ونشر النشطاء صورا لانتهاء تاريخ صلاحية المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى أن بعض تلك الأطعمة قد تعفنت.
وليست هذه المرة الأولى، فبحسب النشطاء في عام 2016، دخلت إلى مدينة الزبداني المحاصرة وقتها مساعدات إنسانية عن طريق الأمم المتحدة، ومنظمة الهلال الأحمر، تبين أنّ أغلب أكياس الأرز فيها قد خلطت بالزجاج أو بروث الحيوانات.
وفي عام 2015 حصلت ما يشابهها في مضايا، حيث دخل إلى البلدة كمية كبيرة من البسكويت المنتهي الصلاحية.
استهداف المستشفيات
وفي سياق متصل، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الجمعة، من ارتفاع مستوى الهجمات على المنشآت الطبية في سوريا إلى مستوى "خطير" مع بلوغها في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير نصف إجمالي ما سجل في مجمل سنة 2017.
وقال كريستيان ليندمير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، في جنيف الجمعة، إن المنظمة تلاحظ "تصعيدا خطيرا" في هذه الحوادث خلال الشهرين الأولين من 2018.
وأضاف أنه تم تسجيل "67 هجوما مؤكدا" بالإجمال في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، وأن هذا العدد يشكل "أكثر من 50% من الهجومات المؤكدة في 2017 التي بلغت 112 هجوما".
وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن "20 مستشفى و16 مؤسسة صحية وسيارتي إسعاف ومستودعا للوازم الطبية" أصيبت في هجمات قتل خلالها 19 شخصا وأصيب 28 بجروح.
وذكر ليندمير بأن "المنشآت والطواقم الطبية تستفيد من حماية خاصة في نظر القانون الدولي"، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية تدعو "كل الأطراف الموجودين في سوريا إلى وقف هذه الهجمات".
"يأس وفقدان أمل"
وفاقمت الحملة العسكرية المستمرة للنظام السوري منذ نحو ثلاثة أسابيع من معاناة نحو 400 ألف شخص تحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013.
ولم تحمل قافلة المساعدات الجمعة أي مستلزمات طبية. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق انجي صدقي: "لدينا بعض المؤشرات الإيجابية على أن (ادخال) قافلة أكبر مع إمدادات إضافية تتضمن مواد طبية قد تحصل الأسبوع المقبل".
وطالبت منظمة أطباء بلا حدود في بيان الجمعة "جميع الأطراف المتنازعة ومؤيّديها" بـ"السماح بإعادة إمداد الأدوية المنقذة للحياة والمواد الطبية دون عوائق، وعدم إزالة المواد المنقذة للحياة من قافلات المساعدات".
ويحتاج 700 شخص وفق ما أعلنت الأمم المتحدة قبل أقل من أسبوعين إلى إجلاء طبي عاجل.
وتعاني الكوادر الطبية من نقص هائل في المستلزمات الطبية. ومع توافد الجرحى يوميا إلى المستشفيات، يعمل الأطباء لساعات طويلة من دون توقف.
وقالت المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود ميني نيكولاي: "بشكل يومي نلاحظ شعورا متزايدا باليأس وفقدان الأمل، وما يفعله زملاؤنا الأطباء يفوق حدود ما يمكن لأي شخص القيام به. فقد استُنزفوا إلى درجة الانهيار إذ لا يحظون إلا بأوقات قليلة من النوم".
وتسري في الغوطة الشرقية هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الأعمال القتالية لمدة خمس ساعات. ويتخللها فتح "ممر إنساني" عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين، إلا أن النظام السوري حليف موسكو لا يلتزم بالهدنة ويستمر بالقصف والتقدم الميداني وقتل المدنيين.
ولم يسجل منذ بدء تطبيق هذه الهدنة خروج أي من المدنيين وفق المرصد السوري.
وأعلن الاعلام الرسمي السوري استحداث معبرين جديدين منذ الخميس، الأول جنوب الغوطة الشرقية قرب بلدة جسرين، والثاني في مدينة حرستا التي تسيطر قوات النظام على أجزاء منها.
تحذيرات من "حلب ثانية" في الغوطة مع استمرار قصف النظام