كشفت مصادر مطلعة
لـ"
عربي21"، عن مناقشات تجري بين مسؤولين سعوديين وشيوخ عشائر في مناطق
قوات
سوريا الديمقراطية في شمال سوريا
لتشكيل قوة عسكرية من العشائر العربية، تحت إشراف ودعم سعودي.
وأكدت المصادر، أن
مسؤولين سعوديين تواصلوا مع وجهاء بعض العشائر العربية خلال الفترة الماضية،
لمناقشة تشكيل قوة عسكرية من أبناء العشائر في شمال سوريا، بالتنسيق مع
التحالف الدولي
الذي تقوده واشنطن.
وفي هذا الإطار، أشار
الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي إلى أن الحديث عن تشكيل تحالف
عشائري في مناطق شرق الفرات بدعم من المملكة العربية
السعودية يعود لأكثر من شهرين.
وأكد في حديثه
لـ"
عربي21"، أن عشيرة شمر تقود هذه الجهود لإقناع بقية الفصائل العربية
داخل قسد لتشكيل تحالف عشائري فيما بينها يخلق حالة من التوازن والتأثير في البنية
التنظيمية للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية اللتين تقودهما وحدات حماية
الشعب الكردية.
وأوضح عاصي، أن عدد
التشكيلات العربية المسلحة داخل قسد يزيد على الأحد عشر، حيث إنه يُمكن تقسيم العلاقة
بينها وبين وحدات حماية الشعب الكردية على الشكل الآتي: (ولاء المصلحة مثل قوات
النخبة وقوات الصناديد – وولاء الهدنة مثل الأفراد والفصائل التي تشكلها عشائر طي وعدوان والجبور وغيرهم – ولاء الحماية مثل لواء ثوار الرقة وجيش الثوار وغيرهم).
ورأى أن الخطوة السعودية لتشكيل قوة عشائرية غالباً ما تأتي في إطار سعيها لملء الفراغ الذي قد يحصل على خلفية انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية بعد عدة أشهر من
المنطقة، والحاجة لتحقيق توازن على الأرض بشكل داخلي وخارجي لمواجهة التحديات
والمخاطر ولتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة مليئة بالموارد ومقبلة على تحولات
عديدة سياسية وعسكرية.
من جهته، اعتبر رئيس
مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن "تشكيل قوة عشائرية في شمال سوريا، هي ذات
الخطوات التي اتبعتها أميركا في العراق بمجالس ما أسموه الصحوات، وبالتالي فإن هذا
التشكيل يسعى إلى زيادة في تقسيم المقسم".
وقال في حديثه
لـ"
عربي21": "كنا نتمنى أن يتم تشكيل قوة من الضباط المنشقين أو تشكيل
جيش منهم، أما أن يكون جيشا عشائريا فهذا عمل مؤقت وسينتهي عندما تنتهي مهمته".
وتساءل: "لماذا
هذا الجيش العشائري؟ هل هو لسحب ورقة العشائر من تركيا، التي عملت على عقد
مؤتمرات لهم وكانت راعية لهم؟ وما هي مهمة هذه القوة التي ستتشكل؟ هل لمحاربة تنظيم
الدولة أم لحماية قسد من التدخل التركي أم لحماية القواعد الأميركية؟".