نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن رغبة
المغرب في استضافة
كأس العالم 2026. ورغم وفرة حظوظ المغرب في الفوز بحق احتضان المونديال، إلا أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، غير متحمس لذلك. وتروج أخبار تفيد بأن
الفيفا يعمل على إقصاء الملف المغربي بطرق ملتوية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن لجنة "تاسك فورس" التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم زارت، يوم الخميس الماضي، مدينتي أغادير وطنجة، للتثبت من مدى جاهزية المملكة المغربية لاستضافة العرس الكروي العالمي. وقد قامت اللجنة بجولة بين الملاعب المغربية، بيد أن قرارها الأخير يبقى بيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، الذي يسعى للحيلولة دون تمكن المغرب من استضافة كأس العالم 2026.
وأكدت الصحيفة أن المغرب يشكك في نوايا لجنة "تاسك فورس"، التي يبدو أنها تنوي القضاء على أحلام المغرب باحتضان كأس العالم. ووفقا لمعلومات تحصلت عليها الصحيفة، يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم، منذ أسابيع، خلف الكواليس على سحب ملف ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في شهر آذار/ مارس، تفاجأ أعضاء لجنة "تاسك فورس" بأن الفيفا وضع قائمة طلبات جديدة تلزم الدول المرشحة لاحتضان كأس العالم بتوفير ستة ملاعب حديثة، بعد أن كانت اللائحة السابقة تشترط وجود أربعة ملاعب فقط. وعلى ضوء هذه المعطيات، لا يمكن للمغرب استضافة المونديال نظرا لأنه لا يضم سوى خمسة ملاعب حديثة من أصل ستة.
وأضافت الصحيفة أن اللجنة طالبت بتحيين لائحة الطلبات والاكتفاء بشرط توفير أربعة ملاعب. وعلى الرغم من أن اللجنة المكلفة بملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026 كانت على علم بنوايا الفيفا، إلا أن المسؤولين المغاربة عملوا على إقناع لجنة "تاسك فورس" باستعدادهم لاحتضان العرس الكروي العالمي.
وحيال هذا الشأن، قدم رئيس اللجنة المكلفة بملف ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، مولاي حفيظ العلمي، توضيحات بشأن مصادر تمويل مشاريع البنية التحتية المزمع إنجازها لاحتضان المونديال.
وأوردت الصحيفة أن المغرب يعمل جاهدا لاستضافة المونديال بعد أن فشل في ذلك في أربع مناسبات. ومن المنتظر أن تصل لجنة أخرى إلى المغرب خلال الأسبوع المقبل للتثبت من مدى جاهزية المنشآت السياحية. وفي هذا الصدد، أفاد أعضاء اللجنة المكلفة بملف الترشح لاحتضان المونديال "نحن على ثقة بأن لجنة "تاسك فورس" أدت مهامها على أكمل وجه، خاصة أن أعضاءها مختلفون تماما عن رئيس الفيفا إنفانتينو".
وأفادت الصحيفة بأن المغاربة مقتنعون بأن رئيس الفيفا يساند الملف المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، لا سيما وأن الولايات المتحدة دعمته في انتخابات الفيفا لسنة 2016. في ذلك الوقت، دعا رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم، سونيل غولاتي، للتصويت لفائدة إنفانتينو على أمل أن يدعم هذا الأخير الملف الأمريكي لاحتضان كأس العالم 2026.
وعلى الرغم من أن إنفانتينو يبدو محايدا، إلا أن بعض الأطراف تشكك في نواياه. من جانبه، وجه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، رسالة للفيفا يعلمه فيها بأن إنفانتينو وضع مقاييس جديدة تخدم الملف الأمريكي المشترك قبل ساعات من تقديم ملفات الترشح.
وذكرت الصحيفة أن إنفانتينو متورط في الفساد تماما مثل سلفه، جوزيف بلاتر. فمؤخرا، أخبر إنفانتينو أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بأن أحد الأطراف عرض عليه مبلغ 25 مليار دولار مقابل الفوز بحق استضافة دوري الأمم الأوروبية وكأس العالم للأندية.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفرين، يعارض إنفانتينو نظرا لما يحوم حوله من شبهات فساد. وفي الوقت الحاضر، تبقى عملية اختيار الدولة المستضيفة لكأس العالم رهينة بتصويت 207 طرف، إلا أن الثابت أن الفيفا وضع عقبات قد تضعف من حظوظ المغرب في استضافة كأس العالم 2026.
وأوردت الصحيفة أن حظوظ المملكة المغربية لاحتضان المونديال وافرة خاصة وأنها تحظى بدعم القارة الأفريقية بأكملها، علاوة على مساندة بعض الاتحادات التي قدمت وعودا بدعم الملف المغربي، على غرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. في الأثناء، من المنتظر أن يصل وفد مغربي إلى فرانكفورت لإقناع الاتحاد الألماني لكرة القدم بالتصويت لفائدة الملف المغربي.
وفي الختام، بينت الصحيفة أن المغرب مستعد لاحتمال إقصاء ملفه، وسيلجأ للمحكمة الرياضية الدولية في حال رُفض ترشحه. في هذا الإطار، أكد أحد أعضاء اللجنة المكلفة بملف ترشح المغرب أن "وفد الفيفا غادر البلاد وهو يحمل انطباعا إيجابيا".