طرح فوز عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري برئاسة المجلس، عدة تساؤلات وتكهنات حول المستقبل السياسي لحزب العدالة والبناء وجماعة الإخوان في ليبيا، والذي يشغل "المشري" عضويتهما.
وفاز المشري، عبر الجولة الثانية من الانتخابات التي أجريت بالاقتراع السري المباشر، في طرابلس، بواقع 64 صوتا أمام منافسه الرئيس السابق للمجلس، عبدالرحمن السويحلي، بعدما تنافس على المنصب 4 مرشحين.
"عداوة" حفتر
وشغل المشري عضوية المؤتمر الوطني العام السابق (أول مؤسسة تشريعية منتخبة في ليبيا)، ثم أصبح عضوا في مجلس الدولة، بالإضافة إلى كونه قياديا في حزب العدالة والبناء، وهو من أشد المناوئين للواء خليفة حفتر، وللعملية العسكرية "الكرامة".
وطرح فوزه وردود الفعل حوله، عدة تساؤلات، من قبيل: هل فشلت حملات "التشويه" ضد إخوان ليبيا في إقصائهم عن المشهد؟ وكيف سيكون تعاطي الرئيس "الإخواني" مع البرلمان الليبي ومع حفتر؟
تغيير ونضج سياسي
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة الليبي، موسى فرج، أن "ما حدث في انتخابات الرئاسة يجب التوقف عنده والتمعن في دلالته، كونه درسا هاما في ترسيخ أهم مبادئ الديمقراطية المتمثل في ممارسة التداول السلمي على السلطة وبكل شفافية".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "الانتخابات كانت إجابة كافية لكل من اتهم المجلس بأنه يسيطر عليه شخص، كما يدل على الوعي والنضج السياسي لدى المجلس أعضاء ورئاسة، وأن التغيير من شأنه أن يوفر مناخا جديدا ويفتح آفاقا للعمل السياسي"، حسب قوله.
انفتاح
وحول مستقبل المجلس ورئيسه الجديد، قال فرج: "المجلس سيبني على ما تحقق في الفترة الماضية خلال الرئاسة السابقة من تمسك بالثوابت الوطنية وأهداف ثورة فبراير في بناء الدولة المدنية، وسيواصل المجلس الانفتاح على المستوى الوطني والإقليمي والدولي".
ورأى الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، أن "ما حدث أمر جيد كونه يعد تداولا سلميا على السلطة، لكن كيف سيكون مستقبل الإخوان؟ السياسي هذا هو الأهم".
وأضاف في تعليقه لـ"عربي21"، أن "دلالة فوز عضو، محسوب على التيار الإسلامي، يؤكد أن الإخوان لازالوا طرفا في المشهد السياسي، وما حدث كله يدخل في سياق تغير "ديناميكي" في مسار حزب "العدالة والبناء"، كونه لا توجد خصومة دائمة ولا مصالحة دائمة"، وفق تعبيره.
انتخابات "قطر"
لكن الكاتب والباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل، أشار من جانبه؛ إلى أن "ما حدث تداول سلمي صحيح وإن كان على الطريقة الإيرانية، يعني نفس الفئة والتوجه، فالسويحلي هو المشري، كما أن "قطر" كان لها دور في هذه الانتخابات بضمان مستقبل السويحلي"، حسب زعمه.
وقال في تصريحات لـ"عربي21"، إن "الفيصل الآن هو موقف الرئيس الجديد من "حفتر" ومن البرلمان، خاصة أن مشري يمثل جناح الصقور في الإخوان والحزب، فهل سيغلب هذا الجناح أم سيفوقه جناح الحمائم بقيادة رئيس الحزب، محمد صوان".
مستقبل الإخوان
وحول دلالة الفوز، أكد عقيل، أن "الإخوان عادوا بقوة إلى المشهد، وهم لم يختفوا أصلا، وأن حملات التشويه ضدهم لم تقم على استطلاعات رأي صحيحة، لذا من الصعب تقييم نتائجها، لكن الحقيقة أن نجاحات الإخوان أكبر من إخفاقهم، فإن كانوا فشلوا في مصر فقد نجحوا في تونس وتركيا والمغرب، وهم تنظيميا أقوى وأفضل من أحزاب اليسار والليبرالية"، كما قال.
ورأى المحلل السياسي الليبي المقيم في الدوحة، أسامة كعبار، أن "هذه الانتخابات ليست بالحدث الكبير أو المؤثر، إلا أن صورة التداول السلمي، تعتبر صورة إيجابية تساهم فى ترسيخ التدافع الحضاري".
اقرأ أيضا: المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتخب رئيسا جديدا
وأضاف كعبار: "ومن حيث الدلالة السياسية فإن مهام المجلس استشارية فقط، ومع نهج "العدالة والبناء" المتماهي جدا مع مشاريع "الثورة المضادة"، فإنه سوف يتم استغلاله كمحلل لأحداث سياسية قادمة، سيكون شعارها تجاوز كل ما هو قانوني أو خضع لتوافقات"، وفق رأيه.
قوة "العدالة والبناء"
وأكد عضو حزب "العدالة والبناء"، المبروك الهريش، أنه "ربما يكون فوز المشري بارقة أمل للتقارب بين الأطراف السياسية خاصة بعد تصريحات رئيس الحزب الأخيرة المنفتحة".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "عضوية المشري في "العدالة والبناء" تعني أن خلفه مؤسسة سياسية ناضجة تملك القدرة على المبادرات واللقاءات مما سيسهم في حلحلة الأزمة السياسية الحادة التي تمر بها ليبيا"، حسب تقديره.
إحراج البرلمان
في حين قال الإعلامي الليبي، ياسين خطاب، إن "استمرار الانتخابات بداخل مجلس الدولة رغم المآخذ عليه، هو مؤشر صحي، وهو ما قد يؤسس لأعراف أكثر ديمقراطية داخل المؤسسات السياسية، ويحرج مجلس النواب ورئاسته".
وتابع: "وعلاقة المشري بالعدالة تنبئ بسلوك سياسي قد يكون أكثر حسما في مشاورات البرلمان مع مجلس الدولة، لاسيما في ظل وضوح موقف "العدالة" من العملية السياسية في الآونة الأخيرة، ووقوفه خلفها بكل ثقل الحزب"، كما قال لـ"عربي21".
هل سينجح إسلاميو الأردن في تغيير قانون الانتخاب؟
"السراج" يطلق عملية عسكرية جديدة.. هل يقصد "حفتر" أم "داعش"؟
شراء أصوات بمبالغ صادمة للفوز بمقعد في البرلمان العراقي