مع تلويح دول غربية بالانضمام للولايات المتحدة
من أجل توجيه ضربة عسكرية للنظام
السوري على خلفية ارتكابه لمجزرة دوما
بالسلاح الكيماوي يثار تساؤل عن الموقف التركي من الضربة الامريكية حال وقوعها وكيف سيتعامل الأتراك معها في ظل وجود تفاهمات مع الروس على الوضع في سوريا.
وهدد الرئيس الأمريكي ترامب، الأربعاء،
روسيا
برد قادم على الهجوم الكيميائي الذي وقع في دوما، قائلا: "استعدي يا روسيا لأن
الصواريخ قادمة.. صواريخ جميلة وجديدة وذكية".
وكان ترامب تعهد قبل ذلك يوم الاثنين باتخاذ
قرار بشأن الرد على هجوم "دوما" الكيميائي في غضون 24 إلى 48 ساعة (دون
تحديد طبيعة الإجراء).
من جانبه أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الخميس، في كلمة له خلال افتتاح خط مترو أنفاق في العاصمة أنقرة عن "استياء
بلاده من تحويل بعض الدول التي تغتر بقوتها العسكرية، الأراضي السورية إلى مسرح
للصراع".
وأوضح أردوغان فى إشارة منه إلى أمريكا
وروسيا: "يخطئ كل من يدعم نظام
الأسد
المجرم كذلك يخطئ من يدعمون تنظيم ب ي د الإرهابي، أما نحن فسنواصل مواجهة كلا
الخطأين حتى النهاية".
المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان قال إن
"
تركيا تترقب رحيل الأسد لكن الضربة الأمريكية يترتب عليها مضاعفات سلبية
كبيرة قد تصل إلى حرب إقليمية أكبر من نطاق سوريا"، مضيفا أن "هذه
التبعات هي ما يمثل مخاوف تركيا".
وأضح أوزجان لـ"
عربي21" أن
"تركيا تقف مع مطلب رحيل بشار الأسد لكن لديها تخوفات وتحفظات تجاه ضربة
أمريكية في سوريا".
واستبعد أوزجان أن يتم استخدام قاعدة "إنجرليك"
التركية في توجيه ضربات داخل سوريا وقال "إن تركيا لم تتلق طلبا حتى الآن على
الأقل بخصوص القاعدة وأتوقع ان تستخدم القطع البحرية إلى جانب قاعدة العديد بقطر في
هذا المجال ولا أعتقد أن تركيا ستسمح بذلك".
وأكد أوزجان أن تركيا لديها مشاركة فاعلة في
منصة سوتشي ولذلك بروسيا وتربطها علاقات قوية ولا تريد أن تخسرها وتعمل على
الاحتفاظ بعلاقتها بموسكو وتتمنى أن يزول نظام الأسد لأن في زواله خير لكل الأطراف
وبقائه يزيد من تعقيدات الموقف إقليميا".
في المقابل يرى المؤرخ التركي مفيد يوكسل أن
"موقف تركيا حرج ومشتت حيث تقع ما بين أمريكا وروسيا"، موضحا أن
"أمريكا تهدف من خلال الضربة المتوقعة في سوريا إلى ضرب إيران وتدميرها وهو
ما لن يصب في مصلحة الإقليم بكاملة ومنه تركيا".
وأوضح يوكسل لـ "
عربي21" أن تدمير
إيران سيعود بالضرر على السعودية نفسها ودول الخليج وليس تركيا وحدها.
وأكد أن "استمرار وتضخم التواجد الأمريكي في
المنطقة والضربة الأمريكية على سوريا هي شر كبير يحتم على تركيا اليوم أن تعمل
بكامل طاقتها للحيلولة دون ذلك من أجل مستقبل الشعوب المظلومة".
يذكر أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في
معرض تعليقه على الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا، قال إنّ الدول دائمة
العضوية في مجلس الأمن الدولي تهدد بعضها البعض عبر تويتر.
وتساءل يلدريم عمّا إذا كان العالم والمنطقة
سيتفرجان على مشاحنات تلك الدول، وعلى سقوط ملايين الضحايا.