بعد تصريحات وزير الري بأن
مصر دخلت مرحلة الفقر المائي، وإعلان وزير الخارجية عن فشل مفاوضات
سد النهضة، وبعد التصريحات الوقحه لوزير خارجية إثيوبيا بأن مصر أضعف من أن تدخل في حرب معنا، وتطاول رئيس الوزراء الإثيوبي الذي تداولته بعض وسائل الإعلام قائلاً: اشربوا من البحر، يخرج علينا الإعلامي عمرو أديب بصوته الجهوري وطريقته السمجة ليتبني لغة التحريض والكراهيه، مطالباً من يري جاره يسيء استخدام الماء أن يبلغ عنه، وهي جريمه تسمى في القانون تقويض السلم والأمن الاجتماعي.
فإن كنا في حاجة كبيره للحفاظ على مياه
النيل، فحاجتنا للحفاظ على قيم المجتمع وروابط الجيرة وعدم الانقسام أكبر. كفاكم تقسيما وبثا لروح الكراهية والحقد بين أبناءالوطن الواحد بزعم الحفاظ علي مياه النيل. فمن أراد الدفاع حقاً وصدقا فعليه أن يوجه نصائحه وأسئلته للمسؤولين في هذا البلد. لماذا نتعامل مع قضية النيل وشريان الحياه في مصر بكل هذا اللطف مع الجانب الإثيوبي؟ لماذا لم نناقش الوسائل المتاحة وأوراق الضغط الممكنة لوقف تغول إثيوبيا على حصتنا التاريخية المكتسبة في مياه النيل والتي تحميها اتفاقيات دولية؟ ولماذا لم يتزامن مع تصريح وزير الخارجية المصري، وهو يعلن فشل مفاوضات سد النهضة، إعلانه انتهاء مرحلة الدبلوماسية الناعمة لحل الأزمة، وبدء مرحله جديدة للضغط على الجانب الإثيوبي، وأن مياه النيل أمن قومي للمصريين لن نسمح لأحد بالتلاعب به، كما لم نسمح لمجموعات يمنية بإطلاق الصواريخ البالستيه علي المملكة السعودية؟
من يريد الحفاظ على حقوقنا عليه أن يعي أنه قد آن الآوان لإنشاء قواعد عسكريه في القرن الأفريقي الذي غبنا عنه كثيراً، وتركناه ساحة للشرق والغرب، وليس لنا فيه موطئ قدم. فلم يخطر ببالنا ولا ببال كثيرين أن دولة بحجم جيبوتي، لا تتعدي مساحتها 23 ألف كيلومتر مربع ولا يتجاوز عدد سكانها 900ألف نسمه - خمسهم تحت مستوي خط الفقر - ستصبح يوماً ما قبلة للدول العظمى، شرقاً وغرباً. وقد ساهم الموقع الاستراتيجي لهذه الدولة الواقعة على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب والمطله شرقاً علي البحر الأحمر وخليج عدن؛ أن تكون موطناً للعديد من القواعد العسكرية لدول مثل فرنسا، والولايات المتحدة، ومؤخراً السعودية والصين. فأين نحن من دولة عضو في جامعة الدول العربية تقع شرق إثيوبيا، سواء عن طريق الاستثمار أو إنشاء قاعدة عسكرية؟ إن غياب القاهرة عن القارة السمراء طيلة السنوات الماضية، لا سيما منطقة القرن الأفريقي، ندفع فاتورته اليوم. أما آن الآوان لمد جسور التواصل مع إريتريا، تلك الدولة الحدودية مع إثيوبيا والتي يعود نزاعها معها إلى منتصف القرن الماضي، بعدأن سعت إريتريا للاستقلال عنها إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، ونشبت بين البلدين حرب طويلة الأمد، ورغم توقفها إلا أن الحدود بين البلدين نقطة ساخنة يمكن إشعالها في حرب بالوكالة، خاصة أن إريتريا تحتضن المعارضة الأثيوبية؟
تلك بعض من أوراق الضغط التي يمكن بها مواجهة الصلف الأثيوبي، ولدينا مزيد لجعل الموقف الأثيوبي أكثر مرونة لا أن يعود وزير الخاجيه بخفيّ حنين ليعلن عن فشل المفاوضات، أين المفاوض الذي يلعب بأوراق التفاوض كمن يعزف علي آلة موسيقية من دون نشاز؟ وأين العسكري الذي يقول - عند اللزوم - مقولة هولاكو: أي أرضٍ تؤويكم، وأي طريقٍ تنجيكم، وأي بلاد تحميكم.. فمالكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص.. فخيولنا سوابق، وسهامنا خوراق، وسيوفنا صواعق...
حقيقة الأمر نحن لدينا العديد والعديد من الوسائل الناجعه للحفاظ على مياه النيل؛ ليس من بينها تصدر سامح شكري للمفاوضات أو دعوة عمرو أديب "بلغ عن جارك"..