سياسة عربية

من وراء احتجاجات "طرابلس" الليبية.. وما أهم المطالب؟ (صور)

المحتجون رفعوا صور المختفين قسريا على يد مسلحين بطرابلس- عربي21

نظم عدد من منظمات المجتمع المدني، تظاهرات ووقفات احتجاجية في العاصمة الليبية طرابلس، ضد سياسات حكومة الوفاق الوطني الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية وكذلك ارتكاب مسلحين في العاصمة لعمليات إخفاء قسري لأشخاص.

واحتشد المتظاهرون أمس السبت في ميدان الجزائر وميدان الشهداء بطرابلس، استجابة لدعوة ما يسمى بـ"حراك 19 فبراير ضد الفساد"، حاملين الريات البيضاء وكذلك عبوات مياه فارغة، في إشارة إلى ما وصل إليه حال المواطن الليبي من تهميش ووضع معيشي صعب".

فساد مؤسسي

وطالب المحتجون، النائب العام بالتدخل ومحاسبة المتحصلين على الاعتمادات والمزورين، ووصفوا المسؤولين في البلاد بـ"عباد الكراسي"، رافضين أي "إذلال للمواطن أمام المصارف والتي أعلن بعضها عن خلو خزانته من الأموال".

من جهته، كشف تقرير لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني بليبيا، عن "عمليات اختلاس لأموال الدولة الليبية بشكل لامثيل له، بسبب غياب آليات المراقبة الفعالة، دون تحديد الجهات المتورطة في ذلك".

وأوضح التقرير أن "جماعات مسلحة وجهات راعية لها، استخدمت الاعتمادات المستندية، وبطاقات السحب، وتهريب الوقود، والاتجار بالمنتجات المدعومة، والنفقات الخارجة عن الميزانية، كقنوات لاختلاس أموال الدولة"، وفق تقديره.

الاحتجاجات مستمرة

من جانبه، أكد الناشط الليبي المشارك في الحراك، أحمد الشركسي، أن "الاحتجاجات والتظاهرات مستمرة حتى الآن ومتجددة، حتى يتم الاستجابة إلى مطالبهم ولقاء المسؤولين ومنهم النائب العام".

وأوضح الشركسي، وهو عضو جمعية دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان الليبية، لـ"عربي21"، أن أهم المطالب الخاصة بملف المخطوفين والمختفيين تتلخص في "تشكيل لجنة تقصي الحقائق ومتابعتها من الأهالي، وكذلك تقديم الدعم لأسر المخطوفين لحين كشف حقيقة أماكن تواجد أبنائهم"، وفق قوله.

وتابع من طرابلس: "الاستجابة للاحتجاجات كبيرة والمشاركات من قبل الناشطين المدنيين واسعة، ومستمرون حتى تلبية كافة المطالب" على حد وصفه.

حراك "وقتي"

لكن الخبير الليبي في التنمية، صلاح بو غرارة، رأى أن "هذه الاحتجاجات لن تتعدى احتجاجات وقتية وفقط، ومجرد تعبير عن رفض حالات الفساد المستشري في كل بقاع ليبيا بشرقها وجنوبها وليس فقط غرب البلاد".

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "رموز الفساد تتحكم في مفاصل الدولة ولن تتأثر بهذه الاحتجاجات التي تتكرر ولا تستمر ولن تؤدي إلي أي تغيير لغياب المؤسسة العسكرية والأمنية التي تتبني المطالب"، حسب رأيه.

وبخصوص تداعيات هذه الاحتجاجات وتأثيرها على حكومة الوفاق، قال بوغرارة: "لن تسقط الحكومة إلا بموافقة وبتعليمات الدول التي تتحكم في الشأن الليبي، وبخصوص الخطف والاختفاء القسري فهو يتم على يد "بلطجية" أو بعض الميليشيات".

أزمة الدينار

وقال الإعلامي من طرابلس، نبيل السوكني، إن "الاحتجاجات جاءت بسبب غض الطرف من قبل الحكومة والبنك المركزى بشأن عدم وجود حل نهائي لأزمة الدينار الليبي وانخفاض العملة الأجنبية "الدولار".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "التظاهرات توقفت اليوم، وبخصوص الفساد المالي لبعض المسؤولين، فهناك عدة شخصيات بعد الثورة متورطة في هذا الملف، خاصة ممن هم محسوبون على حزبي "العدالة والبناء" والتحالف الوطني"، حسب كلامه.

تظاهرات "غامضة"


المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، وصف من جانبه؛ التظاهرات بأنها "تظاهرات غامضة وغير معروف من يقف وراءها، حتى ولو كانت المطالب مشروعة، لكنها "حق أريد به باطل"، ولن تجد هذه التحركات أي زخم ولن يثق بها عموم الشارع وستنتهي سريعا"، وفق تقدره.

وتابع لـ"عربي21": "أما فيما يخص الاختلاسات والتقارير التي ذكرت ذلك، فهذه ليست بأسرار، ولايحتاج الشعب الليبى لهذه التقارير لتخبره، وفى غياب الآليات الرقابية وتنفيذ القانون ستسمر هذه التجاوزات والاختلاسات"، كما قال.

"نهب" جماعي

وقال الكاتب السياسي الليبي، إبراهيم قويدر، إن "الفساد منتشر الآن في كافة المناطق والمؤسسات الليبية، هناك فساد في "الوفاق والرئاسي والحكومة المؤقتة والأعلى للدولة والبرلمان وفي المؤسسة العسكرية، كلهم ينهبون ويستغلون الميليشيات المسلحة".

وبخصوص حراك طرابلس الأخير، قال قويدر: "انتفاضة الناس مهمة وضرورية وتأخرت كثيرا، لكن أتوقع أن يتواجد من ينصح باتخاذ بعض الإجراءات المسكنة لاحتواء هذا الغضب"، وفق كلامه.