نفى مسؤول المكتب السياسي للتيار الصدري، ضياء الأسدي، الثلاثاء، ما نقلته وسائل إعلامية عن إجراء اتصالات بين واشنطن وأعضاء سائرون، مكذبا بذلك تصريحات نسبت إليه أدلى بها لوكالة "رويترز".
ونقلت "السومرية نيوز" عن الأسدي قوله إن "بعض وسائل الإعلام نسبت تصريحا لي تضمن أن هناك اتصالات بين واشنطن وأعضاء تحالف سائرون"، نافيا "هذه التصريحات جملة وتفصيلا".
وأضاف أنه "لا توجد أية قنوات اتصال مع الأمريكان"، وفيما أشار إلى أنهم "يرسلون وسطاء إلينا ولكننا نرفض الجلوس والتعاون معهم حتى عبر هؤلاء الوسطاء"، فقد دعا "وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل المعلومات".
وكانت وكالة "رويترز" قد قالت في تقرير لها إن مساعدا كبيرا لرجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، كشفت عن اتصالات أمريكية مع تياره.
وقال إن الولايات المتحدة تواصلت مع أعضاء بالكتلة السياسية التي يرأسها خصمها السابق الصدر، بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية، الذي وضعه في موقف قوي يتيح له التأثير في تشكيل الحكومة الجديدة.
ويضع فوز الصدر المفاجئ واشنطن في موقف محرج. فقد قام جيش المهدي التابع له بانتفاضات مسلحة ضد القوات الأمريكية، بعد الإطاحة بصدام حسين في 2003.
وإذا كان للصدر تأثير قوي في اختيار رئيس الوزراء الجديد، فربما يتعين على الولايات المتحدة العمل معه لتأمين مصالحها في العراق، أحد أهم حلفائها العرب، والذي يرتبط أيضا مع إيران بعلاقات وثيقة.
وقال ضياء الأسدي، المساعد الكبير للصدر، إنه لا توجد محادثات مباشرة مع الأمريكيين، لكن جرى استخدام وسطاء لفتح قنوات مع أعضاء من تحالف (سائرون) الذي يقوده الزعيم الشيعي.
وأضاف لرويترز: "سألوا عن موقف التيار الصدري عندما يتولى السلطة. هل سيعيدون إلى الوجود أو يستحضرون جيش المهدي أم يعيدون توظيفه؟ هل سيهاجمون القوات الأمريكية في العراق؟".
وقال: "لا عودة إلى المربع الأول. نحن لا ننوي امتلاك أي قوة عسكرية غير قوات الجيش والشرطة والأمن الرسمية".
ومن المعتقد أن لدى الولايات المتحدة نحو 7 آلاف عسكري في العراق حاليا، رغم أن وزارة الدفاع الأمريكية أقرت فقط بوجود 5200. ويقوم هؤلاء في الغالب بتدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية.
ويعارض كل من واشنطن والصدر، وهو وطني عراقي، تغلغل نفوذ إيران في العراق، حيث تسلح طهران وتدرب وتمول فصائل شيعية، وتقيم علاقات وثيقة مع كثير من السياسيين.
وحقق الصدر عودته السياسية المفاجئة، مستفيدا من الاستياء الشعبي تجاه إيران وما يقول بعض الناخبين إنها نخبة سياسية فاسدة في بغداد تدعمها طهران.
وهددت الولايات المتحدة بفرض "أقوى عقوبات في التاريخ" على إيران ما لم تقم بتغييرات كبيرة، بما في ذلك التخلي عن برنامجها النووي، والانسحاب من الحرب الأهلية السورية.
وسيدفع ذلك إيران على الأرجح إلى الدفاع عن مصالحها بقوة في العراق، حيث تتنافس على النفوذ مع واشنطن.
ووجهت كتلة (سائرون) دعوة إلى السفير الإيراني في بغداد لحضور اجتماع لدبلوماسيين كبار الأسبوع الماضي. وقال الأسدي إن السفير اعتذر، وقال إنه لا يمكنه الحضور.
ويجتمع الصدر مع زعماء العديد من الكتل، ويحدد شروطا لدعمه للمرشحين لمنصب رئيس الوزراء. ويقول إنه يريد مرشحا يرفض الطائفية والتدخل الخارجي والفساد.
ولن يتولى الصدر المنصب؛ لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات.
ويمكن أن تقوض إيران أي محاولة منه لتحديد شكل أي حكومة مستقبلية. وسبق لطهران أن تلاعبت بمهارة بالسياسة العراقية لمصلحتها.
وبعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات، وصل قاسم سليماني قائد فرع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد؛ لمقابلة سياسيين.
وقال مستشار لحكومة العراق: "أتى سليماني لإضعاف الكتل. إنه يعمل من أجل تفكيك التحالفات".
وقال مسؤول عراقي كبير سابق إن الصدر سيحاول التغلب على إيران، لكنه أضاف أن طهران لن تتسامح مع أي تهديدات لحلفائها الشيعة الذين همشوا الصدر لسنوات.
وأضاف: "هناك حدود لما يمكنه السعي إليه. في النهاية يمكنهم (الإيرانيون) السيطرة عليه. إنهم يمنحونه مساحة كبيرة للمناورة… لكن في نهاية الأمر، عندما يتحدى الشيعة ومصالحهم، أعتقد أنهم سيكونون صارمين للغاية. (الإيرانيون) لديهم أدوات كثيرة جدا تمكنهم من النيل منه".
ولم تستبعد كتلة الصدر تشكيل ائتلاف مع الكتلة التي يقودها أقوى حلفاء إيران، هادي العامري، ما دام سيتخلى عما يقول الأسدي إنها سياسات طائفية ويصبح وطنيا عراقيا.
وقال الأسدي: "لم نعقد اجتماعا رسميا معهم (الإيرانيين). أحيانا نتلقى بعض الاتصالات المرتبطة بما يدور حاليا. لكن لا يمكن اعتبار هذا اجتماعا أو نقاشا حول أي قضية".
ووجهت الانتخابات ضربة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، حيدر العبادي، الذي حل "ائتلاف النصر" بقيادته ثالثا. لكن دبلوماسيين غربيين ومحللين يقولون إن العبادي، وهو مهندس تلقى تعليما في بريطانيا، لا يزال لديه أوراق يمكنه اللعب بها.
ويبدو أنه سيخرج مرشحا كحل وسط مقبول من جميع الأطراف؛ لأنه أدار المصالح المتنافسة للولايات المتحدة وإيران خلال ولايته.
وقال علي المولوي، رئيس مركز البيان، وهو مؤسسة بحثية في بغداد: "حتى الآن، لم يظهر أحد بديلا، ليس بشكل جاد".
غارات تركية على مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق
الأمن العراقي: هذا المكان المحتمل الذي يختبئ فيه البغدادي
هذا ما قالته الممثلة الإباحية لكوهين.. وترامب يستمع (شاهد)