كشف فريق التحقيق الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
بقيادة المحقق روبرت مولر، أن المتسلل الوحيد الذي حظي بفرصة تزويد موقع ويكيليس
بوثائق مسروقة من الهيئة الوطنية الديمقراطية، كان في الواقع "ضابطا في دائرة
الاستخبارات العسكرية الروسية (جي آر يو)".
وقالت صحيفة "ديلي بيست" في تقرير انفردت فيه بكشف تفاصيل التعرف
على ضابط الاستخبارات الروسي الذي اتخذ اسم "غوجيفير"، إن المعلومات التي
توصل لها مولر سيكون لها تأثير جوهري على التحقيق الجنائي بشأن تواطؤ الروس مع
الرئيس دونالد ترامب للفوز بالانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن مولر استعان بخبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي
"أف بي آي" من أجل تعقب "غوجيفير" ومعرفة هويته.
ولفتت إلى أن خطوات مولر حاليا غير معروفة بشأن سير التحقيق، لكنه خرج
باتهام 13 شخصية روسية مرتبطة بمؤسسة أبحاث عبر الإنترنت، بالاشتراك في مؤامرة
للتدخل بالعملية السياسية والانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن تحقيقاته لم تصل لحد
اتهام نظام الرئيس فلاديمير بوتين بشكل مباشر.
وعلى الرغم من رفض مكتب مولر التعليق على التحقيقات، لكن اتهام
"غوجيفير" كمسؤول في أكبر وكالة استخبارات أجنبية في روسيا، سيتجاوز عتبة
الكرملين ويقرب التحقيق من ترامب نفسه.
مراسلات ستون
واعترف المستشار السياسي الجمهوري السابق والمقرب من ترامب روجر ستون
بأنه كان على اتصال مع "غوجيفير" عبر مواقع التواصل الاجتماعي تويتر، ونشر العديد من الأخبار المسربة المتعلقة بهيلاري كلينتون والديمقراطيين.
عبر ستون في مقاله له بصحيفة "بريت بارت نيوز" الأمريكية عن
رفضه لاتهام الروسي باختراق الهيئة الوطنية، لكنه كان يتحدث عن "قرصان يدعى
غوجيفير".
وأشارت ديلي بيست إلى أنه بعد 5 أشهر من التحقيقات التي أجرتها وكالة
الاستخبارات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ترى هذه الجهات بـ"ثقة عالية" بأن المخابرات العسكرية الروسية استخدمت
شخصيات "غوجيفير" و "دي سي ليكس دوت كوم" لإصدارات بيانات
مضللة للأمريكيين، لكن هوية الشخص القائم على غوجيفير الضابط الروسي لم تعرف بعد.
ولفتت الصحيفة إلى أن "غوجيفير" ظهر على شبكة الإنترنت
بتاريخ 15 حزيران/ يونيو، وعمل طيلة فترة الانتخابات عبر سلسلة من التدوينات
والتغريدات على مدى 7 أشهر، لكنه اختفى بعد فوز دونالد ترامب بالمنصب.
خطأ كبير
وحول طريقة كشف موقع "غوجيفير" وطريقة وصوله إلى الإنترنت
والمواقع التي كان يفضل النشر عبرها، قال كايل إيمكه وهو باحث في شركة الأمن
السبراني "ثريت كونيكت"، إن حساب القرصان الروسي تم إنشاؤه على عجل، وكان
يستخدم مواقع لإخفاء نقطة وصوله للإنترنت.
وأوضح إيمكه أن عمليات تعقب القرصان عبر رسائله الإلكترونية كانت
دائما تنتهي إلى مركز بيانات في فرنسا، وكان يربط نفسه بخدمة إخفاء الهوية "في
بي أن"، وهي شبكة افتراضية لديها نقطة خروج في فرنسا، لكن في الواقع مقرها الرئيسي في موسكو.
وكشف أن "غوجيفير" فشل في إحدى
المرات في تشغيل نقطة "في بي أن" قبل تسجيل الدخول، ولذلك ترك عنوان
"بروتوكول" إنترنت حقيقي يقود إلى العاصمة الروسية موسكو في سجلات خوادم
الشبكة الأمريكي لوسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إيمكه إلى أن المواقع التي كان يفضل
القرصان الروسي النشر عبرها هي تويتر ومدونات "وورد برس"، وبعد محاولة
الصحيفة سؤال تلك المواقع عن استخدامها من قبل "غوجيفير" رفضت التعليق
وكشف مصادر الحساب.
وتمكن محققون أمريكيون من تحديد عنوان "آي بي" الخاص
بالنقطة المستخدمة لدخول الإنترنت لـ"غوجيفير"، وقالت الصحيفة إنها تقع
في شارع "غريزودوبوفي" في موسكو.
يذكر أن شركات أمنية وتحقيقات سرية أجرتها المخابرات الأمريكية قالت
سابقا إن الاستخبارات الروسية تدير منظمة
تدعى "فانسي بير"، وهي مختصة بالقرصنة منذ 10 أعوام وكانت وراء سرقة
البريد الإلكتروني للهيئة الوطنية الأمريكية.
وأشارت إلى أن "فانسي بير" قامت بسلسلة اختراقات لحلف
الناتو والبيت الأبيض إبان عهد باراك أوباما ومحطة تلفزة فرنسية والوكالة العالمية
لمكافحة المنشطات، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من المنظمات غير الحكومة والجيوش
والهيئات بأوروبا وآسيا الوسطى والقوقاز.
ضراوة مولر تجبر كبير محامي ترامب على تقديم الاستقالة
ترامب يهاجم تحقيق مولر بسلسلة تغريدات.. هكذا وصفه
إنذار قضائي لشركة يملكها ترامب لتسليم مستندات على صلة بروسيا