نشر موقع "
المونيتور" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن ظاهرة تشجيع
الإسرائيليين للمنتخبات العربية والإسلامية في
كأس العالم، وخاصة المنتخبين
المغربي والإيراني.
وتطرق الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إلى ما حدث في إحدى الحانات في القدس، خلال مباراة المنتخب
الإيراني ضد نظيره الإسباني في إطار كأس العالم يوم الأربعاء الماضي، حيث تعالت هتافات المشجعين عندما نجح سعيد عزت اللهي في تسجيل هدف التعادل، قبل أن يلغي الحكم الهدف بداعي التسلل.
ورأى الموقع أن الغريب في الأمر أن هذا المشهد لم يكن في طهران أو في ملعب قازان بروسيا، وإنما في إحدى الحانات في القدس، حيث عبّر معظم المشجعين الإسرائيليين هناك عن دعمهم لإيران وصدمتهم وخيبة أملهم إثر هزيمة المنتخب.
واعتبر الموقع أن هذا الدعم سببه أن أصول العديد من اليهود الإسرائيليين تنحدر من البلدان الإسلامية المشاركة في كأس العالم لهذا العام، من بينها إيران. كما أن تعطش الإسرائيليين لمشاركة منتخب بلادهم في هذه البطولة قد جعلهم يبحثون عن منتخبات أخرى تكون محل متابعة وإعجاب، خاصة أن المنتخب الإسرائيلي لم يشارك في كأس العالم إلا مرة واحدة فقط، وكانت سنة 1970.
وذكر الموقع أن إيران تتنافس هذا العام رفقة أربع دول عربية، وهي السعودية وتونس والمغرب ومصر، في كأس العالم في روسيا. ويبدو أن هذا العرض النادر لبلدان من العالم الإسلامي، التي تعتبر أكبر البلدان التي هاجر منها الإسرائيليون في القرن العشرين، دفع الكثيرين في إسرائيل إلى تشجيع منتخبات دول أجدادهم.
وفقا لأرقام المكتب المركزي للإحصاء، كانت إسرائيل منذ سنة 2011 موطنا لـ141 ألف يهودي من أصل إيراني، و492 ألف يهودي من أصل مغربي، و134 ألف يهودي من أصل تونسي وجزائري، و57 ألف يهودي من أصل مصري.
وأفاد الموقع بأن الحكومة الإسرائيلية قد شاركت بدورها في هذا الدعم الغريب للدول العربية الإسلامية في كأس العالم. فقد نُشرت على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة الخارجية خطابات تشجيعية للبلدان الإسلامية المتنافسة في كأس العالم، على الرغم من أن إسرائيل ليس لها أي علاقات دبلوماسية مع تونس أو المغرب أو إيران.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، إيمانويل نحشون، أن إسرائيل تسعى إلى "بعث رسالة دعم للرياضة تؤكد فيها على فصل الرياضة عن السياسة" من خلال بياناتها التي تنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الداعمة للدول الإسلامية. وأضاف نحشون: "لم نتلق أي رد رسمي من تلك الدول، لكننا نتلقى على مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل إيجابية للغاية من مواطني تلك الدول".
كما أشار الموقع إلى الحدث الذي نظمه بينكاس ماتان، الإسرائيلي من أصول إيرانية، الذي هاجرت عائلته منذ أجيال من طهران إلى إسرائيل، تحت عنوان "السفارة الإيرانية في القدس". وفي هذا السياق، قال ماتان إنه لم يكن الإسرائيلي الوحيد الذي دعم المنتخب الإيراني في كأس العالم.
ونقل الموقع أن أريل بن موشيه، وهي مواطنة من تل أبيب وولدت في إسرائيل ولكنها تنتمي إلى عائلة من أصول إيرانية هاجرت خلال خمسينات القرن الماضي، كانت مؤيدة بالكامل لإيران في كأس العالم على الرغم من تصريحات ودعوات آيات الله بقتلهم. وأضافت بن موشيه: "بصراحة، أنا أشجعهم فقط لأن عائلتي أتت من هناك، على الرغم من أنني لا أعرف الكثير عن المنتخب الإيراني. ولكن لأن المنتخب الإسرائيلي خيب أملنا، قررت العودة إلى جذوري".
وأورد الموقع أن العديد من اليهود المغاربة في إسرائيل ينتابهم نفس الشعور، ويشجعون بفخر أسود الأطلس. وقد انتشر تهكم باللغة العبرية على مواقع التواصل الاجتماعي يعلم اليهود بأن الصلاة الشائعة بين يهود السفارديم ستعقد على الساعة الثانية والنصف بعد الظهر قبل المباراة التي دارت بين المغرب والبرتغال يوم الأربعاء، بنصف ساعة.
أما في موسكو، فقد وقف الإسرائيليون وهم يرفعون العلم الوطني في قسم المشجعين المغاربة في مباراة الأربعاء في ملعب لوزنيكي، ثم ما لبث أن تصدروا عناوين الأخبار بعد انتشار شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر المغاربة وهم يجذبون العلم الإسرائيلي بعنف. بعد ذلك، أوضح أحد الحضور الإسرائيليين أن المشجعين المغاربة في الفيديو كانوا يتسابقون من أجل الظفر بقميص لاعب مغربي ألقي في المدرجات، وعلى عكس ما يظنه البعض تلقى المشجعون الإسرائيليون ترحيبا حارا.
ونقل الموقع عن أوري ليفي، أحد معلقي
كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط ومؤسس موقع "باباغول"، أن ظاهرة تشجيع الإسرائيليين لمنتخبات من العالم الإسلامي انتشرت خلال السنوات الأخيرة. وفي رسالة إلكترونية واردة من روسيا قال ليفي إنه "بما أن المنتخب الوطني الإسرائيلي لن يشارك في أي وقت قريب في البطولة العالمية، فإنه من الواضح أن الإسرائيليين سيبحثون عن منتخب يرتاحون له".
وفي الختام، أورد الموقع تصريحا أدلى به ليفي شرح فيه هذه الظاهرة، معتبرا أن الكثير من الإسرائيليين يفعلون ذلك بفضل العلاقة الثقافية، دون اعتبار للسياسة الدولية، تماما كما يشجع اليهود الفرنسيون والإنجليز فرقهم في منافسات هذا العام.