كشف قيادي بارز في حركة فتح النقاب عن تفاصيل الاجتماع الأخير للمجلس الثوري لحركة فتح في ظل التقارير الصحفية التي قالت إن المجلس ناقش مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس.
وأوضح عضو المجلس الثوري للحركة تيسير نصر الله أن "الاجتماع ناقش على مدار ثلاثة أيام عدة ملفات أبرزها تعديل النظام الداخلي للحركة بما يشمل توسيع صلاحيات بعض المواقع القيادية العليا في الحركة من بينها توسيع صلاحيات نائب رئيس الحركة محمود العالول وتوكيله بمهام إضافية في حالة الطوارئ".
وأضاف نصر الله في حديث لـ"عربي21" أن "أربعة مقترحات قدمها المجلس بشأن هذا الموضوع، وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة من خمسة أعضاء يرأسهم عضو من اللجنة المركزية للحركة (رافضا الكشف عن هويته) لبحث هذه المقترحات في اجتماع اللجنة المركزية القادم للحركة لإقرار هذه التعديلات بصيغة نهائية".
قيادة جديدة
بالإضافة لذلك تحدث القيادي الفتحاوي عن مناقشة المجلس "إمكانية استحداث مفوضيات جديدة داخل الحركة لإعادة بناء التنظيم وترتيب مهامه بناء على توصية من الرئيس محمود عباس قدمها بهذا الخصوص".
اقرأ أيضا: إسرائيل تجري تقييما لأبرز المرشحين لخلافة عباس
وأضاف أن المجلس ناقش "ضرورة اختيار قيادة جديدة لمنظمة التحرير تكون على قدر التحديات والمسؤوليات التي تواجه المشروع الوطني في ظل المؤامرة التي تحيكها الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية".
وكان لافتا في اجتماع المجلس الثوري الذي عقد الخميس الماضي واستمر لثلاثة أيام أن يرفض الرئيس محمود عباس نقل كلمته على الهواء مباشرة كما جرت العادة في مثل هذه الاجتماعات وهو ما طرح تساؤلات حول خطورة الملفات التي ناقشها المجلس.
بحث عن مخرج
وتعليقا على التقارير الصحفية اعتبر رئيس تحرير صحيفة فلسطين، إياد القرا، أن "انتهاء الحياة السياسية للرئيس باتت أقرب من أي وقت مضى جراء تدهور وضعه الصحي وإجرائه للعديد من الفحوصات المتكررة خلال الفترة الماضية".
ويشير الكاتب الفلسطيني في حديثه لـ"عربي21" إلى أن الرئيس عباس "يرى أن مشروعه السياسي قد خسر بعد قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس وهو بذلك لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الضغوط داخل الحركة التي تطالبه بضرورة إيجاد مخرج للمشروع الوطني أو توكيل شخص آخر قادر على إيجاد حلول خلاقة تعيد السلطة الفلسطينية إلى قوتها التي كانت عليها قبل سنوات".
اقرأ أيضا: إسرائيل تخشى تأثير تدهور صحة عباس على التنسيق الأمني
وبين القرا أن "عباس يدرك أن انتهاء حياته السياسية لا يجب أن تنتهي بخاتمة سيئة له ولحركة فتح، لذلك سيحاول توزيع تركة السلطة على من يثق بهم مثل محمود العالول ليمنع غريمه دحلان من اختراق الحركة بعد وفاته سياسيا".
تجنب الفشل
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم، إن "عباس يرى بالعالول الرجل الأقوى داخل فتح واختياره في منصب نائب رئيس الحركة بصلاحيات الرئيس يعطي إشارة واضحة على قرب انتهاء المرحلة السياسية لعباس، كما أن العالول يتحدر من مدينة نابلس التي تشهد نشاطا واسعا لمحمد دحلان على مستوى الضفة الغربية، لذلك يحاول عباس أن يعطي العالول ثقة كبيرة في القضاء على خصومه وأبرزهم محمد دحلان".
وأضاف المحلل السياسي في حديث لـ"عربي21" أن "صفقة القرن سيتمخض عنها قرارات كارثية لذلك يحاول عباس أن يستبق الأحداث حتى لا يظهر أمام الشارع الفلسطيني بأنه فشل في وقف الصفقة، ويتحمل هذه المسؤولية القيادات الجديدة في السلطة الفلسطينية".
ويعتبر القيادي العالول أحد أكثر الشخصيات المقربة من محمود عباس، وقد اختير في منصب نائب رئيس الحركة كأول مرة بعد استحداث هذا المنصب في نهاية المؤتمر السابع للحركة الذي عقد أواخر العام 2016 بالرغم من حلوله في المرتبة الخامسة بعد مروان البرغوثي وجبريل الرجوب ومحمد اشتيه وحسين الشيخ.
إسرائيل تخشى تأثير تدهور صحة عباس على التنسيق الأمني