أثار القصف الذي نفذته مقاتلات
إسرائيلية ضد
موقعين لقوات الحشد الشعبي العراقية في منطقة حدودية قرب دير الزور بسوريا وتسبب
بقتل أكثر من 22 عنصرا بحسب اعترافات
الأخيرة تساؤلات بشأن تغيير تل أبيب لقواعد اللعبة مع
إيران في المنطقة.
واتهم الحشد الشعبي التحالف الدولي بقيادة
الولايات المتحدة بتنفيذ الغارة وقتل عناصرها لكن الأخير نفى مسؤوليته وأكد أنه لم
يقم بأي نشاط في المنطقة المذكورة.
وجاءت الغارة بعد أيام على تصريحات قال فيها رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن إسرائيل هاجمت "مقاتلين
شيعة" مدعومين من إيران في
سوريا.
وقال نتنياهو إن إيران جلبت 80 ألف مقاتل شيعي
من دول مثل باكستان وأفغانستان لشن هجمات ضد إسرائيل ونشر المذهب الشيعي بين
الأغلبية السنية في سوريا.
ورأى نتنياهو أن قصف "المقاتلين
الشيعة" قد يساعد في "وقف موجة النزوح الجماعي للاجئين السوريين السنة
إلى أوروبا".
وكشف مسؤولون إسرائيليون من قبل عن شن عشرات
الضربات الجوية في سوريا لمنع ما يشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة إلى مقاتلي حزب
الله اللبناني أو نشر قوات إيرانية.
الخبير العسكري العقيد أديب العليوي قال إن ما
قامت به إسرائيل هو تغيير للاستراتيجية التي تتبعها ضد إيران والمليشيات الشيعية
في سوريا.
وأوضح العليوي لـ"
عربي21" أن إسرائيل كانت في السابق تستهدف ضرب
شحنات السلاح الموردة لحزب الله من إيران بالإضافة إلى محاولة إبعادهم عشرات الكيلومترات
عن حدود الجولان والمنطقة الجنوبية بالكامل.
وأضاف: "لكن الوضع الآن تغير وأصبح الهدف
الضغط بكل قوة لإنهاء الوجود الإيراني والمليشيات التابعة لها من سوريا وهو ما
يؤكده القصف".
وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو قبل أيام التي
كشف فيها عن قصف مجموعات شيعية مقاتلة في سوريا يأتي للإعلان عن تغيير
الاستراتيجية السابقة في التعامل مع إيران بإبعادها الحدود إلى إنهاء وجودها
المسلح على الأرض في سوريا.
من جانبه قال المحلل السياسي محمد الجمّال إن القصف الإسرائيلي الأخير
في سوريا يختلف عن سابقاته من ناحية تغيير قواعد اللعبة.
وأشار الجمّال لـ"
عربي21" إلى أن الاتفاقيات
الدوليّة بشأن الحل السياسي في سوريا باتت المشكلة فيها هي التغوّل الإيراني على
الأراضي السوريّة".
وأوضح أن النظام الذي "استجلب هذا
الاحتلال والاحتلالات الأخرى ليس له سطوة على تلك التنظيمات الموالية لإيران والتي
تدور في فلك النظام".
ولفت إلى أن وجود النظام بات شكليًّا أمام قوّة
هذه المليشيات المحتلّة والتشكيلات المسلّحة على الأرض لذا بات من الضروريّ
المساهمة في إزاحتها من خلال تهديدها وجوديًّا وتركيز الجهود على تحديد مهامّها في
الحفاظ على المشروع العالمي في سوريا لئلا يكون لها دور في المشروع الإيرانيّ إلا
بقدر مساهمته في المشروع الدولي.