قال وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعلون إن "الصراع بيننا وبين الفلسطينيين على تل أبيب وليس على مستوطنات غوش قطيف التي انسحبنا منها في قطاع غزة عام 2005، ولذلك يمكن وصف الموضوع المتعلق بقطاع غزة بأنه بتهديد وجودي على دولة إسرائيل".
وأثنى يعلون في حوار أجراه موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته "عربي21" على ما سماه "أداء الجيش الإسرائيلي في التعامل مع المتظاهرين على السياج الفاصل مع قطاع غزة"، لكنه أشار إلى أن "إسرائيل تخوض معركة دبلوماسية، صحيح أن الكثير من الدول لم تفهم سياستنا جيدا تجاه الفلسطينيين وتزعم أن كل ما يحصل بسببنا نحن، وهذا أمر معيب، لكن هناك مصالح سياسية، وليس علاقات رومانسية أو صداقات، وفي حين تقف معنا الولايات المتحدة بصورة ممتازة، فإن استمرار العمل السياسي والدعائي يجب أن ينطلق من فرضية مفادها أن هناك جهات لن تستطيع إقناعها مثل أردوغان وجنوب أفريقيا".
وزعم أن "أن مصلحتنا كانت في عدم سقوط عشرات القتلى من الفلسطينيين على حدود غزة، لكن ما يحصل ليس مظاهرة عادية، وإنما تطبيق حق العودة، العودة إلى أين.. إلى تل أبيب؟ الجيش مستعد جيدا، ويجب إبقاء استعداده تأهباً للأيام القادمة".
وحول الطائرات الورقية المشتعلة التي يطلقها المتظاهرون الفلسطينيون من غزة، أشار يعلون أنه "من الناحية العملية يجب إيجاد حل لها، ومحظور الاستهتار بهذا النوع من الأعمال المعادية، لأنه يمس بالمشاريع الزراعية للمستوطنين".
وعن الأداء السياسي والإعلامي الإسرائيلي في مواجهة مسيرات العودة الفلسطينية، يقول يعلون "ألتقي زعماء كثر حول العالم، وأجد حالة من عدم فهم مسائل أساسية للصراع بيننا وبين الفلسطينيين، رغم أننا نحارب لأن الفلسطينيين غير مستعدين للاعتراف بوجودنا على أي حدود، وليس سعيا لإقامة دولة لهم، والدليل على ذلك الانسحاب من قطاع غزة، هم لم يكتفوا بذلك، بل واصلوا حربهم ضدنا في قلب تل أبيب، لأنهم يعتبرون الصراع عليها، وليس على مستوطنات غوش قطيف، ومع ذلك فإن الكثير من الأمور السياسية تحصل خلف الكواليس".
وحول تهديد الأنفاق قال يعلون إنه "قبل عام من اندلاع حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، اكتشفنا أربعة أنفاق، ومن حينها بدأت قدراتنا التكنولوجية والاستخبارية تتطور مع مرور الوقت، وشرعنا بإقامة العائق المادي لمواجهتها، والتصدي لها، اليوم باتت إسرائيل من الدول المتقدمة على مستوى العالم في التصدي لتهديد الأنفاق، الأمريكان يأتون إلينا للتعلم منا، لأنهم يدركون أن ما نقوم به يفيدهم في التعامل مع حدود المكسيك".
اقرا أيضا : جنرال إسرائيلي يحذر من انهيار الأردن ويدعو للتمسك بالضفة
وحين سئل عن الجنديين الإسرائيليين المفقودين في غزة قال إن "هذا الموضوع يكتسب حساسية زائدة بالنسبة لي، لأنه حصل خلال ولايتي لوزارة الحرب، حيث كان لي المسئولية عن إعادتهما، بجانب العلاقة العائلية التي تربطني بهدار غولدن، علما بأن مزاعم العائلتين نابعة من عدم الثقة بالمستوى السياسي الإسرائيلي الذي تعهد لهما، لكنه لم يلتزم بذلك، المجلس الوزاري المصغر اتخذ قرارات، لكنه لم يطبقها، أعتقد أن المستوى العسكري في الجيش يعمل أشياء ليست هينة في هذا الملف، لكن المستوى السياسي مطلوب منه أن يبدي التزاما أكثر بتعهداته للعائلات".
وأضاف " ما زلت عند رأيي بعدم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين كما حصل في صفقة شاليط السابقة في 2011، كانت خطأ آنذاك، ولكن هناك ما يمكن القيام به لممارسة الضغط على حماس، بحيث يصبح الإسرائيليون الذين تحتجزهم الحركة عبئا عليها، وليسوا ذخرا لها".
وحول مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال يعلون إنه "يستبعد أن يرى في جيله أو الجيل اللاحق إمكانية لاعتراف الفلسطينيين بحقنا في الوجود كدولة للشعب اليهودي، صحيح أن مستوى العمليات المسلحة تراجع ضدنا، ولكن ليس لأن المنظمات الفلسطينية باتت محبة لنا، ولكن لأنها تعرف ثمن ما قد تقوم به من هجمات".
وختم يعلون حواره المطول بالقول أنه "يمكن وصف ما قد نتوصل إليه مع الفلسطينيين بالترتيبات السياسية، أو إدارة للصراع، لكن الوصول لمرحلة طي صفحته، وإنهائه، ما زال مبكرا هذا الحديث، وفي كل هذه الترتيبات يجب أن تبقى السيطرة بمختلف مستوياتها: الجوية والبرية والبحرية بأيدينا نحن الإسرائيليين، لمنع وقوع الفوضى".
وأضاف أن "لدى الفلسطينيين اليوم ما يشبه الحكم الذاتي، وهذا ما قد يحصلون عليه في المستقبل، وهو أمر اتفق عليه الخصمان السياسيان السابقان في إسرائيل، مناحيم بيغن وإسحاق رابين، لأني لا أرى أملا بتحقق السلام اليوم مع الفلسطينيين، وكذلك لا أريد رؤية دولة ثنائية القومية".
الإسرائيليون يعترفون: الفلسطينيون نجحوا وهزمونا إعلاميا
إسرائيليون يرسمون "مشهد عبور الفلسطينيين نحو الحدود الزائلة"
خشية إسرائيلية من "فقدان السيطرة" على مسيرات العودة