في اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من آذار/ مارس كل عام، لا تزال فرص المرأة المصرية في حياة كريمة بعيدة المنال، بسبب ما تعانيه على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا.
وكان النظام المصري أعلن عام 2017 عام المرأة، دون أن يسفر عن أي نتائج ملموسة، وانتهى العام دون الإعلان عن أي أرقام إيجابية، وظلت جميع المؤشرات المتعلقة بالمرأة دون المستوى، ودون المأمول، وفق عدد من الحقوقيات والناشطات.
وترتفع نسبة البطالة بين الإناث إلى 23.6%، وتنخفض نسبة مشاركتهن في قطاع العمل إلى 22.9%، وترتفع نسبة الأمية إلى 30.8%، وتصل حالات الطلاق إلى 555 حالة طلاق يوميا؛ بسبب الضغوط الاجتماعية التي ولدها تدهو الأوضاع الاقتصادية.
وعلى المستوى الحقوقي، تقبع 49 سيدة وفتاة في سجون الانقلاب، ووثقت منظمات حقوقية تعرض 154 للاختفاء، وإصدار حكم الإعدام بحق 5، ومقتل 133 بالرصاص منذ انطلاق المظاهرات في تموز/ يوليو 2013، ومحاكمة 23 أمام القضاء العسكري، وفصل أكثر من 520 من الجامعات.
جرائم السيسي
وصفت مسؤولة الملف المصري في منظمة هيومن رايتس مونيتور، سلمى أشرف، حال المرأة المصرية بأنه "من أسوأ أحوال النساء في العالم العربي؛ فهي تعاني نفس الانتهاكات التي يعانيها الرجل المصري من اعتقال وتعذيب واختفاء قسري وقتل بل واغتصاب وتهديد بالاغتصاب؛ بسبب معارضتهن أو معارضة ذويهن لنظام السيسي".
وأضافت لـ"عربي21": "يزيد على ذلك انتهاك حقوقها الاجتماعية والاقتصادية؛ فكثير منهن أصبحن العائل الوحيد لأسرهن، بالإضافة إلى عبء تكاليف زيارة السجون، ومصاريف الحياة الباهظة في مصر مع عدم توفير الدولة معونات للمرأة المعيلة، ناهيك عما تعانيه من عنف منزلي ومجتمعي في ظل قوانين رخوة".
وعددت جملة من الانتهاكات من بينها "إهدار كافة حقوقها كمواطن يعيش في دولة تنتهك حقوق مواطنيها من حيث العيش الكريم، والعلاج الصحي والسكن الملائم، والحق في شرب المياه النظيفة".
وفندت دعاية السيسي بشأن المرأة قائلة: "السيسي لم يحسّن من وضع المرأة المصرية في شيء، بل بالعكس جعلها موضع الهدف لإطلاق رصاص جيشه عليها في بيتها في سيناء واعتقلتها شرطته، وعذبتها أجهزته الأمنية".
حداد على المرأة المصرية
بدورها؛ قالت المتحدثة باسم حركة نساء ضد الانقلاب، مي الورداني، لـ"عربي21": "من المؤسف أنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم المرأة العالمي نقف نحن هنا لنرفع رايات الحداد على ضياع حقوق المرأة وحريتها في أرض الكنانة، فذلك العالم الذي يتشدق ليل نهار بالدفاع عن حقوق المرأة، ورفض كافة أشكال العنف ضدها، يتعامى بكامل إرادته عن انتهاك كافة حقوق المرأة المصرية وممارسة أبشع أنواع العنف بحقها".
وكشفت أن "عدد المعتقلات في مصر تخطى 45 معتقلة، وهناك نساء مختفيات قسريا، وأخريات محتجزات في أماكن مجهولة وممنوعات من التواصل مع أهلهن وحتى المحامين مثل سمية ماهر حزيمة، وهبة السيد، وزبيدة يونس وغيرهن. في بلادي "المحتلة" من قبل العسكر نساء محكوم عليهن بالإعدام مثل الزميلة الصحفية أسماء الخطيب وسندس عاصم، وهناك أخريات يقضين أحكاما بالحبس المؤبد مثل سامية شنن وسارة عبد الله".
ولفتت إلى أن "النظام العسكري في مصر مارس كل أشكال الانتهاك بحق النساء فاغتصبهن في السجون والمعتقلات وما حالة زبيدة يونس وأمها منا ببعيد، حتى على المستوى المهني، كمم الأفواه وحبس الصحفيات مثل الصحفية شيرين بخيت، وأسماء زيدان التي تقضي حكما بالحبس خمس سنوات، والمخرجة ريم جبارة، وعلياء عواد التي باتت حياتها مهددة بالخطر بسبب تدهور صحتها في السجن مع تعمد الإهمال الطبي بحقها، والصحفية مي الصباغ وغيرهن".
المرأة تكافح لتعيش
فيما عددت الناشطة السياسية، غادة نجيب، أحوال المرأة المصرية في عهد السيسي "ما بين معتقلة، أو أم معتقل أو أم شهيد، أو زوجة مختف قسريا، أو أخت لكل هؤلاء، فمثلا سجون السيسي فيها حوالي 46 سيدة وفتاه في السجن، تهمهم سياسية، وبعضهن لا نعرف أماكن احتجازهن".
وقالت لـ"عربي21" إن السيسي نجح في جعل حياة المرأة المصرية قاسية وصعبة، فمنذ أربع سنوات يخيم الحزن والقهر على قلوبهن بسبب فراق الأبناء والأزواج والإخوة، وحتى من لم يطلها بطش السيسي في أحد ذويها فهي تعاني الأمرين مع غلاء المعيشة، ورفع الدعم، فالأم دائما هي المحرك والمدبر لشؤون البيت".
وأضافت أن "الحياة باتت صعبة على المرأة التي تكافح لتدبير حياة أسرتها المتزايدة، تحدث السيسي من قبل عن عام الشباب، وكانت النتيجة حالة من الهوس والسعار ضدهم بالاعتقال والملاحقة، ولا أعلم هل سيكون مصير المرأة المصرية نفس مصير الشباب، وهل سيكون عام المرأة وبالا عليها، السيسي لا يتذكر المرأة إلا من أجل الانتخابات".
بعد اعتقال "ودنان".. هذه رسالة السيسي للصحافة والمعارضة
منظمات حقوقية تطالب بإعادة فتح باب الترشح لرئاسة مصر
"الجبهة الوطنية" تدين اعتقال أبو الفتوح وتدعو لعصيان مدني