يثير إصرار قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي، اللواء خليفة حفتر على دخول مدينة درنة (شرق البلاد)، تساؤلات عن المكاسب العسكرية والسياسية التي يطمح لها من العملية.
وأعلن حفتر أنها "ساعة الصفر لتحرير درنة من الإرهابيين"، وأن "قواته تدك معاقل هؤلاء حتى لو كلف ذلك إخلاء المدينة من المدنيين"، مشيرا إلى "فشل مساعي الصلح التي كانت تستهدف تجنيب المدينة ويلات الحرب"، بحسب كلمته في ذكرى انطلاق "عملية الكرامة".
هزيمة حفتر
في المقابل، أكد مقاتلو "مجلس شورى مجاهدي درنة"، أن قواتهم استعادت مواقع سيطرت عليها في وقت سابق قوات حفتر، وأن الاشتباكات بين الجانبين أسفرت عن مقتل تسعة من مقاتلي قوات الأخير وتدمير دبابة وعربتين عسكريتين له، وفق بيان لهم.
وطرح إصرار حفتر على اقتحام المدينة، تساؤلات، حول المكاسب التي سيحققها من العملية، ولماذا لم تعلق حكومة الوفاق الليبية أو المجتمع الدولي على تحركات حفتر هناك؟
تفاوض ومكسب سياسي
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة الليبي عن مدينة درنة، منصور الحصادي، أن "هدف حفتر من السيطرة على درنة تحقيق مكسب سياسي ليثبت سيطرته على الشرق الليبي كله، وأن يكون التفاوض معه من هذا المنطلق، لكن الاقتحام يعني مزيدا من التدمير والنازحين".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أنه "لا يدافع أبدا عن أي فصيل مسلح يرفض الدولة المدنية أو الديمقراطية، ندافع فقط عن المدنيين وعن الحفاظ على الإطار المدني والديمقراطي، وهنا يجب التهدئة لإنجاح العملية السياسية للوصول إلى استفتاء أو انتخابات"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: معارك بين قوات حفتر و"مجلس مجاهدي درنة" شرق المدينة
واستدرك بالقول: "أي حرب أو معركة لا يجب أن تتم إلا بقرار سياسي الحكومة الشرعية، وهنا نسأل هل اتخذ المجلس الرئاسي وهو القائد الأعلى للجيش، قرارا بمحاربة الإرهاب في درنة، أم تركتها لهذه الانتهاكات، وهنا صمت الحكومة مريب جدا"، وفق قوله.
موقف سلبي
وقال رئيس منظمة "التضامن" الليبية لحقوق الإنسان، جمعة العمامي، إن "ما نراه الآن تكرار للدمار الذي حدث في مدينة بنغازي على يد حفتر، فستتعرض درنة إلى دمار والمدنيون هم الضحايا، ولن يحقق حفتر ما يبتغي لنفسه من سيطرة كاملة على ليبيا"، وفق رأيه.
وعن موقف الحكومة من الأزمة، قال لـ"عربي21": "موقفها مخز ويتحملون مسؤولية هذه الأحداث، فلم نسمع أي إدانة لهذا التصعيد ولم نر أي عمل تجاه التهدئة، أما البعثة الأممية فموقفها سلبي وعليها حماية المدنيين هناك".
مشروع مصري
لكن الباحث السياسي من مدينة درنة، نزار كريكش، أشار من جانبه إلى أن "المدينة ليست ذات ثقل سياسي أو استراتيجي إنما جزء من الشرق الذي يراد السيطرة عليه من الدول الإقليمية".
وأكد أن "حفتر يعد الواجهة لمشروع يراد من خلاله تعويض مصر عن الممرات الدولية في البحر الأحمر بالشرق الليبي والنفط في المنطقة الشرقية، لكن الإشكال الذي يواجه حفتر الآن إيجاد مبرر لحرب قد تطول أكثر من حرب بنغازي"، وفق تقديره.
وتابع بأن ذلك سيأتي "فضلا عن التداخل القبلي والجغرافي بين درنة وضواحيها، لذا فالحرب متناثرة يقودها مرتزقة، وأولياء الدم وسط تردد من القبائل في خوض معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل".
وأضاف: "كما أن نموذج بنغازي لم يعد يقنع أحدا بنبل الأهداف المصرية والإماراتية".
مكاسب عدة
وأشار المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، إلى أن "حفتر سيحقق حال دخول درنة مكاسب عدة، منها السيطرة على كل الشرق الليبي، وكسر شوكة مدينة استعصت عليه لسنوات، ورسالة تخويف للقبائل هناك".
وأضاف: "وكذلك كسب ورقة سياسية كبيرة من حيث فصل الشرق الليبي عن سائر ليبيا، وذلك بمساعدة حلفائه الإقليميين"، لكن الاقتحام صعب لصلابة المدينة ورجالها"، بحسب قوله لـ"عربي21".
وقال الصحفي من طرابلس، محمد علي، لـ"عربي21" إن "حكومة الوفاق لا تملك القرار الفعلي، وكل قوتها مصدرها المجتمع الدولي الذي لم يبد أي موقف في سياق رفض العملية، بالتالي قبول بهذا التحرك الذي سيكون له ما بعده".
طلب ليبي برفع حظر التسليح.. ومخاوف من الاستغلال
استنكار واسع لاستهداف مفوضية الانتخابات الليبية.. من المستفيد؟
"صوان" يهاجم "حفتر".. هل سيؤثر على تحركات "المشري"؟