اختفى قرابة عشرين
معتقلا سابقا في "
غوانتانامو" وعزلوا عن العالم الخارجي إلى حد كبير،
منذ أن انتقلوا إلى
الإمارات العربية المتحدة ضمن برنامج "سري" لإعادة
التأهيل هناك.
وبحسب ما نشرت صحيفة
واشنطن بوست، وترجمته "
عربي21" فقد كان بعض المعتقلين على اتصال محدود
بأسرهم، لقرابة عامين، فيما لا يعلم أي منهم متى سيطلق سراحه، وفقا لأقاربهم،
ومحاميهم، ومسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية.
والمصير المجهول
لهؤلاء المعتقلين يكشف تقصير الولايات المتحدة الأمريكية بتعقب وحماية السجناء
الذين أعيد توطينهم، كأحد الجهود الرامية إلى إغلاق السجن الذي أنشئ بعد هجمات 11
سبتمبر، كما أنه يسلط الضوء على عواقب قرار إدارة ترامب إغلاق مكتب مختص بشؤون
غوانتانامو في وزارة الخارجية.
وبحسب مقابلات مع
محامي 19 معتقلا سابقا، فإنه لم يفرج إلا عن عدد قليل من بين 23 معتقلا تم ترحيلهم
إلى الإمارات بين عامي 2015 و2017 بالرغم من تأكيدات وصلت لمحاميهم بأنه سيفرج
عنهم في غضون عام تقريبا.
وكان الرئيس الأمريكي،
دونالد ترامب، تعهد على خلاف سلفه باراك أوباما، بإبقاء سجن غوانتانامو مفتوحا،
ورفض إعادة التوطين، ووصف السجناء فيه بأنهم "خطرون للغاية".
لكن الذين كانوا قد
أفرج عنهم بالفعل، ومعظمهم لم توجه إليهم اتهامات، لا يزال مصيرهم غامضا.
أحد هؤلاء المعتقلين السابقين،
حاجي والي محمد، وهو مواطن أفغاني، قضى من عمره 14 عاما في غوانتانامو قبل أن يرسل
في طائرة عام 2017، إلى الإمارات العربية المتحدة للخضوع لبرنامج إعادة تأهيل
"مؤقت".
وكبرنامج آخر في
المملكة العربية السعودية، فإن البرنامج الإماراتي يهدف إلى ضمان ألا يكون السجناء
متطرفين، وقادرين على التكيف مع الحياة خارج الأسوار.
ولكن بعد أكثر من 16 شهرا في مركز الاحتجاز الذي تديره الدولة، أصبح وضع محمد "ميئوسا منه" بحسب
ابنه عبد المصور، الذي يتحدث معه دوريا.
ومن منزله في
أفغانستان، يقول عبد المصور: "قالت لنا الحكومة الأمريكية إن أبي سينال حريته
ليعيش مع عائلته، لكنهم كذبوا علينا".
ورغم أن بعض السجناء
كانوا راضين عن سير برنامج إعادة التأهيل، إلا أن آخرين لا يزالون تحت القيود،
ويشعرون بقلق متزايد.
ووفقا لمحاميهم،
وأفراد أسرهم، فإنه لا يسمح لهم باستخدام شبكة الإنترنت، ولا الخروج، وتقتصر
المكالمات الهاتفية في الدورة على خمس دقائق فقط، ويتم قطعها أحيانا إذا تم الحديث عن
ظروف الاحتجاز.
وفي آخر مكالمة بين
السجين السابق، رافيل مينغازوف، وهو روسي وصل إلى الإمارات ضمن برنامج إعادة
التأهيل، في مطلع عام 2017، أشارت والدته زوكرا فاليولينا، إلى أن ظروف احتجازه
هناك أسوأ مما كانت عليه في غوانتانامو.
وتابعت فاليولينا:
"قال لي: أمي هذا سجن".
وترفض الإمارات تزويد
وسائل الإعلام بأي معلومات حول السجناء، رغم سماح الجيش الأمريكي للمحامين والصليب
الأحمر بزيارة السجن المعزول في البحر.
أفغاني آخر يدعى
عبيدالله، نقل إلى الإمارات في آب/ أغسطس من عام 2016، تمكنت عائلته من زيارته في
الإمارات، ثم منعت بعد ذلك من الاتصال به لأكثر من عام، وقالت محاميته آن
ريتشاردسون: "يبدو الأمر كأنه احتجاز إلى أجل غير مسمى".
وبغض النظر عن الظروف
التي يعيشها السجناء السابقون، يقول تقرير الصحيفة إن كل ما يتعلق بالبرنامج في
الإمارات سري بالكامل، وقال محامو وأقارب المعتقلين إن السلطات نقلتهم إلى موقع
جديد مؤخرا.
ولم يعلق أي من
المسؤولين الأمريكيين أو الإماراتيين على طلبات الحصول على معلومات حول المعتقلين
السابقين.
وعلقت متحدثة باسم
وزارة الخارجية الأمريكية قائلة إن وزارتها تأمل في أن يتم دمج المعتقلين في بلدانهم
الجديدة.
وتابعت المتحدثة التي
طلبت بعدم كشف هويتها: "نتواصل مع الحكومات المستضيفة للمعتقلين، ونتشاور بشأن
القضايا التي تنشأ هناك".
وطلب محامون تنظيم
زيارة لعائلات المعتقلين، والصليب الأحمر، إلا أنهم قوبلوا بالصمت أو بتعليمات
متناقضة.