نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن الأسباب التي قد تدفع المرء للامتناع عن إقراض المال للأقارب والأصدقاء، لا سيما أن هذه المسألة كثيرا ما تحدث شرخا في العلاقات بين الأفراد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن إقراض المال لأفراد الأسرة يعد بمثابة قرض غير رسمي، لا تضبطه مدة زمنية معنية. وعادة ما يتفق الطرفان على المبلغ دون التحدث عن أسعار الفائدة.
وأضاف الموقع أنه في حال إقراض المال لأحد الأقارب أو الأصدقاء، ونتيجة لغياب وثائق رسمية تلزم الطرفين باحترامها، غالبا ما يجد المقرض نفسه في وضع محرج، حيث لا يمكنه معرفة المدة التي يمكنه استرجاع أمواله بعدها، بينما لا يعرف المقترض المدة التي يجب أن يسدد خلالها الدين. في الأثناء، يؤدي عدم يقين المقرض من نوايا المقترض والعكس صحيح، إلى تعرض الطرفين لضغوط شديدة. إضافة إلى ذلك، يستوجب إقراض المال إلى أفراد الأسرة التضحية ببعض الخطط المرسومة مسبقا.
والجدير بالذكر أنه في حال استوجب الأمر إقراض المال لأحد أفراد العائلة، ينبغي تحديد موعد نهائي للدفع، فضلا عن جدول زمني للمدفوعات، إذا وقع الاتفاق على دفع الدين في شكل أقساط. تجنب هذه الخطوة الطرفين المزيد من المشاكل، حيث يكون المقترض على دراية بموعد الدفع الكامل للدين، والمبلغ الذي سيدفعه ضمن كل قسط.
وأفاد الموقع أنه في حال الاعتماد المفتوح للقروض لا يكون المقترض على بينة من واجب سداد الديون نظرا لغياب ارتباط قانوني بينه وبين المقرض. في الواقع، تحذف مسألة واجب سداد الدين من قائمة أولويات المقترض، نظرا لغياب مدة زمنية تقيده بسداد الديون، علما وأنه لن يواجه أي مشاكل في حال لم يدفع المبلغ الذي عليه. في ظل غياب التهديد بالعقاب، لا يأخذ المقترض القرض على محمل الجد، في حين لا يعجل في دفعه.
وذكر الموقع أن المقرض يواجه العديد من الصعوبات فيما يتعلق بمطالبته باسترجاع ماله من قبل أحد أقاربه وأصدقائه. غالبا ما يحاول المقرض الأخذ بعين الاعتبار مشاعر المقترض، لضمان إحساسه بالراحة. وقد يدفعه ذلك أحيانا إلى تجنب التواصل مع المقترض سعيا منه لعدم الحديث عن الدين. وتؤثر مثل هذه التصرفات على الحالة النفسية للمقترض. عموما، إذا أقرضت مبلغا من المال إلى أحد المقربين وتواجه صعوبة في طلب استرداد المبلغ، تحدث قليلا مع المقترض من أجل حل المسألة.
وبين الموقع أن إقراض أحد أفراد الأسرة المال يؤثر سلبا على جو العائلة، حيث يشوب الاجتماعات العائلية قدر من التوتر، ويشعر المقترض بنوع من انعدام الراحة أمام الطرف الآخر، وأمام جميع الذين هم على علم بمسألة الدين. لتجنب هذا النوع من المشاكل، ينبغي للطرفين التوصل إلى اتفاق شخصي واضح وصريح يلزم كليهما ببعض الواجبات، فضلا عن تحويل النقاش بعيدا عن مسألة الدين إذا ما ساء الوضع خلال الاجتماعات العائلية.
وأورد الموقع أن إقراض المال لأحد أفراد الأسرة، يجعل من المقترض خادما للطرف الآخر، حيث يعتقد المقترض أنه في حاجة إلى إرضائه. من هذا المنطلق، من واجب المقرض التحدث مع المقترض ودعوته إلى التخلي عن هذه التصرفات والشعور بالانزعاج. على صعيد آخر، قد يفتح إقراضك لمبلغ من المال لأحد أفراد العائلة والأصدقاء، الباب للمقترض وبقية أفراد العائلة للعودة وطلب المزيد من المال.
وذكر الموقع أن إقراض المال للأصدقاء أو أفراد العائلة يعد بمثابة تقديم حل سهل لمشاكلهم المالية، ما يحول دون تحملهم للمسؤولية والتعامل مع مصاعب الحياة بمفردهم. فعلى سبيل المثال، في حال طلبت أختك بعض المال لتسديد ديون بطاقتها الائتمانية، ساعدها على التعامل مع هذه المشكلة، ووضع خطة للميزانية أو البحث عن مصادر دخل إضافية.
وبين الموقع أن إقراض المال لأحد أفراد العائلة والأصدقاء يحول دون حصول المقرض على فائدة، نظرا لعدم طلبه لمبلغ إضافي من أفراد عائلته. عموما، إذا استثمرت المال الذي أقرضته لأصدقائك أو أفراد عائلتك، عبر أنظمة الائتمان الموجودة على الإنترنت ستتمكن من كسب فائدة.
وأوضح الموقع أن عدم تمكن المقرض من استرجاع أمواله في الوقت المناسب يخلق العديد من المشاكل في صلب العائلة، لا سيما في ظل حدوث جملة من الأمور الطارئة على غرار، فقدان الوظيفة، ومواجهة بعض المشاكل المالية.
في الختام، شدد الموقع على أن إقراض المال لأحد الأقارب أو الأصدقاء يحدث شرخا في العلاقات، ويسبب المزيد من التوتر بين الطرفين، فضلا عن تولد العديد من المشاعر السلبية مثل الغضب، والندم، والإحساس بالذنب.