حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من خطورة وتداعيات نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة.
"حالة انبطاح"
وأوضح الشيخ، أن حالة "الضعف التي تمر
بها الدول العربية وانشغالها بذاتها، هيأت الوضع ليصبح مناسبا لتنفيذ قرار
الولايات المتحدة بنقل سفارتها لدى الاحتلال؛ من تل أبيب إلى مدنية القدس
المحتلة".
وأكد في تصريح لـ"عربي21"،
أن "أمريكا تضمر العداوة لنا سابقا ولاحقا، ولم تغير من سياساتها
العدوانية ضدنا، إلا أن الدول العربية وللأسف، يتعاملون معها كراعية وكصديق، وهذا
أمر مؤلم ومؤسف".
ونوه صبري إلى أن "أمريكا عدوة للإسلام
والمسلمين، وبالتالي علينا أن نكون حذرين وأن نرفض القرار الأمريكي بنقل
السفارة"، مضيفا: "نكباتنا متوالية ومتعاقبة، وكل هذا بهدف تصفية القضية
الفلسطينية".
وحول خطورة نقل السفارة الأمريكية، قال:
"الخطورة تكمن في أن تتجرأ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في تنفيذ مخططاتها
العدوانية بخطى سريعة، كما يشجع نقل السفارة بعض الدول الضعيفة على نقل سفارتها
لدى الاحتلال لمدينة القدس المحتلة".
وأضاف: "نقل السفارة يعزز من قوة الاحتلال
ويطيل من عمره".
وحول المطلوب عربيا وإسلاميا، أفاد الشيخ صبري،
أننا "لا نطلب منهم شيئا، لأننا لا نعول عليهم، فهم يعقدون مؤتمرات قمم كثيرة
ولا يطبقونها، وإنما يصدرون أمورا شكلية لإرضاء شعوبهم".
ودلل على ذلك بقوله: "منذ أن قررت أمريكا نقل
سفارتها إلى القدس، لم تقم أي دولة عربية أو إسلامية بخطوة تصعيدية أو ضاغطة على
أمريكا مطلقا، وبالتالي أمريكا تنفذ قرارها بكل سهولة ويسر"، مضيفا:
"هناك حالة انبطاح من العرب جميعا".
وفي 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، أعلن الرئيس
الأمريكي دونالد ترامي، اعتراف الولايات المتحدة رسميا بالقدس المحتلة "عاصمة
لإسرائيل"، وهو ما ترتب عليها العمل على نقل السفارة من "تل
أبيب" إلى القدس المحتلة.
"المؤامرة كبيرة"
ونبه خطيب المسجد الأقصى المقيم في
القدس، الذي صدر بحقه مؤخرا قرار من قبل سلطات الاحتلال بمنع سفره، إلى أن وجود
المسجد الأقصى حافظ على القضية الفلسطينية وفلسطين، وقال: "لولا المسجد
الأقصى المبارك، لأصبحت فلسطين أندلسا ثانية".
وبين أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تركز
اعتداءاتها على الأقصى، وتكثف من اقتحاماتها له وتستغل مختلف المناسبات؛ سواء الدينية
أو السياسية وغيرها، من أجل تكثيف الاقتحامات؛ التي هي بذاتها اعتداءات".
وتابع: "هذا محتل؛ والمحتل لا يغير من الواقع
شيئا"، مؤكدا أن "المؤامرة كبيرة ومكشوفة، وما علينا إلا أن نتمسك
بحقوقنا".
ومن المخطط له الاحتفال الاثنين، بافتتاح
مبنى مؤقت للسفارة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة، قبل يوم واحد من الذكرى
السبعين للنكبة الفلسطينية، حيث وصل "تل أبيب"، مساء أمس الأحد وفد أمريكي يضم؛ صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه جارد كوشنير وزوجته إيفانكا
ترامب، ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، إضافة للعديد من الشخصيات الأمريكية.
ويتزامن التحضير لفتح مبنى السفارة، مع المسيرة
المليونية للعودة، التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر
الحصار في قطاع غزة، والتي يرجح أن تؤدي إلى اجتياز جماهيري ضخم للخط العازل، الذي
يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
ويذكر أن الاحتلال الإسرائيلي عبر أذرعه
الأمنية والعسكرية والسياسية كافة، يبذل جهودا كبيرة لمنع عمليات الاقتحام المتوقعة التي قد تتدحرج لمواجهة شاملة كما أوضحت تقديرات إسرائيلية، حيث لن تتردد قوات
الاحتلال في إطلاق الرصاص بهدف قتل المتظاهرين لمنعهم من الدخول إلى الأراضي
المحتلة.
وفي يوم 30 آذار/ مارس الماضي وتزامنا مع ذكرى
"يوم الأرض"، انطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، حيث تم
تدشين العديد من المخيمات على مقربة من الخط الفاصل على طول المنطقة الشرقية
لمحافظات غزة، ومن المتوقع أن تتواصل فعاليات مسيرات العودة لما بعد يوم غد
الثلاثاء 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية
السبعين.
جيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس
الاحتلال الإسرائيلي يمنع "خطيب الأقصى" من السفر للخارج
الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويلاحق صيادي غزة