دعا كتاب إسرائيليون إلى شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وإلغاء خدمات الأونروا وهدم المخيمات على رؤوس ساكنيها، مؤكدين أن الهدف الحقيقي لمسيرات العودة على حدود قطاع غزة هو العودة للأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1948، وليس أقل من ذلك.
الباحث الإسرائيلي رون بريمان قال إن "الهدف الحقيقي للفلسطينيين هو استعادة الأرض كلها، ولذلك فإن الجدران الأمنية المقامة حولهم لن توقفهم عن استمرار التفكير في تحقيق ذلك، لأن ظاهرة المسيرات القائمة على حدود غزة كفيلة بأن تنتشر وتعمم على كافة حدود إسرائيل؛ إن لم يتم استخدام القبضة الحديدية معها".
وأضاف بريمان، رئيس دائرة الأكاديميين للحصانة السياسية والاقتصادية في إسرائيل، بمقاله في صحيفة "مكور ريشون"، ترجمته "عربي21" أن "مسيرات الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجدران الأمنية غير مجدية أمامهم، لأن هدف المتظاهرين الفلسطينيين، ويجب أن نصدقهم، هو استعادة الأرض كلها، من البحر إلى النهر، ما يعني أن السلام هو كذبة، ولا مجال لأن يتحقق في هذا الجيل، وأي كلام آخر خديعة وتضليل، وعلى إسرائيل أن تدرك أن خطر القنبلة الفلسطينية لا يقل عن خطر نظيرتها الإيرانية".
وختم بالقول إنه "لا يجب الخوف من الفزاعة القائلة بأن البديل عن حل الدولتين هو الدولة الواحدة ثنائية القومية، لأن دولة إسرائيل في الجانب الغربي من الحدود تمثل أربعة أخماس المساحة الإجمالية لهذه البلاد ، وهي غير قابلة للتقسيم، على أن يكون التصويت الانتخابي لليهود في مجلسهم البرلماني، والعرب يصوتون في المجلس المنتخب في عمان، عقب الإطاحة بالنظام الهاشمي الذي يحافظ على بقائه بمساعدة إسرائيل".
عضو الكنيست اليميني السابق آرييه إلداد قال إن "الناظر للأهداف الحقيقية للمسيرات التي أطلقها الفلسطينيون على حدود غزة لم تكن جريا خلف الخبز والعمل والكهرباء، وتحسين ظروف حياتهم المريرة في القطاع، وإنما العودة، والعودة فقط، إلى البلدات والقرى التي خرجوا منها في حرب 1948".
وأضاف في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "حق العودة يعني عدم الاعتراف البتة بأي حق لإسرائيل في الوجود كدولة يهودية، والفلسطينيون لا يدعمون حل الدولتين للشعبين، لأن اليهود ليسوا شعبا بنظرهم".
المقال يسلط الضوء على كتاب صدر مؤخرا بعنوان "حرب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وكيف لإسرائيل أن تنتصر فيها"، لمؤلفيه عينات ويلف وعادي شوارتس، وجاء فيه أن "اللاجئين الفلسطينيين اليوم لم يعودوا بهذا التوصيف وفق المعايير الدولية، ويجب محوهم من قوائم الأونروا، لأن الملايين منهم حظوا بجنسية دول أخرى كالأردن ودول الخليج وشمال وجنوب أمريكا وأوروبا، ما يجعل قضية اللاجئين في ضوء هذا التقدير أقل بكثير مما يزعم العرب".
وأضاف أن "الأونروا قامت بدور تخريبي لإبقاء قضية اللاجئين وتخليدها طوال الأجيال السابقة، كما أن مدارسها بمخيمات اللاجئين تلقن طلابها التحريض والتعبئة على الهوية الوطنية الفلسطينية، وهو ما تتحمل مسؤوليته الدول المانحة للأونروا التي قدمت لها عشرات المليارات من الدولارات طوال السبعين عاما الماضية، بل إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة متهمة بالتعامي عن هذه الحقائق، وعدم التواصل مع تلك الدول لوقف هذا التمويل، لاسيما الولايات المتحدة وكندا".
اقرأ أيضا: هكذا يربك استمرار مسيرات العودة الكبرى حسابات إسرائيل
وختم بالقول إنه "طوال مفاوضات السلام في العقود السابقة، لم يجرؤ أي زعيم فلسطيني وعربي على التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم، والتوقيع على إنهاء الصراع مع إسرائيل".
موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين نقل عن الحاخام اليهودي بني آيالون، عضو الكنيست والوزير السابق، قوله إن "قضية اللاجئين حساسة وحرجة جدا لإسرائيل، ولابد من إيجاد حل لها، لأنها المشكلة الجوهرية في أي اتفاق سلام بين إسرائيل والدول العربية".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أنه "طالما أن هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في مخيمات، ويتلقون مساعدات من الأونروا فإن المشكلة لن تحل، لأن اللاجئين تراودهم فكرة أن يعودوا إلى داخل الخط الأخضر، ولذلك يجب حل هذه المشكلة قبل أي قضية أخرى".
وكشف النقاب أنه "عمل منذ قرابة العقد من الزمن في المؤسسات الدولية لإلغاء الأونروا، وتوحيد موضوع اللاجئين في الأمم المتحدة، بحيث يكون اللاجئون الفلسطينيون كغيرهم من اللاجئين، في ظل أن قضيتهم أصبحت مؤبدة طيلة سبعين عاما، وتنتقل من جيل لآخر، ما يتطلب خطة دولية بتعاون بين الولايات المتحدة والأردن ودول أخرى، وتخيير الفلسطينيين بين الجنسيتين الأردنية والإسرائيلية".
هكذا يربك استمرار مسيرات العودة الكبرى حسابات إسرائيل
طائرات غزة الورقية تكبد مستوطني الغلاف خسائر فادحة
إسرائيل تجدد تهديد عمق غزة إذا تواصلت مسيرة العودة