شارك الآلاف من سكان مدينة جرادة (شرق المغرب) في مسيرة احتجاجية على الأقدام باتجاه مدينة العيون (شمال شرق) طالبوا خلالها بالإفراج عن عدد من نشطاء الحراك اعتقلتهم السلطات خلال اليومين الماضيين.
وقال أحد المنظمين إن المسيرة شارك فيها ما يقارب 17 ألف شخص من مختلف الأعمار، "خرجوا منذ صباح يوم الأحد صوب مدينة العيون التي وصلوا إليها ليلا قاطعين بذلك 53 كيلومترا على أقدامهم".
وقال ناشط في "حراك جرادة" في تصريح لـ"عربي21"، إن المسيرة تأتي "للمطالبة بتوفير العيش الكريم لسكان المدينة، ومحاسبة المفسدين فيها الذين نهبوا خيرات المنطقة، إضافة لإعفاء السكان من أداء فواتير الماء والكهرباء، والإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلتهم السلطات خلال اليومين الماضيين".
وطالب المحتجون بإطلاق سراح ثلاثة نشطاء اعتقلتهم الشرطة يومي السبت والأحد وهم مصطفى أدعنين، وأمين المقلش، وعزيز بودشيش.
اقرأ أيضا: بسبب الاعتقالات.. 4 شبان من "جرادة" يهددون بالانتحار (شاهد)
وكانت النيابة العامة نفت في بيان أصدرته، السبت، وحصلت "عربي21" على نسخة منه، أن يكون سبب توقيف الناشط مصطفى أدعنين بسبب "حراك جرادة"، كاشفة أن سبب اعتقاله راجع إلى ضلوعه في حادث سير وقع الخميس الماضي.
واستقبل سكان مدينة العيون، ليلة أمس الأحد، المحتجين القادمين من مدينة جرادة بالتمر والحليب ومواد غذائية متنوعة، في منظر يغلب عليه التضامن الشعبي، بحسب ما قال شاهد عيان لـ"عربي21".
ويخوض سكان مدينة الجرادة، اليوم الاثنين، إضرابا عاما تتخلله مسيرة وسط المدينة لإحياء أربعينية أحد العمال الذين توفوا في بئر للفحم الشهر الماضي، فيما سينظم يوم غد الثلاثاء اعتصام أمام العمالة، بحسب ما ورد في البرنامج النضالي لنشطاء الحراك.
وانطلقت الاحتجاجات بالمدينة بعد مقتل شابين في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في أحد المناجم العشوائية للفحم الحجري (الساندريات)، قبل أن تتزايد الاحتجاجات بعد مصرع شاب آخر في شباط/ فبراير الماضي.
يشار إلى أنه سبق للجنة وزارية أن زارت الجهة والمنطقة في كانون الثاني/ يناير الماضي، وعقدت لقاءات مع نشطاء الحراك مع تقديم وعود بإنقاذ المدينة من وضعية الهشاشة.
اقرأ أيضا: عرض الحكومة المغربية للحل بـ"جرادة" هل يطوي صفحة الاحتجاج؟
وقدم مسؤول حكومي في لقاء مع نشطاء الحراك في شباط/ فبراير الماضي ما وصفه بالبرنامج التنموي الاستعجالي مابين 2018 و2020 يضم مجموعة من التدابير الآنية المتخذة والرامية إلى خلق حوالي 1000 منصب شغل منها 300 لفائدة عمال استخراج الفحم الحجري بطرق عشوائية (الساندريات) مع إعطاء الأولوية لشباب الإقليم من حاملي الشواهد المهنية، فضلا عن انطلاق أشغال توسعة المنطقة الاقتصادية لاحتضان بعض الوحدات الإنتاجية والتي ستوفر حوالي 1500 منصب شغل إضافي.
وسطرت الحكومة "برنامجا يروم خلق حوالي 5000 منصب شغل مباشر يرتكز على القطاع الفلاحي، بتعبئة حوالي 3000 هكتار من الأراضي السلالية وتخصيص 1000 هكتار منها لفائدة ذوي الحقوق، و2000 هكتار لشباب الإقليم، مع إعادة تهيئة المدارات السقوية الحالية لفائدة مستغليها، بالإضافة إلى برمجة عدة تدخلات تهم 108 مشروعات في مجالات الطرق، التعليم، الصحة، الماء والكهرباء، وذلك في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي بغلاف مادي يناهز الـ 500 مليون درهم ما بين 2018 و2023".
بسبب الاعتقالات.. 4 شبان من "جرادة" يهددون بالانتحار (شاهد)
المغرب يحبط محاولة نحو 1400 مهاجر العبور إلى الحدود الإسبانية
جرادة تدفن الضحية 45 وترفض عروض حكومة المغرب