نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن سعي اللاعب
البرتغالي كريستيانو
رونالدو إلى الحفاظ على لياقته البدنية، ليتمكن من تقديم الأداء المطلوب منه على أرضية الملعب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المدرب زين الدين زيدان حدد خطة لكريستيانو لتحسين لياقته البدنية، والوصول إلى آخر مباريات دوري أبطال أوروبا في كامل قوته. وتشتمل هذه الخطة على جملة من الأنشطة المستمرة؛ حتى يكون أكثر استعدادا لخوض المباريات المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى أن كريستيانو اليوم أصبح أكثر نشاطا وقوة؛ نتيجة للمجهود الجبار والتمارين المكثفة التي فرضها عليه المدرب زيدان، التي تقوم أساسا على زيادة سرعة اللاعب وجعل مجهوداته مستدامة.
وأفادت الصحيفة بأنه لا يمكن لكريستيانو أن يسير على هذه الخطة إلا إذا أخذ قسطا من الراحة خلال مباريات الدوري الإسباني. كما أن زيدان يدرك أن لاعبه غير قادر على خوض كل المباريات، لذلك يسعى في بعض الأحيان إلى استبدال خطة الفريق.
وفي هذا الإطار، يراهن زيدان على كل من لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو، اللاعبين الشابين اللذين يتمتعان بروح تنافسية عالية. كما يراهن زيدان على إيسكو، الذي يحتاج بدوره إلى جملة من الأنشطة البدنية.
وأوردت الصحيفة أن زيدان يرغب في أن يخفض كريستيانو من نسق لعبه من أجل افتكاك الكرة في الملعب، لكن الأمر ليس دائما سهلا؛ لأن النادي الملكي يعدّ ضمن الفرق التي غالبا ما تقوم بهجمات مضادة تتطلب تدخل كريستيانو.
في المقابل، يرغب زيدان في تخفيف الضغط المسلط على كريستيانو؛ حتى لا يصبح مهووسا بالسباق من أجل الكرات على مسافات طويلة، التي تجعل من عملية استعادة مجهوداته وقوته أكثر بطئا وصعوبة.
لاستغلال قدراته الجسدية لأقصى حد دون التأثير على موهبته، من المهم أن يواظب كريستيانو على ممارسة الأنشطة الرياضية ذات الكثافة العالية. في المقابل، لا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا تحكم في سرعته القصوى على أرضية الميدان. وفي هذه الحالة، لا بد أن يتجنب كريستيانو إرهاق نفسه حتى يحافظ على نسقه المعتاد طيلة المباراة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التمارين المكثفة تفسر سر
اللياقة البدنية التي تمتع بها النجم البرتغالي خلال مباراة النادي ضد يوفنتوس، فضلا عن القوة التي تحلى بها عند تسديد ركلة الجزاء بداخل قدمه اليمنى في ملعب البيرنابيو. وعلى هذا النحو، تمكن كريستيانو من لفت الأنظار بفضل اتزانه وحزمه في لحظات الضغط والتوتر. وإذا كان يتحلى بصحة بدنية جيدة، فسيكون دون أدنى شك ذكيا في حركاته وتصرفاته.
وأبرزت الصحيفة أن كريستيانو يدرك أنه لا يستطيع اللعب في كل مباراة أو كل دقيقة. فقبل خوض المباريات الإقصائية ضد نادي باريس سان جيرمان، وضع زيدان خطة جديدة لتعزيز الأداء البدني لكريستيانو خلال دوري أبطال أوروبا.
في البداية، ركز زيدان على استراتيجية اللعب بالتناوب مع النجم البرتغالي، التي كانت ناجحة وفعالة، خاصة في المباريات التي خاضها النادي ضد بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد ويوفنتوس. وبالتالي، سيعمل كريستيانو على اتباع المخطط الذي حدده المدرب خلال المباراة القادمة التي ستجمع النادي بنادي بايرن.
وأفادت الصحيفة بأن الخطة الجديدة ستتركز أساسا على التمرينات الهوائية وتمارين القوة يوما بعد يوم طيلة الأسبوع، وهي تمارين تستحق الكثير من الجهد، الأمر الذي يجعله غير قادر على خوض مباراتين في الأسبوع. ولكن يبدو أن هذه المهام الشاقة تتطلب قسطا من الراحة، خاصة خلال هذه المرحلة من الموسم.
ولعل ذلك ما نلاحظه من خلال التناوب المستمر في اللعب، وحتى على مستوى التغييرات، مثل تلك التي شاهدناها خلال المباراة ضد نادي أتلتيكو مدريد، عندما التحق كريستيانو بمقعد البدلاء بعد تسجيله لهدف ضد الحارس أوبلاك.
وبينت الصحيفة أن زيدان يسعى إلى الحفاظ قدر الإمكان على راحة كريستيانو ليدخر مجهوداته لدوري أبطال أوروبا. فإذا كان يمارس العديد من الأنشطة خارج أوقات المباريات، إلى جانب التمارين التدريبية التي يمارسها رفقة زملائه، فلن يكون قادرا على اللعب خلال بقية المباريات ضد نادي لاس بالماس أو مالقا.
وأشارت الصحيفة إلى أن كريستيانو يمارس التمارين الهوائية على جهاز المشي في صالة الألعاب الرياضية، حيث يقوم بدورات تتراوح بين 12 و14 كيلومترا في الساعة، وهو ما يساهم في تعزيز سرعته خلال المباريات.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن كريستيانو في اليوم الذي يكون فيه جدوله خاليا من هذا النوع من التمارين، يمارس تمارين المقاومة، التي تكون متعددة المستويات (أفقي أو عمودي) وذات كثافة عالية. وإجمالا، نلاحظ أن اللياقة البدنية التي يتمتع بها النجم البرتغالي اليوم كان يفتقر إليها تقريبا خلال الأشهر الأخيرة من السنة الماضية.