحكومة السورية تريد التخلص من أشياء معينة، ربما لفوائد اقتصادية للحكومة السورية"، كما صرح لـ"عربي21".
رفع الحرج عن مصر والإمارات
من جانبه، رأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار أن "الأمر تطور خطير في المشهد العسكري الليبي، وبكل تأكيد الأمر له علاقة بروسيا وإمداد حفتر بالسلاح، كون دمشق ومطاراتها ليست بمنطقة عبور لدول أخرى، ولا توجد مصالح ليبية في سوريا من أجل تسيير رحلات لها".
وتابع لـ"عربي21": "والشرق الليبي ومطاراته خارج نطاق سيطرة حكومة الوفاق وخاضع لسيطرة حفتر، وعليه فالغاية واضحة وهي ربط حفتر بشكل مباشر مع روسيا دون إحراج مصر أو الامارات مع المجتمع الدولي، لكن لا يمكن لهذا القرار أن يتم دون علم وموافقة بعض المؤسسات الأمريكية "، حسب كلامه.
روسيا: لا نريد سوى قوات "سورية" على حدود الأردن وإسرائيل
مصرع وإصابة 11 عسكريا من قوات حفتر في مدينة درنة