أعلن علماء من مستشفى رود آيلند في بروفيدانس الأمريكية عن اكتشاف فئة جديدة من
المضادات الحيوية، التي يمكن أن تقضي على الإصابات المستمرة من المستشفيات بالبكتيريا العنقودية الذهبية "MARSA".
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في خبر ترجمته "عربي21"، إن العلماء أشاروا إلى أن هذا الاكتشاف يعطي آمالا جديدة للتقدم في محاربة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.
ويقول العلماء: "إن الدواء الجديد الذي تم اختباره على الفئران يمكن أن يستخدم لعلاج العدوى التي تصيب البشر، والتي لا تستجيب للمضادات الحيوية الروتينية".
وفي آخر الأبحاث، ركز العلماء الأمريكيون على مجموعة صغيرة ولكنها مهمة من العدوى المتكررة، والتي تظل
البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية عن طريق خمولها في الجسم، المجموعة المصابة بالعدوى تؤثر حاليا على الأشخاص الذين لديهم غرسات طبية، أو معهم حالات معينة مثل التليف الكيسي.
وقام فريق البحث باختبار آثار 82000 جزيء صناعي على الديدان الأسطوانية المصابة بالـ"MARSA"، أو بكتيريا "Staphylococcus aureus" المقاومة للميثيسيلين.
واختاروا اثنين من بين المركبات الـ185 التي أظهرت بعض التأثير، حيث أظهرا تأثيرا أكبر، فكلاهما ينتمي إلى عائلة من الجزيئات المعروفة باسم "الرتينوئيدات"، والتي تم تطويرها أصلا في الستينات لعلاج حب الشباب والسرطان، وهي تشبه كيميائيا فيتامين أ.
وأظهرت الاختبارات على اثنين من "الرتينوئيدات"، جنبا إلى جنب مع النمذجة الحاسوبية، أن المركبات لم تقتصر على خلايا البكتيريا العنقودية أحادية المقاومة للميكروتين فقط، بل قتلت الخلايا الخاملة أيضا.
وعملت الأدوية على جعل الأغشية التي تحيط بالبكتيريا أكثر تسريبا، وهو التأثير ذاته الذي تعطيه الرتينوئيدات عندما تستخدم بالترادف مع مضاد حيوي حالي يدعى جنتاميسين gentamicin وذلك كان يعطي مفعولا أفضل بكثير.
واستدرك التقرير بالقول: مع ذلك كان هناك جانب سلبي، فالأدوية لم تكن فعالة ضد مجموعة كاملة من البكتيريا المقاومة، في حالات مرضية تكون في حاجة ماسة للمضادات الحيوية الجديدة.
وهذه المجموعة مسؤولة عن التهابات المسالك البولية، وحشرات المعدة، والسيلان، والالتهاب الرئوي والطاعون.
وأوضح التقرير أن الأدوية لا تزال تبشر بالخير لعلاج عدوى "MARSA" الثابتة، والتي يمكن أن تكون قاتلة للمرضى المتأثرين.
وبين العلماء في دراستهم كيف قاموا بتعديل واحد من مركبات الريتينويد؛ لجعله أقل سمية، ثم حقنوه في فأر مع ما يعتبر عموما عدوى "MARSA" المقاومة للمعالجة.
وأشاروا إلى أن العقار لم يقم فقط بإزالة العدوى، بل قام بذلك دون التسبب في أي آثار جانبية واضحة.
وقال "الفثيريوس مايلونكيس" رئيس فريق البحث: "إن الدواء كان على بعد بضع سنوات من التجارب على البشر، والأمل هو أننا اقتربنا خطوة أكبر لإيجاد علاج مقاوم لأصعب البكتيريا، حيث إن سلالات "MARSA" البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية، شائعة للغاية وخبيثة".
يُذكر أن تزايد العدوى بالبكتيريا المقاومة للعلاج هو نتيجة مباشرة للتطور، فعندما يعطى الناس أو الحيوانات المضادات الحيوية، فإن بعض البكتيريا التي يستهدفها العلاج من أجل قتلها تبقى حية؛ لأنها تمتلك طفرات طارئة تحميها.