قال الرئيس التركي رجب
طيب أردوغان، إنّ القمة الثلاثية التي عقدها الأربعاء مع نظيريه الروسي، والإيراني،
شهدت مشاورات "من شأنها إنارة درب المرحلة القادمة".
وجاءت تصريحات أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك الأربعاء مع نظيريه الإيراني والروسي، في العاصمة أنقرة، حيث أوضح أنّ "الشعب السوري
هو الطرف الخاسر من الأزمة والاشتباكات الدائرة في بلاده، وأنّ الطرف الرابح فهو
معروف من قِبل الجميع".
وأكّد أردوغان أنّ الهدف من
القمة الثلاثية "هو إعادة إنشاء وإحياء سوريا يسودها السلام في أقرب وق، داعيا
المجتمع الدولي لدعم الجهود الرامية الى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا".
وفيما يتعلق بالتطورات
الحاصلة في الشمال السوري، قال أردوغان: "لن نسمح بأن يخيّم الظلام
والسوداوية على مستقبل سوريا والمنطقة نتيجة تسلّط عدد من التنظيمات الإرهابية".
وأضاف:
"وحدة التراب السوري لا غنى عنها بالنسبة لنا، وتركيا على استعداد للعمل مع
روسيا وإيران لجعل تل رفعت، منطقة مؤهلة كي يعيش فيها إخواننا السوريون".
وفي هذا السياق قال
أردوغان: " أي عقلية لا تقبل بتطابق أهداف تنظيم الدولة و "ب ي د/ ي ب
ك"، لا يمكنها خدمة السلام الدائم في سوريا".
وأكّد أردوغان أنّ
بلاده لن تتوقف حتى يستتب الأمن في جميع المناطق التي يسيطر عليها المسلحون
الأكراد الذين تصنفهم أنقرة تنظيما إرهابيا، وعلى رأسها منبج.
وشدد على ضرورة
الإسراع في التوصل إلى تسوية للأزمة السورية، منوّها إلى وجوب عدم إضاعة الوقت
"لأن الناس يموتون هناك"، مجددا تأكيده على أنّ مسار أستانا ليس بديلا لمحادثات جنيف، إنما هو متمم لها.
اقرأ أيضا: قمة أنقرة لـ"الدول الضامنة" تقدم رؤيتها لحل أزمة سوريا
أما الرئيس الإيراني فقال
في كلمته إن بلاده ت"ريد من الجميع الاعتراف بوحدة تراب سوريا وسيادتها الوطنية".
واعتبر روحاني أنه "ليس
من حق أي دولة اتخاذ قرار بشأن مستقبل سوريا، مشيرا إلى أن مستقبل سوريا يخصّ الشعب السوري فقط".
وبيّن أن بإمكان الشعب
السوري "اتخاذ القرار بشأن مستقبله الخاص عبر المشاركة في انتخابات حرّة والمطالبة
بإصلاح دستوري".
من جهته قال الرئيس
الروسي إن تركيا، وروسيا، وإيران "تؤكد على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، موضحا أنه أنه تناول
مع أردوغان وروحاني، "الجوانب الرئيسية للوضع في سوريا، بالإضافة إلى تبادل وجهات
النظر حول التوصل إلى تسوية دائمة في البلاد".
وأشار بوتين الى تحقيق
تفاهمات مهمة مع كل من أردوغان وروحاني خلال القمة، مضيفا أن البيان الختامي يتضمن
ذلك.
ولفت بوتين إلى وجود
بعض الأطراف في سوريا تسعى إلى إثارة صراعات مذهبية وعرقية، وإدامة الصراعات
المتواصلة في منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات.
وأضاف أن الدول
الثلاثة عازمة على تعزيز التعاون فيما بينها على كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن مسار
أستانا أثبت مدى أهمية وفعالية ذلك.
وتابع أنه بفضل تعاون
الدول الثلاث، تم خفض العنف في سوريا بشكل كبير، وتم دحر القوة الرئيسية لتنظيم الدولة،
فضلا عن إلحاق خسائر بالقوى العسكرية "للمنظمات الإرهابية الأخرى".
وشهدت أنقرة اليوم
أعمال القمّة الثلاثية حول سوريا، وذلك بعد حوالي 4 شهور من قمّة مماثلة بمدينة
سوتشي الروسية (22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017).
يذكر أن البيان
الختامي للقمة أكد على استمرار وقف إطلاق النار داخل سوريا والكف عن انتهاكه، وعلى
وحدة التراب السوري.
أردوغان وبوتين يستعرضان أبرز ما دار في محادثاتهما بأنقرة
أردوغان وبوتين يضعان حجر أساس لمحطة طاقة نووية في تركيا
روحاني يتوجه لتركيا للمشاركة في قمة ثلاثية مع بوتين وأردوغان