أثيرت في تركيا مؤخرا تساؤلات حول الصفقة التي تعتبر الأضخم في سوق الإعلام في تاريخ تركيا وهي بيع مجموعة "دوغان" Do?an الإعلامية التي يملكها آيدين دوغان إلى مجموعة "دميرورين" ممثلة في أردوغان دميرورين، مقابل 1.2 مليار دولار.
وتعتبر مجموعة "دوغان" إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية في تركيا، حيث تمتلك قرابة أربعين في المئة من وسائل الإعلام التركية، بين صحف مثل "حرييت" و"ميلّيت" و"فاناتيك" و"بوسطا"، ومحطات تلفزيونية على رأسها "سي إن إن تورك" ومحطة "دي".
ويقول معارضون للرئيس التركي أردوغان إن الصفقة ستعزز مخاوف على حرية الصحافة في تركيا والخشية من ممارسة ضغوط على وسائل الإعلام وخصوصا منذ محاولة الانقلاب الفاشل منتصف عام 2016.
المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان اعتبر أن الصفقة يشوبها الكثير من الالتباس وعدم الوضوح وهو ما يحتاج إلى بيان وإيضاح.
وقال أوزجان لـ"عربي21" إن "هناك صحفية كبيرة في تركيا وهي "ناجيوتشا" قالت إنها تحدثت إلى ملك مجموعة دوغان، وهو بنفسه نفى الشائعات التي تثار حول الصفقة، ومنها أنها تمت بضغوط ما.
وأكدت أن الشائعات لا بد لها من رد وتوضيح لمصادر تمويل الجهة المشترية، وكيف اشترت بهذا المبلغ الكبير".
وأوضح أوزجان أن "من ضمن الشائعات التي تقال حول هذه الصفقة أنها تمت بتمويل قطري وهي مجرد أقاويل لا دليل عليها".
وأكد أوزجان أن "المعارضين لأردوغان يروجون أن الرئيس أردوغان يسعى للسيطرة على الإعلام ويدللون على ذلك بصحيفة ميليت التي كان يكتب فيها بعض المعارضين لأردوغان وتوقفوا مؤخرا، وهي قرائن يعتبرها المعارضون دلالة على أن الصفقة تأتي لصالح الرئيس أردوغان".
من جانبه أوضح الإعلامي التركي متين طوران لـ"عربي21" أن مجموعة دوغان كانت تعاني من كمية كبيرة من الديون التي أثقلت كاهل المجموعة، وعزا الصفقة إلى أسباب اقتصادية بحتة وقال: "أتوقع أنهم اضطروا لبيعها لهذه الأسباب".
وكان عدد من الموظفين السابقين بالمجموعة قد علقوا على الصفقة من بينهم الكاتب الصحفي فاتح التايلي، مؤسس موقع "هبرتورك" الذي قال إن الكثيرين يبحثون عن إجابة لسؤال لماذا بيعت دوغان، ورأى أن العامل الأكثر أهمية هو أن المجموعة فقدت قدرتها على أن تكون مجموعة، بسبب خسائر فادحة.
وأوضح فاتح أن المجموعة باتت تحت سيطرة المناوشات العائلية وذلك بعد أن قدم المدير العام الجمعة، استقالته، بعد فضيحة القرصنة المزعومة لبريده الإلكتروني الخاص، والتي كشفت مراسلات أنه رضخ لسياسة تحريرية فرضتها عليه الحكومة، وأوضح وقتها أنه سيترك منصبه "لعدم الإضرار بسمعة مجموعة دوغان".
اقرأ أيضا: مدير "دوغان" الإعلامية التركية يستقيل على وقع فضيحة
وفي تلك المراسلات، وعد يلجنداغ، وزير الطاقة التركي بيرات البيرق، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالحفاظ على خط موال للحكومة، لكن يلجنداغ نفى ما ذلك وقال إن بريده تعرض للقرصنة.
وأشار فاتح إلى أن المجموعة عانت خسائر فادحة في الأرباح، ما جعل غاية الطموحات و الطريقة الوحيدة للعلاج هي البيع و منذ خمس سنوات ، قدم عرض للشراء إلى المجموعة بقيمة 2.2 مليار دولار بعد خصم الديون التي تبلغ 890 مليون دولار، وهو ما يبين أن البيع حاليا جاء متأخرا لأن القيمة السوقية للأوراق المالية كانت قد انهارت .
يذكر أن مجموعة دوغان في وقت سابق باعت صحيفة ميليت Milliyet و Vatan في عام 2011 بصفقة بلغت 74 مليون دولار لنفس المجموعة المشترية اليوم دمير أوران.
مصادر لـ"عربي21": غصن الزيتون ستمتد لقرى شمالي حلب
فورين بوليسي: هذا هو خطر فك تحالف أمريكا مع تركيا
هكذا تعوض تركيا ذوي قتلى "غصن الزيتون" من الجيش الحر