كشفت "القيادة
الموحدة" في
القلمون الشرقي عن نتائج الاجتماع الأول التحضيري الذي عقدته
القيادة الممثلة عن فصائل المنطقة مع الجانب الروسي، أمس الأحد.
وبحسب بيان صادر عن
القيادة الموحدة، واطلعت عليه "
عربي21"، فإن المجتمعين اتفقوا على
"العمل والسعي لإيجاد حل يؤدي إلى تحييد المدن والأهالي عن أي حرب أو تهجير
أو دخول جيش
النظام، وتشكيل لجنة مشتركة للمنطقة من عسكريين ومدنيين، وإلزام أي
فصيل لا يوافق بما يتم التوصل إليه في المفاوضات، والاتفاق على قيام كل طرف بجلب
رؤيته في الجلسات القادمة بهدف الوصول إلى نقاط تفاهم".
وقبل أيام قليلة، هددت
روسيا فصائل الجيش الحر في القلمون الشرقي، بتسليم السلاح للنظام السوري أو مغادرة
القلمون الشرقي، ما دفع بالفصائل المتواجدة في هذا الجيب المحاصر القريب من دمشق
إلى تشكيل "القيادة الموحدة" لإدارة عملية التفاوض مع الروس.
في هذا الوقت، أشار
الناطق الإعلامي باسم "قوات الشهيد أحمد العبدو" أحد أكبر فصائل القلمون
الشرقي، فارس المنجد، إلى أن الاجتماع أتى بعد تهديدات روسية، معتبرا أن
"روسيا تفاوض الفصائل على حياة المدنيين".
وأكد في حديثه
لـ"
عربي21" أن الفصائل زودت الروس بموقفها المبدئي الرافض للتهجير القسري
من المنطقة، وطالبت بفرض هدنة تحول دون دخول المنطقة المكتظة بالمدنيين الذين يقدر
عددهم بنحو 80 ألف مدني.
وبحسب المنجد، فإن
المدنيين يخشون دخول جيش النظام إلى المنطقة، ما دفعهم إلى مطالبة الفصائل بعدم
الانسحاب من المنطقة وتسليمها للروس.
وفي السياق ذاته، أوضح
المنجد أن تقدم تنظيم الدولة في البادية ووصوله إلى شرق حمص (مطار السين،
القريتين) مجددا، خلط الأوراق، وعلق على ذلك بقوله: "وهذا ما أعاق اجتياح
النظام الذي كان يعد له في القلمون الشرقي".
وتابع بقوله: "حاليا ليس من مصلحة روسيا ولا النظام فتح معركة في هذه المنطقة والتنظيم بات
على مشارفها".
وفي السياق ذاته، أشار
الباحث السوري أحمد السعيد إلى البيئة الجغرافية الوعرة في القلمون الشرقي التي
تمنح الفصائل حيزا من المناورة في هذه المنطقة على خلاف مناطق المعارضة الأخرى،
وخصوصا في الغوطة الشرقية.
وأوضح في حديث مع
"
عربي21" أن فصائل القلمون الشرقي من الفصائل التي قارعت النظام بقوة
منذ سيطرتها على هذه المناطق في أعوام الثورة السورية الأولى، مستفيدة من البيئة
والجغرافيا المعقدة.
وبناء على ذلك يعتقد
السعيد أن النظام لن يجازف بفتح جبهات هذه المنطقة التي قد تكلفه الكثير من
الخسائر، لكنه قد يلجأ وبدعم روسي إلى قصف مدن وبلدات هذه المنطقة للضغط على
الفصائل، وفرض واقع معين عليهم.
ويبدو جليا أن ما يجري
في القلمون الشرقي وفي بلدات "يلدا وببيلا وبيت سحم" جنوب دمشق وما جرى
في الغوطة الشرقية يأتي في إطار سعي النظام السوري لإنهاء أي وجود لفصائل المعارضة
في جيوب حول دمشق.