كشف رئيس المكتب السياسي للتيار الصدري، ضياء الأسدي، الأربعاء، عن طبيعة علاقة زعيم التيار مقتدى الصدر مع إيران، معرجا في الوقت ذاته على علاقته بالسعودية، وتفاصيل حديثه مع سفيرها لدى العراق.
وتطرق مساعد الصدر في حوار مع وكالة "تسنيم" الإيرانية إلى التحالف الذي شكله ائتلاف "سائرون" المدعوم من الصدر مع ائتلاف "الفتح" بزعامة هادي العامري المقرب من إيران.
وشرح الأسدي رؤية الصدر للحكومة المقبلة وطبيعة العلاقة مع دول الجوار العراقي، وموقفه من التواجد الأمريكي في البلد، إضافة إلى موقفه من الحرب الدائرة في اليمن.
وتاليا نص الحوار كما ورد في موقع الوكالة الإيرانية:
لو حدثتنا بداية عن التحالف الرباعي بين تيار الحكمة وكتلة سائرون وتحالف الفتح وكتلة النصر.. هل هناك من معطيات جديدة بما يخص ذلك؟ ما هي المبادئ الأساسية لهذا التحالف؟
في ما يتعلق بتحالف الفتح وسائرون والحكمة وبعض الكتل السنية، هناك شكل جديد للتحالف بعد إعلان المؤتمر الصحفي مع السيد هادي العامري، أعتقد أن هناك تحالفا سيضم هذه الكتل، وربما يلتحق تحالف النصر فيما بعد، حتى الآن لم يتضح رأي دولة القانون أو موقفها من التحالفات.
وأعتقد أن المسالة برمتها تعتمد على المبادئ التي تحدث عنها سماحة السيد مقتدى الصدر وقادة تحالف سائرون وهذه المبادئ الأساسية التي قالوا إننا سنتفق مع الكتل الأخرى إذا انسجمت مع هذه المبادئ، ومن ضمن هذه المبادئ: القضاء على مبدأ المحاصصة، إنشاء علاقات متوازنة مع دول الجوار دون هيمنة أي دولة من دول الجوار على القرار العراقي، وكذلك محاسبة المفسدين والمقصرين وإحالتهم إلى القضاء.
هناك مبادئ عديدة أعتقد أن الكتل بدأت تتخذ مواقفها بناء على الانسجام مع هذه المبادئ وتنضم إلى التحالف، ربما قبل عيد (الفطر) سنشهد إعلان الشكل الأولي للتحالف الذي قد لا يكون تحالف النصر من ضمنه، ولكن أتوقع فيما بعد أن نكون بصدد تحالف يضم تحالف النصر ودولة القانون وكتلا أخرى أو أن يكون هناك تحالف كبير في الفضاء الوطني وفق هذه المبادئ التي تحدثت عنها.
ما الذي يجمع هذه التيارات وما الذي يفرقها إذا كان هناك ما يفرق بينها طبعا؟
الذي يجمع هذه التيارات هو محاولة إنقاذ العراق، الكل يعبرون بشكل واضح وصريح عن أن البلد يمر بمفترق طرق وعتبه جديدة، ينبغي على كل الكتل السياسية أن تساهم في إنقاذ البلد، إذن هناك الكثير مما يجمع هذه الكتل السياسية، من ضمن ما يجمعها: الرؤية الوطنية الجديدة لطبيعة الحكومة وشكلها، وأن تكون الحكومة ذات شكل وطني عراقي بعيد عن التحزبات أو الائتلافات المبنية على أساس الهوية أو الخلفيات الدينية أو الإثنية، وكذلك هناك رغبة لدى الجميع في أن تكون الحكومة المقبلة أكثر كفاءة ونزاهة وأقل التصاقاً بالكتل السياسية وأقل انتماء لها، يعني أن تكون هناك حكومة من المختصين، لا أقول حكومة تكنوقراط مئة في المئة أقول مختصين على الأقل تدعمهم الكتل السياسية.
ما يفرقهم قد يكون الرؤية في كيفية إدارة البلد، بعض الكتل السياسية قد يكون لديها رؤية مختلفة عن الكتل الأخرى، لكن بالمجمل لم نسمع من كتلة ما يخالف المبادئ العامة التي تحدث عنها سماحة السيد مقتدى الصدر والمتعلقة بإنهاء مبدأ المحاصصة وإقامه علاقات طيبة مع دول الجوار وحكومة أبوية ومعالجة ملفات الاقتصاد ومكافحة الفساد ومواجهة داعميه، وإنهاء ملف الاحتلال الأمريكي للعراق بشكل كامل، وأنا أعتقد أن هذه الأشياء تجمع الكتل السياسية، ونسعى لتقليص ما يفرق بين الكتل السياسية، لأن الحكومة الأبوية لن تكون ناجحة إذا كانت هناك اختلافات عميقة وكبيرة بين الكتل السياسية.
تم إعلان تحالف بين تيار السيد مقتدى الصدر وتيار السيد هادي العامري.. على ماذا يقوم هذا التحالف؟
التحالف الذي أعلن عنه بعد انضمام العامري هو تحالف الفتح وتحالف سائرون وتحالف الحكمة، يقوم على نفس المبادئ التي تحدث عنها سماحة السيد مقتدى الصدر وتحالف سائرون، وهي مبادئ كلها وطنية تهدف إلى استقرار العراق وحفظ أمنه، كذلك تهدف إلى جعل تشكيل الحكومة تحت مظلة نخبوية، مظلة رعاية وطنية وأن تراعي المبادئ إلغاء المحاصصة لبناء عراق قوي قراره قرار عراقي لا يخضع للتهديدات أو التأثيرات الدولية، والعمل على استعادة مكانة العراق إقليميا وعالميا، وبناء اقتصاد العراق ومحاربة الإرهاب ومكافحة الفساد، كل هذه المبادئ أعتقد أنها هي التي جمعت سماحة السيد مقتدى الصدر مع السيد هادي العامري، وأعتقد أنها خطوة مباركة لاسيما أن الكتلتين من أكبر الكتل التي فازت بالانتخابات وتستطيعان أن تقودا المرحلة المقبلة في البرلمان أو الكابينة الوزارية بالشراكة مع الكتل الأخرى التي انضمت للتحالف ونأمل أن تكون فاتحة خير على هذا البلد وبداية جديدة توفق بها الحكومة بشكل قوي وفق برنامج معد بشكل جيد لخدمة أبناء الشعب العراقي، وقضايا العراق التي هي قضايا المنطقة أيضا التي تساهم في استقرار وسلامه وأمن المنطقة.
هناك من يقول إن التيار الصدري غير خارطة تحالفاته الإقليمية بعد زيارة الصدر للسعودية فكيف ترى ذلك؟
السيد مقتدى الصدر -والتيار الصدري- لا ينظر إلى قضية العلاقات الإقليمية على أنها تحالفات أو استقطابات، ولا يريد أن يكون طرف في أي استقطاب إقليمي أو عالمي، هو يريد للعراق أن يكون بلدا قويا ضمن إقليمه وضمن المجموعة العالمية، وفي علاقاته مع دول الجوار والعالم يكون متوازنا ويولي أهمية كبيرة للدول المهمة مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتركيا كذلك والأردن وسوريا والمملكة العربية السعودية والكويت.
ويعتقد سماحة السيد أن العراق لن يستقر إذا كانت هذه الدول غير مستقرة وإن هذه الدول لن تكون مستقرة إذا لم يستقر العراق، لذلك هو حريص على أن تكون العلاقات البينية بين العراق وهذه الدول والعلاقات بين هذه الدول نفسها علاقات متوازنة تتسم بالاستقرار وتبادل المصالح على أساس من الثقة والحب والود بين شعوب هذه الدول، ويجد أن أي ممارسة كانت سواء كانت طائفية أم سياسية ضد أي مكون من مكونات هذه البلدان، ستنعكس على استقرار وأمن العراق، لذلك هو أشار للإخوة السفراء عندما زاروه في النجف خصوصا سفير المملكة العربية السعودية، بأن الحرب على اليمن لن تجدي نفعا، لن تنفع السعودية ولن تنقع اليمن، ولن تنقع العراق، بل ستضر بعلاقات هذه الدول فيما بينها وكذلك الملفات الأخرى المتعلقة بملف البحرين، وملف المكون الشيعي في السعودية، وطلب سماحة السيد من سفير المملكة العربية السعودية أن تكون هناك صفحة جديدة من العلاقات قائمة على أساس الاحترام والتعاون ومد جسور من الود والعلاقات الاقتصادية المتينة والتاريخية والثقافية والاجتماعية، يجب أن تعزز لدى كل من الطرفين، حتى إنه كان يتمنى أن يكون سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاضرا في ذلك اللقاء حتى يخبره بأن العراق حريص على أن يحتفظ بعلاقات قوية ومتينة مع إيران، وأخبر السفير التركي بذلك وتمنى أن تحل المشكلة مع تركيا الجارة ومع دول الجوار، أي مشاكل عالقة كان يريد أن ينهي ملفاتها.
كيف تقيمون علاقاتكم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
الجميع يعرف أن علاقة السيد مقتدى الصدر والتيار الصدري مع إيران علاقة متينة جدا رغم كل المنغصات والشوائب بين فترة وأخرى، هناك من يحاول أن يصور أن هناك تأزما وسوءا في العلاقة بين التيار الصدري والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن في حقيقة الأمر ليس الموضوع كذلك، سماحة السيد مقتدى الصدر يريد أن يرد على كل من يقول إن هناك تدخلا بين الحكومة الإيرانية في الشأن العراقي، يريد أن يقول لهم إنني لا أسمح لهم بأي تدخل من هذا القبيل، والإخوة في الجمهورية الإسلامية يتفهمون وضع العراق وخصوصيته، بالتالي سيفهمون أن العلاقة المتوازنة والمبنية على أساس المصالح المشتركة هي السبيل الوحيد لاستقرار العلاقة بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى تكون العلاقة متينة وقوية وتمتد في عمق التاريخ ويريد لها أن تمتد للمستقبل، لأن البلدين جاران شئنا أم أبينا ولن يغير من هذا الواقع أي شيء، وطالما أننا نحرص على علاقة قوية ومتينة أيضا فيجب أن يكون واضحا لدى الجميع أن القرار السياسي هو قرار عراقي، ونريد أن نخبر العالم ونؤكد أن إيران لا تتدخل في الشأن العراقي، ولن تتدخل، وهذا مهم للعراق ومهم لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
نشعر أن هناك قلقا إيرانيا من إمكانية التدخل في شون إيران أو زعزعة النظام الإيراني عن طريق التدخل الأمريكي، لذلك نقول إن وجود أمريكا والجيش الأمريكي بأي شكل من الأشكال في المنطقة هو خطر يهدد الجميع، لذلك كنا ولا زلنا نطالب بجلاء القوات الأمريكية من العراق ومن المنطقة، حتى تنعم المنطقة بالاستقرار وحتى لا يكون هناك مسوغ أو ذريعة لدى أي دولة من دول المنطقة بأن هناك خشية من وجود خطر أو عدوان عليها قد يأتي من العراق. نريد للعراق أن يكون مصدرا للسلم والأمن والاستقرار ولا نريد أن يستخدم كمصدر للتهديد وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا.
الصدر يعلن التحالف مع العامري لتشكيل أكبر كتلة بالبرلمان
صحيفة سعودية: هكذا أخفقت إيران بجمع تحالف للمالكي
"الأزمات الدولية" تنتقد الرياض.. والسبب "حرب باردة بالعراق"