رحبت صحيفة "وول ستريت جورنال" بالفوز المفاجئ للمعارضة الماليزية يوم الأربعاء، واعتبرته أخبارا سعيدة للعالم، خاصة لماليزيا المتعددة الإثنيات في جنوب شرق آسيا.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى فوز تحالف بقيادة رئيس الوزراء السابق، مهاتير محمد (92 عاما)، الذي نجح في تعبئة الرأي العام الذي سئم من الفساد، وتخلص من الحزب الحاكم، الذي يدير البلاد منذ عام 1957.
وتقول الصحيفة إن "ماليزيا تأهلت للدول الديمقراطية، خاصة أن التغيير تخلص من الحزب الحاكم في الانتخابات، وفاز تحالف المعارضة بـ122 صوتا في البرلمان، مقارنة مع 72 مقعدا للحزب الحاكم".
وتؤكد الافتتاحية الدور المهم الذي أداه مهاتير في الفوز، حيث كان قادرا على إقناع الناخبين الملايو بالتخلي عن "أمنو"، الذي قاده لمدة 22 عاما، وهزم بالضرورة نجيب رزاق، الذي كان تلميذا له، الذي ورط نفسه في الفضائح.
وتقول الصحيفة: "اختلفنا مع الدكتور مهاتير على مدى السنين الماضية، لكن عودته للسياسة لإنقاذ أفضل مكونات إرثه هي العودة الأجمل، ويستحق مهاتير الشكر لوعده تسليم السلطة لأنور إبراهيم، زعيم المعارضة، الذي قضى فترة طويلة في السجن، وأمضى خمس فترات وراء القضبان بناء على اتهامات ملفقة، ولو صدر عفو ملكي عنه فإنه سيتمكن من الترشح لانتخابات جزئية، ويعود إلى الحكومة خلال العامين المقبلين".
وتجد الافتتاحية أن "ماليزيا بحاجة إلى قيادة أنور إيراهيم لإعادة بناء البلد ومؤسساته المحطمة، والمعضلة التي تواجه الحكومة الجديدة هي محاربة الفساد دون إساءة استخدام القوانين والانتقام من المعارضة السياسية، وأنور هو الوحيد القادر على تحقيق الإصلاح، مستخدما مهاراته السياسية وإيمانه بالقيم الليبرالية والسلطة الأخلاقية".
وتلفت الصحيفة إلى أنه "لا توجد ضمانات لنجاحه، إلا أن تجربته بصفته سجينا سياسيا منذ عام 1998، تمنحه المصداقية أكثر من أي زعيم سياسي آخر في البلاد، ويمكنه، مثل نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، وضع معايير جديدة، من خلال الابتعاد عن الانتقام، وترك العدالة والقانون ليأخذا مجراهما".
وتنوه الافتتاحية إلى أن "الانقسام العرقي في ماليزيا هو تحد ثان وأكبر، حيث حكم (أمنو) من خلال نظام يحابي الملايو على حساب العرق الصيني والهندي، وعزز في الوقت ذاته القومية الملايوية على حساب الوحدة الوطنية، التي لم يعرها انتباها إلا من خلال الكلام، وأدى هذا إلى ظهور نخبة أضرت بالقدرة التنافسية لماليزيا، وانحدرت إلى نمو بطيء، وخلقت معها ثقافة الرداءة، ودفعت الكثير من الميسورين الماليزيين إلى الهجرة بحثا عن فرص أفضل".
وتفيد الصحيفة بأنه "مع انتقال الماليزيين إلى المدن، وزيادة مستوياتهم التعليمية زادت النقمة على هذا النظام، وفي البداية حاولت الحكومة تجاهل فضيحة 4.5 ملايين دولار، إلا أن عددا من المسؤولين في (أمنو) قرروا الانشقاق إلى المعارضة، بمن فيهم مهاتير".
وتختم "وول ستريت جورنال" افتتاحيتها بالقول إن "لدى الحكومة الجديدة فرصة لأن تحقق توافقا على الإصلاح، وربما حاول بعض القادة العودة إلى أساليب (أمنو) للسيطرة أو إثارة المشاعر الإسلامية والقومية الملايوية، ومن المهم وفاء مهاتير بوعده والتنحي عن السلطة لأنور إبراهيم، الذي يعد الأمل الوحيد لإصلاح السياسة المحطمة".
إيكونوميست: أي دلالة لعودة مهاتير في ماليزيا؟
الغارديان: هل يطيح مهاتير التسعيني بنجيب "الفاسد"؟
صحيفة: اغتيال البطش جزء من مخطط للقضاء على علماء حماس