في ذروة استمرار الانشغال الإسرائيلي بأحداث غزة الأخيرة، وسيطرتها على النقاش السياسي والحزبي في إسرائيل، ازداد مستوى الحديث حول مستقبل غزة، وإمكانية إعادة احتلالها من جديد، بين مؤيد ومعارض.
صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرت أن "المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية وافق على توجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان بإنهاء هذه الجولة العسكرية مبكرا، وعدم الذهاب لإخضاع حماس بصورة كاملة، رغم صدور دعوات عديدة من وزراء في الحكومة تطالب بإعادة احتلال القطاع".
وأضاف، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "جميع الوزراء يدركون معنى إعادة احتلال غزة، ورغم تقدير أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن هذه الجولة باتت خلف ظهورنا، لكن لا أحد يضمن ألا تحصل المواجهة القادمة مع حماس بعد أربع سنوات، أو أربعة أيام".
الصحيفة ذاتها نقلت في تقرير آخر عن الجنرال يوآف غالانت وزير الإسكان، وقائد المنطقة الجنوبية الأسبق في الجيش الإسرائيلي، قوله "إننا يجب أن نكبح جماح أنفسنا عند التفكير في غزة، وإعادة الحديث عن احتلالها، ونفكر فيمن سيأتي بعد حماس لحكم القطاع، وماذا سيكون الثمن الذين سندفعه نحن، لست أرى متطوعين مستعدين لإدارة القطاع بعد حماس، كالمصريين والسلطة الفلسطينية، ولا الأوروبيين، وبالتأكيد ليس الإسرائيليين".
وأضاف، في مقابلة ترجمتها "عربي21"، أنه "في حال تدهورت الأمور في غزة، يستطيع الجيش الإسرائيلي فعل كل شيء هناك، لكن هل هذا صحيح، هذا ليس جيدا؛ لأن الوضع غير مناسب لمثل هذه الخطوات، وليس لدينا مصلحة باستمرار القتال في غزة، طالما أن جدول أعمالنا اليوم موجه نحو سوريا، هناك الأولوية في الانشغال".
الجنرال يسرائيل زيف، القائد السابق لفرقة غزة قال، للصحيفة ذاتها، إن "وجود حماس في غزة هو خيار أقل سوءا من ناحية إسرائيل، وربما باتت الظروف اليوم أكثر ملاءمة للدخول معها في حل استراتيجي؛ لأننا ندير الوضع في غزة دون وجود إستراتيجية واضحة، بل تعتمد في كثير من الأحيان على الحظ، وسيكون من الخطأ التفكير بإزالة حكم حماس كليا من غزة، فالعدو الذي تعرفه خير ممن تجهله".
وأضاف في حوار ترجمته "عربي21" أنه "سبق لإسرائيل الإطاحة بحركة أمل في لبنان، فجاء حزب الله، أردنا إضعاف فتح فظهرت حماس، وهكذا فإنك عندما تطيح بأنظمة لا تحصل على ما تريد، هذا لم يتحقق ولا مرة لإسرائيل؛ لذلك يجب النظر لحماس على أنها الخيار الأقل سوءا، والتوصل معها إلى حل استراتيجي، من خلال إشراك الأوروبيين معنا، يضمن تحسين الوضع الاقتصادي في غزة".
وختم بالقول إنه "في ظل الظروف الإقليمية الملائمة لإسرائيل، حيث تبدي مصر تعاونا مذهلا معنا، وهناك برود عربي رسمي تجاه حماس، والولايات المتحدة تقدم لنا دعما غير مسبوق، كيف لنا ألا نستغل كل هذه الأوضاع، ونذهب في ذلك الحل مع حماس؟".
صحيفة معاريف نقلت في لقاءين ترجمتهما "عربي21" عن يسرائيل كاتس، وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلية، قوله "إنه لم يعرض على المجلس الوزاري المصغر اقتراح محدد لإسقاط حماس كليا في غزة؛ لأن ذلك ليس هدفا، وليس هناك ما تبحث عنه إسرائيل في غزة، وهي لا تريد الدخول هناك".
كلام كاتس يتعارض مع ما ذكره بعض زملائه في الكابينت؛ الوزيرين يوفال شتاينيتس وآيليت شاكيد، اللذين أكدا أن فرضية احتلال القطاع موضوعة على الطاولة.
أما يائير لابيد، زعيم حزب هناك مستقبل المعارض، فقال إن "الحكومة الإسرائيلية لا تملك إستراتيجية واضحة تجاه غزة، وإن كان الأداء العسكري جيدا، لكنه يفتقر لنظرة شاملة من قبل المستوى السياسي؛ لأنه كان يجب فور انتهاء حرب 2014 الذهاب لعملية سياسية إستراتيجية كبيرة تشمل نزع سلاح غزة، وإخراج الإيرانيين من القطاع، وإدخال السعوديين والخليجيين هناك بدلا منهم".
موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين وجه إلى صناع القرار الإسرائيلي اليوم عدة أسئلة، منها أن "نتنياهو أعلن أنه سيزعزع استقرار سلطة حماس في غزة، فلينفذ، وليبرمان وعد أنه سيغتال إسماعيل هنية خلال 48 ساعة، فليف بوعده، وهناك وزراء يتحدثون بجدية عن إعادة احتلال غزة، فليتقدموا، ماذا ينتظرون؟".
وأضاف، في لقاء ترجمته "عربي21"، أن "كل ذلك يشير إلى أن الحكومة خضعت لحماس، وبات الكل يعلم أنها حكومة قوية بالكلمات. وحسب وعودها، فإن كثيرا من قادة حماس يجب أن يكونوا تحت الأرض، وهي التي تتوعد بالقضاء على دولة تبعد عنا 1600 كيلومتر، يقصد إيران، لا تستطيع الإطاحة بمنظمة تبعد عنا 1600 متر، قاصدا حماس".
أما عضو الكنيست موتي يوغاف، من حزب البيت اليهودي، وعضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، فقد "طالب بإعادة احتلال قطاع غزة، واغتيال قادة حماس، والحسم الميداني معها، وأن تستبدل بها إدارة مدنية، والبقاء هناك لحفظ الاستقرار الأمني".
القناة 14 التلفزيونية نقلت عن رئيس المعسكر الصهيوني آفي غاباي أنه "يعارض دعوات إعادة احتلال غزة، وبدلا من الذهاب بعيدا في عمق القطاع، على الحكومة الدخول في عملية سياسية".
تستذكر القناة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن غاباي "تحدث العام الماضي في يوليو 2017 أنه في أي تصعيد عسكري تشهده غزة، فلا بد من إعادة احتلالها، وإنهاء الوضع هناك بسرعة، وإلا سنبقى نتوغل نصف كيلو متر، والخروج منها بالمسافة ذاتها، هذا ليس سلوكا صحيحا".
تباينات إسرائيلية بشأن الانسحاب من الأراضي الفلسطينية
هكذا يربك استمرار مسيرات العودة الكبرى حسابات إسرائيل
جنرال إسرائيلي يشرح تفاصيل الهدنة "المطلوبة" مع حماس بغزة