لا يزال مصير اللواء الليبي المتقاعد، خليفة
حفتر غامضا،
وسط أنباء عن وصوله صباح اليوم إلى العاصمة
المصرية القاهرة، دون تأكيد من مكتبه.
من جهته، أكد محمد بويصير، المستشار السياسي
السابق لحفتر، أن "هناك مباحثات تجرى الآن بقيادة فرنسا للبحث عن بديل
"للمشير" بعدما تأكد أن حالته الصحية لن تسمح له بالعودة إلى تولي
مسؤولياته العسكرية".
وأوضح بويصير، أن "المخابرات الفرنسية مع
بعض أولاد حفتر ومدير مكتبه، لا يريدون رئيس الأركان الحالي، عبد الرازق الناظوري،
ويرشحون اللواء عبد السلام الحاسي، آمر غرفة عمليات "الكرامة" بقوات
حفتر"، مشددا على أن المهم لهم ضمان ولائه"، وفق تصريحات صحفية.
تكذيب "سلامة"
وألمح مستشار حفتر السابق إلى أن "اتصال
المبعوث الأممي غسان سلامة باللواء المتقاعد لا يستند إلى الحقيقة ويضفي شكوكا حول دوره"،
مضيفا: "غسان سلامة مواطن فرنسي، واتصاله المزعوم يأتي في إطار خدمته للجمهورية
الفرنسية لكسب الوقت"، وفق قوله.
وطرحت تصريحات بويصر ومصير حفتر الغامض عدة
تساؤلات حول: من سيخلفه؟ وما الدور الذي تقوم به فرنسا ومصر والإمارات في هذا
الأمر؟
وأكد بويصير في تصريح خاص
لـ"
عربي21"، أن "القاهرة وأبو ظبي ستقومان بمهمة اختيار خليفة جديد
لحفتر، والمطلوب الآن إبعاد الناظوري الذي قد يتعرض لاغتيال".
وحول مستقبل حفتر، قال بويصير من مقر إقامته في
ولاية تكساس: "إن بقي على قيد الحياة وهذا ما أرجوه، سينُقل إلى بيته في
القاهرة ليقضي ما تبقى من عمره"، وفق تقديره.
بديل على خطى "حفتر"
ورأى عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد، أن
"محاولات أطراف خارجية تنصيب بديل عن "حفتر" يتماشى مع وقوف هذه
الأطراف وراء دعمه في حربه التي دمرت بنغازي، لذا هذه الأطراف شريكة لحفتر في حربه
وفي نتائجها وهي تريد التأكد من استمرار نهج الأخير حيا أو ميتا".
وأوضح صهد في تصريحات لـ"
عربي21"،
أنه "لا زالت هذه الأطراف تغامر بعلاقاتها ومصالحها المستقبلية مع الشعب
الليبي، أما بخصوص مكالمة سلامة، فلا يمكنني القول بصحته، وإن كان الأمر غير صحيح فعليه
توضيح دواعي هكذا اتصال وحقيقته وما دار فيه".
مصر والإمارات
من جانبه، أشار أستاذ القانون بجامعة طرابلس،
محمد بارة، إلى أن "حفتر هو شريك وحليف لكل من مصر والإمارات بدون شك، وحتى "لا يذهب تخطيطهما هدرا لابد لهما من إيجاد بديل يسير على نفس النهج".
وأضاف في تعليقه لـ"
عربي21"، أنه
"بالنسبة لتصريح غسان سلامة إذا تبين عدم صحته فقد يكون أدلى به تحت ضغوط
دولية"، حسب قوله.
وقال الإعلامي الليبي، محمد علي، إن
"تصريحات بويصير تمثل فرضية قوية خاصة مع عجز القيادة العامة الرد ببرهنة ادعاءاتها
حول صحة "حفتر" التي تكرر أنها تتحسن، لذا الوضع مربك خاصة في شرق
البلاد وهو ما قد يؤثر على
ليبيا كلها".
وحول مكالمة المبعوث الأممي التي أثارت جدلا،
أوضح: "إذا ثبت أنها مجرد إشاعة، فستكون بمثابة تضليل للرأي العام الليبي بشكل
يتناقض تماما مع قوانين ولوائح الأمم المتحدة"، وفق قوله
لـ"
عربي21".
مكالمة صحيحة
ورفض الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة،
تصريحات بويصير، معتبرا إياه "ينتهز كل فرصة للهجوم على "المشير"
بعدما تأكد أنه لن يكون له دور في عملية الكرامة"، مؤكدا أن "علاج
"المشير" سيظل سريا بالتأكيد وقد يكون في فرنسا أو مصر أو الأردن".
وأكد بوغرارة في حديثه لـ"
عربي21"،
أن "مكالمة "سلامة" قد تكون صحيحة، فلا يمكن أن يراهن بسمعته
الدولية، ولا أحد يجزم بتكذيبها، كون المصاب بالجلطة يمكنه الكلام بشكل عادي، لكن
لازال حوار "سلامة" مع "المشير" سريا في محتواه"، وفق
كلامه.
لكن الناشط الحقوقي الليبي، نبيل السوكني، رأى
أن "مصر وفرنسا يبحثون عن بديل مطيع ومؤيد لهم يتحرك بـ"الريموت
كنترول" مثلما كان "حفتر"، مضيفا
لـ"
عربي21":"وسلامة استهزأ بالليبيين بزعمه الاتصال بحفتر"،
كما قال.
"الحاسي أو
الفرجاني"
وأوضح الناشط السياسي والصحفي الليبي، مختار
كعبار، أن "حفتر" بعد إصابته أصبح غير قادر على أداء مهامه العسكرية أو
حتى الشخصية، و"هو في حكم الميت".
وحول البديل، قال كعبار: "إن هناك طبخة فرنسية
إماراتية للبحث عن بديل، والذي سيكون بالطبع من رجال حفتر والمنصب بين اثنين من
قبيلته الفرجان الأول آمر عملياته عبدالسلام الحاسي والثاني مدير مكتيه عون
الفرجاني وهما أقرب إلى شخصية حفتر".
وتابع لـ"
عربي21": "كونهما من
قبيلة حفتر ربما يكونان أكثر قبولا عند العسكريين، مع الإبقاء طبعا على دور لخالد
حفتر وترقيته وإبقاء "الناظوري" في منصبة ترضية لقوات الصاعقة وقبيلة
العواقير التي تؤيده"، حسب تقديراته.