استعرض خبير عسكري إسرائيلي مدى تأثير الضغوط الكبيرة التي
تمارس على
إيران، التي توقعت أن تحصد العديد من المكاسب عبر الصفقات مع
الشركات الأوروبية والأمريكية التي تستعد للانسحاب من صفقاتها مع طهران.
وأكد
الخبير العسكري الإسرائيلي لدي صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن
انسحاب واشنطن من
الاتفاق النووي مع طهران "تسبب بضرر اقتصادي كبير لإيران".
وأشار
إلى أن "تقديرات استخبارية عرضت مؤخرا على المستوى السياسي في إسرائيل تشير
إلى إن الردود المتتالية التي أحدثها القرار الأمريكي، في الشهر الماضي، هي أكثر
أهمية من المتوقع"، لافتا إلى أن تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،
بـ"تفعيل عقوبات قاسية على صناعة النفط الإيرانية وشركات أجنبية تتاجر معها،
يتوقع أن تدخل حيز التنفيذ الكامل في بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل".
ونوه
هرئيل إلى أن عدة شركات أمريكية وقعت عقودا لتزويد صناعة النفط القديمة لإيران
بالمعدات، تستعد الآن لوقف استثماراتها مع طهران، كما أن شركة "نايكي"
ألغت تزويد المنتخب الإيراني لكرة القدم بأحذية رياضية، أضافة لشركة النفط
"بريتيش بتروليوم"، التي أعلنت بأنها ستوقف استثمارا مشتركا مع شركة النفط
الإيرانية لحفريات تحت الماء.
ولفت، في تقرير له نشر اليوم، إلى أن العديد من الشركات الأوروبية قد تتضرر من العقوبات الأمريكية، منها شركة الطيران الأوروبية "اير باص"، وشركة الطاقة "توتال"
الفرنسية.
في
حين أكد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي التقى الأسبوع الماضي مع الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه لا يريد أن تنسحب فرنسا من الاتفاق؛ لأنه
"سينتهي من تلقاء نفسه لأسباب اقتصادية"، كما اعتبر نتنياهو أن هذا هو
"الوقت المناسب لاستخدام الضغط الأكبر على إيران".
وبحسب
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "أملت إيران أن تحقق مكاسب اقتصادية بارزة
من الصفقات مع شركات أوروبية وأمريكية في الفترة القريبة القادمة، في حين يقف
النظام الإيراني الآن أمام انسحاب شركات وقعت معها في السابق على صفقات، ووقف
المفاوضات مع شركات أخرى بسبب الخطوة الأمريكية".
وينضم
إلى كل ما سبق "ضغط داخلي متزايد على النظام، تمثل في مظاهرات متواصلة
للمعارضة في المدن الإيرانية، والذي تركز معظمها على غلاء المعيشة"، وفق
الخبير الإسرائيلي، الذي ذكر أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترى أن "الضغط
الاقتصادي المزدوج من الداخل والخارج يزيد الخلافات في قمة النظام بين معسكر
المحافظين والمعسكر الذي يعدّ أكثر اعتدالا".
وزعم
أن إيران تنفق سنويا نحو مليار دولار في المساعدات الخارجية لمنظمات مختلفة، منها حزب الله ومليشيات شيعية تقاتل مع نظام بشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن،
إضافة لحماس والجهاد الإسلامي.
في
حين يؤيد المعسكر المعتدل "تقليص هذه الاستثمارات، كما رفعت شعارات في
المظاهرات ضد تحويل هذه الأموال، وفق هرئيل، الذي أكد أن "القيادة الإيرانية
قلقة من الضغط الذي يستخدم عليها الآن في سوريا، لتقليص وجودها العسكري هناك، خاصة في مناطق الجنوب قرب الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأفاد
الخبير العسكري بأن "روسيا أعطت مؤخرا إشارات إلى أنها معنية بإبعاد ايران، على الأقل
عن الحدود الإسرائيلية السورية في هضبة الجولان"، لافتا إلى أنه رغم "ازدياد
التطورات التي تقلق السلطات في طهران، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية لا
تسارع للاستنتاج بأن استقرار النظام في خطر".