توسعت خلال الساعات الماضية الرشاوي الانتخابية لتحفيز المصريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي بدأت فعالياتها اليوم وتستمر حتى الأربعاء المقبل.
أبرز الرشاوي كانت في التخفيضات التي أعلنتها مدينة الألعاب الترفيهية "دريم بارك"، التي قدمت في إعلان لها عن تخفيضات تصل إلى 50% خلال أيام 26 و27 و28 من آذار/ مارس الجاري، للمشاركين في الانتخابات الرئاسية، واشترطت مدينة الألعاب الشهيرة إظهار الحبر السري باللون الفوسفورى، عند الدخول من بوابات المدينة بيد الراغبين في الحصول على التخفيض.
العرض الذي قدمته "دريم بارك " لم يكن الأول حيث سبق لها وأن قدمت نفس العرض يوم 11/11/2016 والذي كان مقررا فيه التظاهر بشكل كبير ضد السيسي، وتعد المدينة الترفيهية التي يملكها رجل الأعمال أحمد بهجت صاحب قناة دريم الفضائية هي الأكبر في مصر.
وفي نفس السياق أعلنت إدارة مجموعة "هايبر1" عن عروض وتخفيضات تصل لـ 50% على كل المنتجات المعروضة في مقرها الكبير بمدينة الشيخ زايد باستثناء الأدوات الكهربائية، واشترطت المجموعة التجارية وجود الحبر السري باللون الفسفوري في يد المشترين.
وفي محافظة بورسعيد أعلن مجموعة من رجال الأعمال الداعمين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي تقديم تخفيضات تصل إلى 40% على الملابس وأدوات المنزل، خلال أيام الانتخابات الثلاثة، وبنفس شرط وجود الحبر السري أو صورة "سليفي" من داخل لجنة الانتخابات.
وفي محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، أعلن صاحب معرض سيراميك عن تخفيضات تصل لـ 40% خلال فترة الانتخابات، على أن يحصل عليها الذين شاركوا في الانتخابات فقط.
أما أغرب الرشاوي فقد قدمها المركز الثقافي الروسي بالقاهرة والذي أعلن عبر صفحته على "الفيسبوك" عن تخفيضات 50% على دوراته في الجرافيك وغيرها من المهارات الأخرى، بمناسبة الانتخابات الرئاسية في كل من روسيا ومصر على حد سواء، وخصم 15% أخرى تحت عنوان "سيلفي الانتخابات"، حيث اشترط المركز تقديم صورة "سيلفي" للمصريين الراغبين في الحصول على التخفيضات من داخل لجنة الانتخابات.
اقرأ أيضا: انتخابات مصر: خوف من العزوف و تضارب نسب المشاركة.. ملف
وفي الأزهر كانت الرشوة مختلفة حيث قامت الإدارة المركزية للمعاهد الأزهرية بتقسيم الإدارات المركزية في المحافظات إلى لجان فرعية وكل لجنة بها موظف بجهاز حاسب آلي يقوم بتجميع صور المدرسين والموظفين الذين ذهبوا للانتخابات وقاموا بتصوير أنفسهم "سيلفي" من داخل لجان التصويت، أو الذين في أيديهم الحبر السري، على أن يتم صرف مكافآت خاصة بهم بعد إعلان النتيجة بفوز السيسي، مقابل خصومات وإجراءات ضد الذين لم يذهبوا للإدلاء بأصواتهم.
من جانبه أكد الدكتور عضو البرلمان المصري السابق محمد جمال حشمت لـ "عربي21" أن زيادة الرشاوي الانتخابية التي يقدمها رجال أعمال قريبين من السيسي، وسيلة واضحة لتقديم إغراءات للمصريين ردا على دعوات مقاطعة الانتخابات، موضحا أن السيسي لو كان واثقا في دعم الجماهير له، لم يكن ليلجأ إلى مثل هذه الوسائل المفضوحة.
ويضيف حشمت أن الحشد في الانتخابات له العديد من الأسباب، أبرزها قناعة الناخبين بالمرشحين، وهو ما كان واضحا في كل الاستحقاقات التي شهدتها مصر بعد ثورة يناير 2011، سواء في الاستفتاء الدستوري أو انتخابات مجلسي الشعب والشوري، ثم الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الدكتور محمد مرسي، وأخيرا الاستفتاء على دستور 2012.
مشيرا إلى أن صور الجماهير التي اصطفت لعدة كليو مترات تحت الأمطار الشديدة في انتخابات برلمان الثورة مازالت هي الصورة التي يريد السيسي أن تتكرر معه، ولكن هذا لن يحدث، وبالتالي يتم استخدام كافة الطرق من أجل حشد الجماهير، باستخدام الترهيب تارة مثل التهديد بفرض غرافة 500 جنيه على كل من لن يذهب للمشاركة في الانتخابات، أو باستخدام الإغراءات تارة أخرى مثل هذه الرشاوي الانتخابية.
ويؤكد خبير الحملات الإعلامية حسن الجزار أن نتيجة الانتخابات محسومة لصالح السيسي، ولكنه في المقابل مهتم بألا يقل عدد المشاركين في الانتخابات عن 25 مليون مواطن باعتبارها نفس النسبة التي حصل عليها في 2014، وبالتالي فهو غير مهتم بالنتيجة لأنها محسومة، ولكنه مهتم بالأعداد لتأكيد شعبيته وسط الجماهير.
ويضيف الجزار لـ "عربي21" أن الجملة الإعلامية والإعلانية الضخمة التي شهدتها الانتخابات رغم شكليتها، تشير إلى أن هناك قناعة لدى السيسي ونظامه بأن الجماهير ليست معه، وأنها مغلوب على أمرها، وبالتالي فكل هذه الإجراءات التي تتم لتحفيز الجماهير هي محاولة لإشعار السيسي أنه مرغوب فيه وليس مرغوبا عنه.
التصويت الإجباري.. طريقة السيسي لمواجهة المقاطعة (صورة)
مكرم وشركاؤه.. هكذا صنع السيسي آلته الإعلامية لضرب الخصوم
مؤيدو منافس السيسي يحضرون مؤتمراته بطلب وضمانات من الأمن