واشنطن بوست: ما سر إدمان ترامب المرضي على "فوكس نيوز"؟

نشرت صحيفة "واشنطن بوست مقالا لصاحب مدونة "ذا بلام لاين" غريغ سارغينت، يعلق فيه على عادة مشاهدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقناة "فوكس نيوز".

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "هناك تحقيقبن يقودهما المحقق الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة عام 2016، فهناك واحد يدور في عقل الرئيس وأنصاره من الذين أفسدتهم (فوكس نيوز)، فعادة ما يركز التحقيق على نظريات المؤامرة السوداء، و(الدولة العميقة)، التي تحاول إحباط ترامب، وعن حلفائه المساكين، وبالطبع عن الفشل الذريع في محاكمة هيلاري كلينتون، فهذا واحد". 

ويلفت سارغينت إلى أن "التحقيق الثاني هو الحقيقي، الذي يقوم به المحقق مولر، الذي يعرفه الجميع في الإعلام، والذي يقوم يه فريق من المحققين يتبعون القانون، ولا يقومون بتسريب المعلومات، ويتبعون الحقائق بطريقة قاسية في أي طريق يتخذونها". 

ويقول الكاتب إن "عدم الترابط الكبير بين التحقيقين، اللذين يقوم مولر بإدارتهما، وظهرا في تقرير لمجلة (نيويورك)، الذي يشير إلى تفاصيل مثيرة للقلق عن إدمان ترامب على (فوكس نيوز)، وكيف شكل رؤيته عن التحقيق الذي يقوم به مولر، والقصة الثانية نشرتها صحيفة (واشنطن بوست)، وتكشف عن الطريقة التي يعمل فيها مولر وفريقه يوما بيوم".

ويذكر سارغينت أن "في تقرير مجلة (نيويورك) حديثا عن الكيفية التي قام بها المتحدث الإعلامي شون سبايسر السابق، ومدير طاقمه السابق رينيس بريبوس، بدفع ترامب بشكل مقصود عميقا نحو (فوكس نيوز)؛ لأنه كان يشعر بالغضب من شبكتي (أم أس أن بي سي) و(سي أن أن)، وفعلا هذا من خلال الحديث عن مستويات المتابعة لـ(فوكس نيوز) وأهميتها لقاعدة ترامب، قبل أن تصبح نوعا من الوجبة اليومية له، بحسب ما قال أحد المسؤولين السابقين (حقنة فوكس كاملة)". 

ويقول الكاتب إن "هذا الولع بـ(فوكس) خلق مشكلات عدة، فعادة ما تقوم (فوكس نيوز) بإشعال حماس الرئيس بأمور ليست على الأجندة اليومية، وأصبح مدمنا على برامج شون هانيتي، الذي طبع موقف الرئيس من تحقيق مولر".

وينوه سارغينت إلى أنه "لا تهمه أخبار اليوم بقدر ما يحاول الحديث عن المحاكمة السياسية لترامب وهانيتي نفسه على يد الدولة العميقة والحزب الديمقراطي والإعلام الرسمي المملوك من الطرفين، وكل شيء ينتهي بتحقيق مولر في التدخل الروسي عام 2016، الذي يعتقدون أنه حرف للأنظار عن الموضوع الحقيقي، وهو محاكمة هيلاري كلينتون".

ويفيد الكاتب بأنه "بالنسبة لتقرير (واشنطن بوست) فإن القصة الحقيقية هي أن فريق مولر ملتزم بالسرية والحرفية في تحقيقاته". 

وتنقل الصحيفة عن جاكوب فرنيكل، الذي عمل في مكتب المحقق الخاص في التسعينيات، قوله إن "التحدي الأكبر للبيت الأبيض هو أن المحقق الخاص يقوم بتحقيقه بطريقة صحيحة ولا يعلق عليه، لكنه يجعل من أفعاله معروفة، وينفذ نشاطاته بطريقة قانونية وأمام الرأي العام".

ويبين سارغينت أنه "بهذه الطريقة فإن ترامب ومن حوله يجدون صعوبة في التقليل من مصداقية التحقيق؛ نظرا لعدم وجود تسريبات، ولهذا السبب يدعم الجميع، بمن فيهم المستقلون، التصادم في مالية الرئيس".

ويشير الكاتب إلى أن "التحدي الثاني لترامب وأنصاره هو صعوبة التعرف على ما اكتشفه مولر من أدلة، فهو يحقق في عدد من الأفعال التي قام بها ترامب، التي تعد عرقلة لمسار العدالة".

ويلفت سارغينت إلى أن "تقرير (واشنطن بوست) ذكر أن مولر يحقق في العلاقة بين المقرب من ترامب روجر ستون ومؤسس (ويكيليكس) جوليان أسانج، الذي قام بتسريب رسائل مسروقة من الحزب الديمقراطي".

وينوه الكاتب إلى أنه علاوة على هذا كله، فإن ناشتا بيرتراند ذكرت في تقرير لها في مجلة (ذا أتلانتك) أن هناك حديثا عن احتجاز مولر محاميا على علاقة مع الروس، الذي ارتبط مع البروفيسور جوزيف ميفسود، وهو البروفيسور المثير للجدل، الذي زعم أن الروس يملكون (قذارات) عن كلينتون، وهو زعم قام به مساعد ترامب السابق جورج بابادوليوس، الذي شكلت نشاطاته مركز تحقيق مولر". 

ويختم سارغينت مقاله بالإشارة إلى قول بيرتراند إن اهتمام مولر جاء في محاولة لمعرفة عما إذا كانت حملة ترامب قد عرفت مقدما خطط الروس للتدخل في الانتخابات.