قالت صحيفة سوفوت الفرنسية إن اللاعب المصري
محمد صلاح الذي خرج من صلب عائلة فقيرة ليصل إلى أبواب الشهرة في أوروبا. أكدت الانتخابات التي جرت في مصر بأنه يحظى
بتأييد ودعم كبيرين من قبل المصريين، حتى في
صناديق الاقتراع.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن محمد صلاح أحرز حوالي مليون صوت في الانتخابات المصرية رغم
غيابه عنها. وعموما، يحظى "فرعون مصر" بتأييد من قبل المشجعين سواء كان
ذلك في مصر أو في ليفربول.
وتظهر "الإحصائيات المذهلة" أن للاعب
المصري مكانة مرموقة في نادي ليفربول، حيث سجل حوالي 37 هدفا خلال هذا الموسم. كما
ينتظر تحديات كبرى أمام نادي مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا من أجل إثبات أنه
قادر على المضي بفريقه إلى أدوار متقدمة.
وتحدثت عن رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي،
الذي "تمكن من تذوق النصر في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها بأغلبية
ساحقة. وفي بداية الأمر، انزعج السيسي بسبب عزوف المصريين عن التصويت، والذي كان
في حدود 58.5 بالمائة. وفي وقت لاحق، غضب السيسي بسبب الحضور المفاجئ لصلاح في
قائمة المرشحين عن طريق إضافة الناخبين لاسمه".
وعلى هذا النحو، حصل صلاح على قرابة المليون
صوت ليتفوق بذلك على المرشح الرئاسي، موسى مصطفى موسى، الذي تحصل على قرابة 600
ألف صوت.
وذكرت الصحيفة أن التصويت لصالح نجم الكرة
المصرية محمد صلاح، يعكس عدم ثقة فئة من الشعب المصري في الديكتاتور المصري. لكنه
يبرز الحب الذي يكنه المصريون لصلاح، الذي يتربع على عرش البطولة الإنجليزية،
والذي مكن منتخب بلاده من الوصول إلى كأس العالم بعد غيابه عنه منذ سنة 1990.
وأوردت أن صلاح نشأ في عائلة فقيرة في دلتا
النيل. وكان يستقل ثلاث حافلات من أجل الالتحاق بالتدريبات مع فريق "المقاولون
العرب". ولم يلعب صلاح لفائدة قطبي الكرة المصرية الأهلي المصري والزمالك؛
مما جعله يحظى بحب المصريين باختلاف أطيافهم.
ونوهت الصحيفة بالدور الإنساني الذي يلعبه، حيث
قدم تبرعات لفائدة مستشفى أطفال قدرت بقرابة 560 ألف يورو وساند حملة الأمم
المتحدة ضد العنف وعدم المساواة تجاه المرأة. وقد قوبلت هذه المبادرات بالتأييد من
قبل المشجعين، سواء في مصر أو في ليفربول.
وبينت أن بانتظاره مهمة كبيرة للقيام بها، من
أجل الحفاظ على مكانته الحالية والتربع على عرش الكرة الأوروبية؛ خاصة وأنه يعد
الهداف الأول في البطولة الإنجليزية بقرابة 29 هدفا. وستجعله هذه العوامل يسير بخطى
ثابتة نحو لقب الحذاء الذهبي.
وتتضاعف حصيلة صلاح من الأهداف في جميع
المسابقات منذ بداية الموسم مع فريق الحمر لتصل إلى حوالي 37 هدفا، أي بمعدل هدف
خلال كل مباراة. ويتفوق فقط البرتغالي كريستيانو رونالدو أمام الفرعون، برصيد 39
هدفا.
وتحدثت عن رأي مدرب ليفربول الألماني، يورجن
كلوب، حول هذه الموهبة المصرية. وصرح يورجن أن "صلاح فاجأه من خلال قدرته على
التأقلم داخل الفريق، منذ مباراته الأولى في الموسم ضد واتفورد، خاصة وأنه لعب
أفضل من الجميع وكان أكثر نضجا مقارنة بالتجارب السابقة". وتمكن محمد صلاح من
تسجيل رباعية خلال مباراة العودة ضد واتفورد، ليعادل رصيد هاري كين في ترتيب
الهدافين.
وأفادت أن التجربة التي خاضها اللاعب المصري في
إيطاليا مع كل من فيورنتينا وروما، كان لها الأثر البالغ في تألقه المتواصل مع
نادي ليفربول؛ خاصة بعد تمازج أسلوبه مع زميليه ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو. في
المقابل، لم تقنع تجربته الأولى مع نادي تشلسي، مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو
كثيرا.
وأوردت أن مدرب المنتخب المصري، هيكتور كوبر،
والمدرب الألماني، يورجن كلوب، يتفقان حول جدارة صلاح في الجلوس على طاولة الكبار
مع كل من كريسيانو رونالدو وليونيل ميسي. وأكد كلوب "أنه لا يعتقد أن صلاح أو
أي لاعب آخر يحبذ مقارنته مع ليونيل ميسي، نظرا لما قدمه هذا اللاعب منذ سنوات.
لكن من المؤكد أن محمد صلاح يتقدم بشكل رائع".
واعتبرت الصحيفة أن مجرد طرح هذه المقارنة
يحملنا بالضرورة إلى الحديث عن الهيمنة الثنائية لميسي ورونالدو على عرش كرة
القدم، وتقديم صلاح من قبل الجميع على أنه بديل محتمل لهاذين اللاعبين. في
الأثناء، شهدنا نفس الأمر في الانتخابات المصرية.
ونقلت عن المدرب الألماني قوله إن "التحول
الإيجابي في مردود صلاح كان انطلاقا من الهدف الذي سجله الفرعون المصري أمام منتخب
الكونغو عن طريق ضربة جزاء. وقد منحه هذا الهدف شحنة معنوية مكنته من الوصول إلى
القمة". وواصل كلوب أنه "لا يمكن الجزم بأن هذه اللحظة هي سبب تسجيل
صلاح لثلاثين هدفا. لكن، هناك ما يعرف بنقطة التحول".