أجرى المحرر في مجلة "ذا أتلانتك" جيفري غولدبيرغ مقابلة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهذا أبرز ما جاء في المقابلة، من موضوعات ناقشها غولدبيرغ مع ولي العهد السعودي، بحسب ما ترجمته "عربي21":
الإسلام
قال ابن سلمان إن الله لم يطلب منا سوى نشر كلمة الإسلام للعالم، وعدم ارتكاب الآثام، أما الآن فلدينا "مثلث الشر"، الذي يريد بناء الخلافة ومجد "الإمبراطورية الإسلامية"، "إلا أن الله لم يطلب منا عمل هذا، كل ما طلبه منا هو نشر الكلمة وقد تحقق هذا.. ولم يعد من واجبنا القتال لنشر الإسلام، إلا أن مثلث الشر يريد التلاعب بالمسلمين"، ويذكرهم بواجب بناء "الإمبراطورية الإسلامية".
الإخوان المسلمون
وقال ولي العهد السعودي في هذا الشأن: "يريدون استخدام النظام الديمقراطي لحكم البلدان وبناء خلافة ظل في كل مكان، وبعدها تحويلها إلى إمبراطورية مسلمة.. والطرف الثالث هم الإرهابيون –تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة- الذين يريدون استخدام القوة، وكان قادة تنظيمي القاعدة والدولة أعضاء في جماعة الإخوان، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري".
الوهابية
قال ابن سلمان: "أولا عرّف لنا ماذا تقصد بالوهابية، فنحن لا نعرفها.. لا أحد يمكنه تعريف الوهابية، ولا يوجد وهابية ولا نؤمن بها، فلدينا في السعودية سنة وشيعة".
وأضاف: "يقوم مشروعنا على الناس والمصالح الاقتصادية، لا مصالح أيديولوجية توسعية".
الحرب الباردة
وأشار ولي العهد إلى أن السعودية أجبرت قبل 1979 على العمل مع أي جهة، وكان منهم الإخوان المسلمون، "الذين مولناهم في السعودية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية مولتهم".
وقال: "لو عدنا للوراء لفعلنا الشيء ذاته؛ لأننا كنا نتعامل مع خطر أكبر.. وتذكر أن أحد الرؤساء الأمريكيين وصفهم بمقاتلي الحرية"، في إشارة إلى وصف رونالد ريغان بالمجاهدين الأفغان.
تمويل الإرهاب
وتحدث ابن سلمان عن تمويل الإرهاب، قائلا: "عندما يتعلق الأمر بتمويل الجماعات المتطرفة أتحدى أي أحد بتقديم دليل يقول إن السعودية دعمت الجماعات المتطرفة، لدينا الكثيرون في السجون؛ ليس لتمويلهم الإرهاب فقط، بل دعمه أيضا"، وقال: "جزء من مشكلتنا مع قطر هي أننا لم نسمح لهم باستخدام نظامنا المالي لجمع المال من السعودية وتقديمه للمنظمات المتطرفة".
العلاقة مع قطر
وقال عن العلاقة مع قطر إنها "يجب أن تعود يوما ما، ونأمل أن يتعلموا الدرس سريعا، وهذا يعتمد عليهم".
خامنئي
وقال ابن سلمان: "لم يفعل هتلر ما يحاول المرشد الأعلى القيام به، إنه يحاول غزو العالم، ويعتقد أنه يملكه، وكلاهما شخصان شريران، وهو هتلر الشرق الأوسط، وفي العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي لم ير أحد خطورة هتلر، فقط بعض الناس، حتى حدث ما حدث، ولا نريد رؤية ما حدث في أوروبا يتكرر في الشرق الأوسط، ونريد وقف هذا من خلال التحركات السياسية والاقتصادية والاستخباراتية، ونريد تجنب الحرب".
شيعة السعودية
ولفت ولي العهد إلى أن الشيعة في السعودية يعيشون بشكل عادي، "مشكلتنا هي أننا لا نعتقد بحقهم (الإيرانيين) بالتدخل في شؤوننا الداخلية".
النظام الإيراني
ويقول ابن سلمان في هذا السياق: "لا نعلم إن كان النظام سينهار، فهو ليس الهدف، وإن حدث فإن هذا جيد، ولدينا سيناريو حرب اليوم في الشرق الأوسط، ويجب أن نأخذ القرارات المؤلمة الأن؛ لتجنب قرارات مؤلمة لاحقا".
اليمن
وقال فيما يتعلق باليمن: "أولا علينا أن نعود للأدلة الحقيقية والبيانات الحقيقية، فاليمن لم يبدأ بالانهيار في عام 2015، بل عام 2014، وهذا قائم على تقارير الأمم المتحدة، حيث حدث انقلاب عسكري عام 2015 ضد الحكومة الشرعية في اليمن، ومن الجانب الآخر حاول تنظيم القاعدة التحرك لخدمة مصالحه ونشر أفكاره، وقاتلنا للتخلص من المتطرفين في سوريا والعراق، لكنهم بدأوا باللجوء لليمن، ومن الصعب التخلص من المتطرفين في اليمن أكثر من العراق وسوريا، وتركزت حملتنا على مساعدة الحكومة الشرعية وتحقيق الاستقرار".
المرأة
وتحدث عن المرأة قائلا: "أدعم السعودية، ونصف سكانها من النساء، ولهذا أدعمهن.. هناك أشكال عدة للمساواة، وفي السعودية يدفع للمرأة ما يدفع للرجل ذاته".
ولاية الرجل
قال ابن سلمان إن "هناك الكثير من العائلات المحافظة في السعودية، وهناك الكثير من العائلات المنقسمة على نفسها، وبعضها يريد التسلط على أفرادها، وبعض النساء لا يردن سيطرة الرجال عليهن، وهناك عائلات ليست مهتمة، وهناك عائلات منفتحة وتمنح بناتها ما يردن، ولو أجبت بنعم فسأقوم بخلق مشكلات للعائلات غير الراغبات بمنح الحرية لبناتهن، ولا يريد السعوديون خسارة هويتهم، لكنهم يريدون أن يكونوا جزءا من الثقافة العالمية، ونريد دمج ثقافتنا بالهوية العالمية".
دوله يهودية
اعترف ابن سلمان بحق اليهود بدولتهم إلى جانب الفلسطينيين، مستدركا بأنه "يجب علينا تحقيق اتفاقية سلام؛ للتأكد من استقرار الطرفين، وقيام علاقة طبيعية".
وقال: "لدينا قلق حول مصير الحرم القدسي الشريف في القدس وحقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما لدينا، وليست لدينا معارضة ضد الشعب الآخر".
معاداة السامية
وقال ولي العهد السعودي: "ليست لبلدي مشكلة مع اليهود، وقد تزوج نبينا امرأة يهودية، لم تكن صديقة، بل تزوجها، وكان جار نبينا يهوديا، وتجد الكثير من اليهود في السعودية جاءوا من أمريكا وأوروبا، وليست هناك مشكلات بين المسيحيين والمسلمين واليهود، لدينا مشكلات مثل التي تجدها في أماكن أخرى من العالم، بين بعض الناس، وهي المشكلات ذاتها".
وتحدث عن إسرائيل قائلا: "إسرائيل لديها اقتصاد قوي مقارنة مع حجمها، وهو اقتصاد متطور، بالطبع هناك الكثير من المصالح التي نشترك فيها مع إسرائيل، ولو حدث سلام فستكون هناك مصالح كثيرة بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي، ودول مثل مصر والأردن".
الحرية
وقال ابن سلمان: "في السعودية يمكنك عمل ما تريد في التجارة، وفي أي عمل ومشروع تريد تطويره، وهناك أيضا معايير مختلفة لحرية التعبير، وفي السعودية هناك ثلاثة خطوط حمراء، وغير هذا يمكن لأي شخص الكتابه والتحدث بما يريد، لكن يجب ألا يتجاوز هذه الخطوط، وهذه الخطوط لا تقوم على مصلحة الحكومة، بل تهدف إلى مصلحة الشعب؛ الخط الأول هو الإسلام، فيجب ألا تكتب ما يشوهه، الخط الثاني، في أمريكا يمكنك مهاجمة شخص أو شركته، وزير أو وزارته، لكن في السعودية يمكنك الهجوم على الوزارة والحكومة وليس الشخص؛ لأن ثقافة السعوديين تحظر هذا وتفضل ترك الجانب الشخصي بعيدا، وهذا جزء من الثقافة السعودية، أما الخط الثالث فهو الأمن القومي، فنحن في منطقة ليست محاطة بكندا والمكسيك والمحيط الأطلسي والهادئ، فلدينا تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة وحركة حماس وحزب الله والنظام الإيراني، وحتى قراصنة، لدينا قراصنة يقومون باختطاف السفن، وأي شيء يمس الأمن القومي لا يمكننا المخاطرة به في السعودية، ولا نريد أن يحدث في السعودية ما حدث في العراق، في السعودية للناس الحرية في عمل ما يريدون، فلا نقوم بحجب (تويتر) أو الدخول لمنابر التواصل الاجتماعي، (فيسبوك) و(سنابتشات)، وأي منبر آخر، وكلها مفتوحة أمام السعوديين، ولدينا أعلى نسبة في العالم لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي إيران يمنعون وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك في دول أخرى، والسعوديون أحرار للدخول إلى أي منها حول العالم".
تفاصيل مقابلة ابن سلمان المثيرة عن إسرائيل وإيران والمنطقة
الغارديان: كيف تتخلص بريطانيا من عارها في اليمن؟
إيكونوميست: ما سر اهتمام السعودية بالعراق؟