كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قبل ساعات عن اجتماع سري شهدته العاصمة الأمريكية واشنطن، الشهر الماضي، بين رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج وبين زير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، رغم القطيعة السياسية بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية.
وأضاف مراسلا الصحيفة، جاكي خوري وأمير تيفون، في تقريرهما الحصري الذي ترجمته "عربي21"، أن "الاجتماع السري عقد قبل أيام من دخول بومبيو إلى مقر وزارة الخارجية، ويعد اللقاء الرفيع بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي منذ نصف عام، حيث تحدث الاثنان في اجتماعهما المذكور عن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني أواخر إبريل وأوائل مايو، وحول الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني محمود عباس".
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن "هذا اللقاء اللافت من نوعه حصل رغم حالة القطيعة السياسية التي يعيشها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع عباس، حين ما زال بومبيو رئيسا لجهاز المخابرات الأمريكية السي آي إيه".
وحسب أحاديث أجرتها الصحيفة مع مسؤولين فلسطينيين، فإن "الاجتماع عقد بعلم ومعرفة عباس، وعدد قليل جدا من المسؤولين الفلسطينيين الكبار المحيطين به".
مسؤول فلسطيني كبير أبلغ هآرتس أن "الاجتماع عقد في مستواه الأمني ذي الجانب المهني، دون توضيحات أكثر، وأن الاجتماعات الأمنية بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية مستمرة دون انقطاع، رغم إعلان السلطة الفلسطينية مقاطعتها لإدارة الرئيس ترامب في المجال السياسي، التي بدأت عمليا عقب إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في شهر ديسمبر الماضي، ما أثار توترا غير مسبوق بين الجانبين، ما زال مستمرا حتى اليوم".
وأضاف المسؤول الفلسطيني، الذي لم يكشف هويته للصحيفة، أن "مباحثات الاجتماع بين فرج وبومبيو انشغلت بقضايا أمنية ذات بعد إقليمي وتأثيرات لها علاقة بالمنطقة بشكل عام، بما يتجاوز المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لكنها تناولت أيضا اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي شهدته رام الله أواخر إبريل الماضي وأوائل مايو الجاري".
وقالت الصحيفة إن "الاجتماع الذي بحث صحة عباس، وما يقال عن مرضه، يشير إلى رغبة أمريكية واضحة في تأمين الاستقرار السياسي والأمني في الأراضي الفلسطينية عقب انتهاء حقبة عباس، لأي سبب كان".
وقالت الصحيفة إن "فرج يعدّ أحد القيادات الفلسطينية الأكثر قربا من عباس، ويعدّ لقاؤه مع بومبيو استمرارا للقاءات سابقة جمعتهما، حين كان الأخير رئيسا للسي آي إيه، حيث تربطهما علاقات قوية، وقد أشرف فرج على ترتيب زيارة بومبيو إلى رام الله في شباط/فبراير 2017، مع بداية ولاية ترامب الرئاسية".
مسؤول فلسطيني كبير آخر أبلغ الصحيفة الإسرائيلية أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تنظران إلى تطورات الساحة الفلسطينية من زاوية الأمن القومي، ولذلك كان مهما أن يعرضا مواقفهما أمام فرج قبيل انعقاد المجلس الوطني من جانب، وبالتزامن مع دخول بومبيو إلى مقر وزارة الخارجية من جانب آخر".
الصحيفة قالت إن "هذا الاجتماع الأمني الرفيع عقد فيما تبدي السلطة الفلسطينية غضبا وإحباطا واضحين إزاء الأداء السياسي لطاقم البيت الأبيض في تسويق خطته السياسية، برئاسة جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب، وجيسون غرينبلاث مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ومع ذلك فإن العلاقات الأمنية الفلسطينية الأمريكية، والاتصالات الثنائية مع أوساط أمنية أمريكية متخصصة، مستمرة، ولم تتوقف".
مشعل: من يطعن ظهر أبناء فلسطين سيخلد بتاريخ الخزي والعار
وزير إسرائيلي: أمريكا قد تعترف بسيادة إسرائيل على الجولان
رئيس باراغواي يفتتح سفارة بلاده في القدس المحتلة