وصلت السبت، القافلة الحادية العاشرة من مُهجري غوطة دمشق الشرقية المحاصرة من النظام السوري وداعميه، محافظتي إدلب وحلب شمال البلاد، في حين يهدد النظام السوري بدخول دوما التي يقوم فصيل جيش الإسلام المسيطر عليها بالتفاوض مع روسيا عبر الأمم المتحدة لوقف حملة النظام على المدينة.
وضمت القافلة 6 آلاف و395 شخصا من مقاتلي المعارضة السورية وعائلاتهم، والمدنيين الراغبين في مغادرة الغوطة.
وتكونت القافلة من 129 حافلة، ورافقتها عربات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري المرتبط بالنظام.
وضمت القافلة التي غادرت الغوطة أمس، جرحى ومرضى في حالة خطرة.
اقرأ أيضا: أهالي إدلب يتضامنون مع نازحي الغوطة.. كل شيء بالمجان
وامتلأت مراكز الإيواء المؤقتة في حلب وإدلب عن آخرها، ما أدى لتسكين القادمين الجدد في المدارس والمساجد.
ووصل عدد المهجرين منذ بدء التهجير القسري من الغوطة الشرقية في 22 آذار/ مارس الجاري إلى أكثر من 43 ألف شخص.
النظام يهدد بدخول دوما
في سياق متصل، أعلنت قيادة جيش النظام السوري السبت، إثر انتهاء عمليات الإجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، مواصلتها القتال لاستعادة مدينة دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
اقرأ أيضا: جيش الإسلام "متفائل" وينفي الانسحاب.. وتحضير لقافلة جديدة
وأوردت قيادة الجيش في بيان بثه الإعلام الرسمي: "أنجزت تشكيلات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة عمليتها العسكرية واستعادت السيطرة على جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية، في الوقت الذي تواصل فيه وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما لتخليصها من الإرهاب"، وفق تعبيره.
النظام يعلن السيطرة الكاملة
وأعلن الإعلام الرسمي للنظام السوري، السبت أن المنطقة باتت "خالية" من الفصائل المعارضة، وأن القوات النظامية تمكنت من السيطرة الكاملة على الغوطة الشرقية، عدا مدينة دوما.
وأوردت وكالة الأنباء التابعة للنظام أنباء عن "إخراج الدفعة الأخيرة من المقاتلين وعائلاتهم من بلدات جوبر وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية إلى إدلب"، لتعلن إثر ذلك هذه البلدات "خالية من الإرهاب"، وفق تعبيرها.
ولا يزال مصير دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، معلقاً في انتظار نتائج مفاوضات مستمرة مع روسيا.
ونقل تلفزيون النظام السوري عن ضابط برتبة لواء عند ممر عربين فور خروج الحافلات قوله، إن "معركة الغوطة انتهت".
وأضاف: "نعلن انتصارا مدويا"، مشيرا إلى "انتصار استراتيجي" و"نقطة تحول" في مسار الحرب في سوريا، وفق قوله.
وتابع: "ما بعد الغوطة غير ما قبلها ويؤسس للنصر الكبير على كامل الأراضي السورية".
ومع إخلاء بلدات عربين وزملكا وعين ترما من مقاتلي فيلق الرحمن، بات جيش النظام السوري يسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، منذ بدئه هجوما عنيفا عليها في 18 شباط/ فبراير، تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتعد خسارة الفصائل المعارضة للغوطة الشرقية حيث كان يعيش نحو 400 ألف شخص ضربة موجعة هي الأكبر منذ خسارة مدينة حلب نهاية العام 2016.
ويشكل تقدم جيش النظام في معظم أجزاء الغوطة الشرقية عامل ضغط إضافيا على فصيل جيش الإسلام في دوما، الذي لطالما كرر قياديوه منذ بدء المفاوضات مع روسيا، رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم إلى أي منطقة أخرى.
وقال الناطق العسكري باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار، إن "المفاوضات جارية للبقاء في المنطقة.. ولم نصل لاتفاق بعد".
وأضاف: "نرفض الخروج والتهجير جملة وتفصيلاً"، موضحا أن "هذا مطلب أساسي في المفاوضات".
ويتوقع محللون ألا يكون مصير دوما مختلفا عن بقية بلدات الغوطة الشرقية.
ومنذ عام 2012 تحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية التي يعيش فيها قرابة 400 ألف مدني، ويشن النظام وداعموه، منذ أسابيع، حملة عسكرية هي الأشرس على هذه المنطقة.
وأصدر مجلس الأمن الدولي، في 24 شباط/ فبراير الماضي، قرارا يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، ورفع الحصار، وإيصال المساعدات الإنسانية، غير أن النظام لم يلتزم بالقرار.
والغوطة الشرقية هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق، وإحدى مناطق "خفض التوتر"، التي تم الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانا، عام 2017.
جيش الإسلام "متفائل" وينفي الانسحاب.. وتحضير لقافلة جديدة
ضغوط وعراقيل للاتفاق حول دوما.. وانطلاق القافلة الخامسة
النظام يروج لمعركة ضخمة بدوما.. وتجهيز للقافلة الرابعة