مع قرب الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة إسرائيل، تسود وسائل الإعلام الإسرائيلية حالة من التشاؤم حول مستقبل الدولة، سواء في علاقتها مع الفلسطينيين، أو بالنظر لاتساع فجواتها الداخلية بين مكوناتها.
وقال الكاتب الإسرائيلي بصحيفة هآرتس نير حسون إن إسرائيل تحمل العديد من المؤشرات السلبية التي تؤكد بداية تحولها إلى دولة أبارتهايد، لأنها تشهد مع مرور الوقت بوجود فئتين من سكانها: "إسرائيليون يحصلون على كامل حقوقهم، وفلسطينيون بدون حقوق، ولا يتمتعون بحرية الحركة".
وأضاف في مقال له ترجمته "عربي21"، أنه يمكن القول بكثير من الثقة بكلمة واحدة أن إسرائيل في الطريق إلى أن تكون نسخة جديدة من نظام الأبارتهايد، في ظل اتساع رقعة الإسرائيليين المؤيدة للاحتلال والإجراءات المتبعة ضد الفلسطينيين.
في حين قال وزير الإسكان وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية يوآف غالانت أن المجتمع الإسرائيلي يشهد نقاشات داخلية عاصفة وعنيفة، ورغم أنه يستبعد نشوب حرب أهلية داخلية بين مكوناته، لكنه دعا لوحدة الشعب اليهودي في ظل وجود أطراف في الحلبة السياسية الإسرائيلية يدفعون باتجاه كراهية الآخر من اليهود أنفسهم.
وأضاف في حديث للقناة العاشرة ترجمته "عربي21" أن اليهود مطالبون بالحفاظ على دولتهم، رغم وجود جهات سياسية إسرائيلية تأخذ بالمجتمع اليهودي نحو اتجاهات سلبية، لتحقيق مكاسب سياسية على المدى القصير، من خلال بث مفاهيم الكراهية للخصم السياسي الآخر.
اقرأ أيضا: ترامب يهنئ بذكرى "استقلال إسرائيل" ويتحدث عن نقل السفارة
من جهته ألقى الأديب الإسرائيلي الشهير دافيد غروسمان خطابا في ذكرى قيام إسرائيل، ونشرته صحيفة إسرائيل اليوم، قال فيه أنه بعد مرور سبعين عاما على هذه المناسبة، فما زال الإسرائيليون لا يشعرون أنفسهم أنهم في وطنهم بعد، ورغم القوة العسكرية التي تتمتع بها الدولة، لكنها لم تمثل بعد ليهود العالم الوطن الذي يلجأون إليه، وأضاف: "ربما تكون مأوى مؤقتاً، لكنها ليست وطنا وبيتا".
وأشار في الخطاب الذي ترجمته "عربي21"، وأثار ردود فعل غاضبة في أوساط اليمين، أنه لا يرى مبررا لاستمرار الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، رغم أن حله معهم سهل للغاية، قائلا: "ببساطة إن لم يكن للفلسطينيين وطن، فلن يكون للإسرائيليين أيضا، وطالما أن إسرائيل تواصل احتلال شعب آخر، والاستمرار في قمعه، وتعمل على إيجاد نظام أبارتهايد في المناطق الفلسطينية فإنها تتراجع في نظر أبنائها لتكون وطنا لهم، وحين تواصل الحكومة الإسرائيلية ملاحقة منظمات حقوق الإنسان، وتستمر في سن قوانين عنصرية فإنها تتراجع عن كونها وطنا".
وختم بالقول: "حين تواصل إسرائيل اضطهاد مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون فيها من عرب48، وتعمل على تقليص حقوقهم، وإمكانية عيشهم الكريم، فإنها لا تعد في نظرهم بيتا ووطنا".
جنود إسرائيليون سابقون: نشعر بالعار من قتل المتظاهرين في غزة
مقارنة إسرائيلية بين انتفاضة الحجارة ومسيرة العودة
"معاريف": تحذير إسرائيلي من التعامل مع محمد بن سلمان