لم يتأخر رد مصالح وزارة الداخلية المغربية، على تقرير نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية، أعلنت فيه وجود 300 جثة رضيع بسبب علاقات غير شرعية (زواج)، بمدينة الدار البيضاء (العاصمة الاقتصادية) في سنة 2017 وحدها.
مبالغة كبيرة
وقالت ولاية أمن الدار البيضاء، في بلاغ لها، إن الإحصائيات التي نشرتها مجموعة من المنابر الإعلامية في الأسابيع الأخيرة بخصوص وفيات الرضع بشبهة جنائية في الدار البيضاء "مبالغ فيها إلى درجة كبيرة".
بلاغ مديرية أمن الدار البيضاء، الذي نشرته السبت 24 آذار/ مارس الجاري، حصلت "عربي21" على نسخة منه، تفادى تسمية الجريدة الفرنسية، مستعيرا الحديث عنها ببعض المنابر الإعلامية.
وتابع البلاغ: "فتحت مصالح ولاية أمن الدار البيضاء بحثا في الموضوع، وتم التأكد من خلاله أن الإحصائيات التي تم نشرها مبالغ فيها إلى درجة كبيرة، وأن المؤشرات المتداولة لا أساس لها من الصحة".
وسجل البلاغ، أنه "تبعا لنتائج البحث المجرى من قبل مصالح ولاية أمن الدار البيضاء، تبين أن عدد حالات اكتشاف الرضع بالشارع العام سواء كانوا أحياء أم أمواتا التي عاينتها مصالح الأمن الوطني، خلال سنتي 2016 و2017، بلغت 23 حالة من بينها عشر حالات في سنة 2016 و13 حالة في سنة 2017".
وشدد البلاغ أن ولاية الأمن، قامت بأبحاثها "تفاعلا مع المعطيات الواردة في التداولات الإعلامية المذكورة، التي ادعت أن عدد الجثث المكتشفة والمعاينة من قبل السلطات بلغ 300 جثة في السنة المنصرمة بمدينة الدار البيضاء وحدها".
هذا البلاغ جاء ردا على تقرير جريدة "لوموند" الفرنسية، تحدث عن معطيات وصفها بـ"الصادمة"، عن أعداد المواليد خارج إطار الزواج في المغرب، إذ تحدث عن 50 ألف ولادة خارج إطار الزواج في المغرب سنويا، و24 رضيعا متخلى عنهم يوميا، و300 رضيع يعثر عليهم في أكوام نفايات العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
300 رضيع في المزبلة
كشفت جريدة "لوموند" الفرنسية، الأسبوع الماضي، عن أرقام صادمة بخصوص الأطفال المولودين خارج إطار الزواج بالمغرب، حيث بلغ عددهم أزيد من 50 ألف طفل.
هذه الأرقام تأتي في الوقت الذي يعاقب فيه القانون المغربي إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج بالسجن، ويحظر الإجهاض.
وأوضح التقرير، الذي رصد شهادات عدد من الأمهات العازبات، وكذا لجمعيات مهتمة بهذه الفئة، أن الخوف من السجن والانتقام من أسرهم، يدفع بالعديد من الأمهات العازبات للتخلص من أطفالهن.
وأضافت الجريدة، نقلا عن بعض الجمعيات أنه يتم التخلي عن 24 رضيعا في كل يوم بالمغرب، كما يتم العثور على 300 جثة رضيع كل عام داخل صناديق القمامة بالدار البيضاء فقط.
ونقلت عن رئيسة الجمعية الوطنية للتضامن مع النساء في وضعية صعبة (إنصاف)، مريم العثماني؛ قولها، إن "أغلب النساء اللواتي يطلبن مساعدة الجمعية مغتصبات، وبعضهن غرر بهن بوعد بالزواج، وعندما حملن، تُركن بمفردهن".
وتناول التقرير، قصة الطفلة "أسمهان" في عمر الـ14 سنة، وتتحدر من قرية فقيرة، وأرسلها والدها للعمل بمنزل أسرة في بني ملال، قبل أن يقوم مشغلها باغتصابها، والمداومة على ممارسة الجنس عليها إلى أن حملت منه، لتخبره بأمر حملها فيقرر طردها إلى الشارع.
وأعلنت "أسمهان"، بحسب ما نشرته جريدة "لوموند": "لقد حاولت الانتحار بشرب السم، من أجل وضع حد لحياتي وحياة ما يوجد في بطني لكني لم أستطع".
ونسبت الجريدة إلى "أسمهان" أنها التقت بسيدة في الدار البيضاء لتدلها على جمعية "إنصاف"، حيث أكدت أنه لولا مساعدة الجمعية لها لكانت ستعيش وضعية كارثية.
سابقة.. محكمة مغربية ترفض توثيق زواج "إسرائيلي" (وثيقة)
جولة مفاوضات بين المغرب والأمم المتحدة حول الصحراء
بعد قرار "الأوروبية".. المغرب يرفض المساس بوحدته الترابية