انتقدت صحيفة
إسرائيلية، سياسة الحكومة
الإسرائيلية برئاسة بنيامين
نتنياهو، في تعاملها مع حركة "
حماس"، مؤكدة
أن المزاعم الإسرائيلية بأن حماس تلقت "ضربة قاسية"، أمر مشكوك فيه.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"
العبرية، في افتتاحيتها اليوم، والتي كتبها الوزير الإسرائيلي الأسبق دانييل
فريدمان، أن "نتائج تبادل الضربات الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحماس؛ مشوهة للغاية من ناحية إسرائيل".
وقالت: "لقد ردت إسرائيل على الهجمات بقصف
ليلي لسلسلة أهداف في القطاع، ولم يصب أي من رجال حماس، كما أن الخلايا التي أطلقت
قذائف الهاون من حماس والجهاد الإسلامي، خرجت بلا أي ضرر، ومع هذا روى نتنياهو، أن
حماس تلقت ضربة قاسية".
ولفتت إلى أن حديث نتنياهو، "مشكوك فيه
لدى الإسرائيليين، كما أن حماس لا بد أنها تعتقد خلاف ذلك، وهي في نظرها أن
إسرائيل هي التي ردعت؛ وذلك لأن تل أبيب خشيت من مواجهة على مستوى أوسع، كانت
نتيجتها بلا شك إطلاق حماس لصواريخ على مسافات طويلة بوسعها الوصول إلى تل أبيب
ومطار بن غوريون".
وقدرت "يديعوت"، أنه "رغم
اعتراض القبة الحديدة لمعظم الصواريخ، لكن يكفي سقوط بعضها على إسرائيل كي تلحق
بها ضررا جسيما، وهذا تهديد لا زال معلقا فوق رأس إسرائيل، كما أن حماس تعتقد أنه
يكفيها أن تطلق النار دون خوف على مناطق غلاف
غزة وترسل إليها الطائرات الورقية
الحارقة".
ورأت أن "التهديدين المحتملين المركزيين
اللذين بوسعهما أن يردعا حماس، هما أولا يتعلق بالخوف على حكمها؛ وثانيا، الخوف من
أن يجر اشتعال خطير تدهورا آخر في الوضع البائس لسكان غزة"، منوهة أنه
"منذ زمن والأصوات في إسرائيل توضح لحماس بأن هذين التهديدين أزيلا، وهي حرة
في مواصلة أفعالها دون خوف".
نتنياهو، عندما كان في المعارضة، "صرح
بأنه عندما يصبح في الحكم سيحرص على إسقاط حماس، كما أطلق وزير الدفاع أفيغدور
ليبرمان تصريحات مشابهة"، وفق ما أوردته الصحيفة التي أكدت أنه "لا يوجد
في هذه التصريحات ما هو حقيقي".
كما كشفت الصحيفة، أن هناك أصواتا داخل محافل
الجيش والحكومة، "تفيد بأن إسرائيل معنية باستمرار حكم حماس، أو على الأقل؛
جهات إسرائيلية مسؤولة؛ تعتقد بأن كل بديل آخر سيكون أسوأ، وهكذا أزيل العامل
المركزي الذي بوسعه أن يردع حماس؛ وهو الخوف من فقدان حكمها"، وفق زعم
الصحيفة.
وبخصوص العامل الثاني المتعلق بمصير سكان غزة
المرير، "نجحت حماس بقدر لا بأس به، في أن ترفع عن نفسها المسؤولية عن وضع
سكان غزة، وعلى الصعيد الدولي أن تدحرجها نحو إسرائيل، كما يتبين أنها تحظى
بالنجاح حتى في داخل إسرائيل نفسها".
وتابعت: "منذ زمن تطلق في إسرائيل أصوات
تؤيد تحسين وضع سكان غزة، دون اشتراط التحسين بتجريد القطاع، والادعاء بأن تدهور الأوضاع يعرض إسرائيل
للخطر، كما أن تحسين شروط الحياة هناك سيؤدي إلى أن يكون هناك ما يخسروه في حالة
الاشتعال (حرب جديدة)، لكن التجربة تفيد بأنه ليس في هذه الحجة ما هو حقيقي".
فحركة "حماس لم تمتنع عن خوض حملة الجرف
الصامد (حرب 2014) على مدى أكثر من 50 يوما، رغم أن إسرائيل استجدت فيها وقف
النار"، وفق الصحيفة التي شددت على أن "استمرار الصراع يجب أن يتم
انطلاقا من الفهم للطريقة التي ترى فيها حماس المواجهة".
وزعمت الصحيفة، أن حماس لديها "حساسية حول
حكمها، وعندما تمنحها تل أبيب الأمان (وفق زعمها) في هذه النقطة المركزية، فإنها
تفقد الورقة المركزية التي لديها".